من أنتَ !؟
لا تتسع ... كن ضيّقاً في مرامكَ ولا ترنو إلى الحياة التي تُمنح لغيركَ !
على جبينكَ ممهورٌ ... قدركَ ... نصيبكَ الذي دوّنَ في السماء وفي الأرضِ وفي دفاتر الغيب!
أنتَ دمكَ مسفوكٌ منذ ولادتكَ مع دمِ المشيمة ِ وصراخ أمكَ المسكوب في الصدى وفي أرجاء الغرفة ِ المظلمة ...
أو الخيمةِ التي نُصبتْ على حدود وطنكَ المنصوبِ في رحمِ الكوارث ... بيد الطغاة الذين يشاهدون أشلاءكَ .. ويحتسون عصيراً بارداً !
" تثورون على السّلطة،مع أنّ الثّورة عليكم هي الأهم، يمكن لكم أن تصفوا معاناتنا نحن النّساء السّوريات مع أزواجنا، هم من أوصلوا سوريّة إلى هذه الحال"
في الرّسالة شرح مطول اجتزأت منه بعض الأفكار:
" نرغم على الزّواج لأنه لقب اجتماعي لا نستطيع الظهور الكامل في المجتمع بدونه"
"ليس في الزواج حبّ، بل تطبيق عن قرب أو بعد هدفه المال ، يبدو وكأنّه حبّ"
"المرأة السورية هي التي تدفع ثمن الزواج، والزوج يعتبر نفسه قدم لها كلّ شيء بالزواج منها،يمنّنها بذلك، تكون عليها كلّ المسؤوليات"
من جرح آخر أستطيع أن أطلّ عليكِ, أما اتفقنا ؟
من زمن الطفولة, من شاشة هاتف مطفأة
تستعطف وجهي..
تستعطب يدي
من صياحه الأبكم, لصديق مفلس من الحب
من كتاب التاريخ ...
لم يكتبنا.. حتمًا.. -لا يكتبُ عن السحاب-
لكني خربشتُ على جِلدته حينما كتبتُ: أكره التاريخ
فكرهني..
ودحرجني للأعلى سنتيمترات
وكسّر بعضًا من زجاج وجهي
لكني عدتُ ..
تعالي أمي نلعب أننا نبني بيتاً لنا فيه أنت وأبي وأنا وأختي, لاحرب فيه ولاأصوات لقذائف, صحوت من الموت في خيال الظل, احتضنت ولدي وقلت لا لن أموت حبيبي, سأظل قربك أحميك وأحبك وتحبني, أما الحرب ياولدي فقصة رغم حزنها عابرة لاتقيم , قد عاشتها معظم بلدان العالم واكتوت بنارها, لكن في النهاية ترحل الحرب وتظل البلدان تخطط لإعادة إعمارها, سترحل الحرب ياولدي سترحل, سيأتي يوم ياحبيبي نكون فيه بسلام من كل هذه الأصوات, سألعب معك لعبة الطبيب والعجوز, ستكون الطبيب وأنا العجوز المريضة
* إلى كل من دون اسمه على قيد انتحار ..رحمة وحياة تغشيانك ..فلسنا نعرف عنكم سوى بريق القشور ..فهؤلاء من اقتحموا عالم السماوات بغتة هل تغلق المحبة أبواب رقتها أمام كل هذا الشجن وذاك الجوع والجلال ..؟ هل توصد الرحمة نعومتها أمام هذا الإخلاص وتلك الشجاعة وصدق السؤال ..؟ أبعد ما تكون المسافة من المشرق للمغارب يكون فهم الله - فاحص القلوب -أكثر عمقا بلا تأثير أو محاباة
***
2 حزيران 2014
ليلة السبت وخارطة الطريق:
في حديقة منزلي
تلك التي يسهل الوصول منها إلى غرفتي
قمرٌ وعريشةٌ ونبتةُ حَبَق تناديك
***
3 حزيران 2014
حين يأتي المساء، يطيب لي أن أخلع ذاتي لأرتديك
***
4 حزيران 2014
يدُك، يدُك الجميلة الرقيقة
ليتها لا تكتب على جسدي الليلة
ليتها تعزف!
أمّا الفتاة الجميلة ذات الأقراط الدائرية الملوّنة ... لم ترحل بعد ...!
مازالت تقفُ في آخر القرية وفي كفّها رسالة فارغة ..
رسالة لم تكتب فيها شيئاً ما ... غير أنّها تريد أن تصل إلى حبيبها .. فارغة !؟
فحبّهما كان أبيض ... أبيض كالورقة النظيفة من الحروف والأشواق والدموع !
وهو ...... مازال يشدّ حزام بنطاله في بلدٍ غريب كعينيهِ !
ويسأل القادمين من الحرب والمدن اليباب،
عن فتاةٍ تجدّلُ شعرها الأصهبَ بأصابعها الغضّة .. وتحمل بكفّها رسالةً سوف يكتبها لها
عندما ترميه الأوطان الغريبة على ضفّة نهرٍ ما أو شارعٍ عام ....
ليس بالضبط يشبه وطنه ..!
يقول لي أشياء تستفزّ مشاعري. أشياء غير مدفوعة الثّمن، رّخيصة إلى حدّ القتل. كم مرة قلت له: أرجوك. لاتقدّم لي هدّية رمزية. آن لك أن تعرف أن مولعة ببريق الأحجار الكريمة، والزمرد، والياقوت،بالذهب المجدول، والمصقول،بمقادير الفضّة،برجل ينسى يومه في البراري
يأتي محمّلاً بطعامنا،رائحته من رائحة الغابات،يقدّم لي لحم كتفيه دون مناسبات. كن ذلك الرّجل.
أفتقد الرّجل الذي أحبّ،الذي يعدني بالمستحيل ، وأنت تقول: أنت تحبّيني
كانت خلفي سيدة بسيطة جدًّا , وأنت الأعقل لما نقول : بسطاء ,, هذه البساطة
التي رأيتُ فيها عينيك تتشبت بالدعاء .. هذه السيدة نعم : تعرف كنه الدعاء.
الدعاء الذي تريده ولدًا أنجبه لك الآخرون...
سيدة تعرف أن السماء تنيخ جسدها لجباه المصلين , ثمّ تستقطب أرواحهم إلى الأعلى ..
إلى الأعلى حيث المنتهى ,, حيث لا منتهى ....
دعتْ لك البسيطة ؛ فأمّنتُ ,,
دعت لك مجسَدًّا في الطريق البارّ بعابريه ..
وحيداً كان , ينتظر دوره ليستلم مواد الإعانة, عبوات من الزيت وأكياس سكر وبرغل ومعكرونة, ستساعده ليمضي هذا الشهر ببعض سلام, وحيداً كان يحصي خيباته المتعددة, أوراقه, كتاباته , عائلته كلها غدت تفاصيل من ذكريات مدينة باتت خراباً مهجوراً, وحيداً كان يتذكر طرفاً بترت هناك, وتركت دونما دفن كعلامة أن أحداً ما مر من هنا, وبين كل تنهيدة وأخرى, كانت تعبر مخيلته قصة حزينة بشكل أو بآخر, طال انتظاره وطال زمن مرور الذكريات, وأحلام السكر والبرغل المعمدة بدم الحاجة, كانت تراوده لتنهك أنفاسه أكثر فأكثر, ألم في الصدر يتزايد بشكل متناسب مع زمن انتظاره, اقترب دوره وطلبت المتطوعة بطاقته الشخصية,