ارتجفتُ، انكمشتُ على نفسي أصبحت بحجم قبضة اليد. رفعني إلى أعلى، علّمني كيف أقضي على تلك العذابات،الآن أصبحت أخرى، لا أشعر بالكثير من المتاعب: الغربة، الحنين، الوحدة، وألم السنين،اختفت عندي كلّ المشاعر، لم يبق في رأسي سوى الصنين.
أضناني اليوم البكاء، صنعت لدمعي سداً، أوّفرة لآيّام الجفاف، أخشى على ذلك النّبع الذي يعمدّني في الليالي من الزّوال، لم أرتو بعد، لا زال الدّمع يغسلني في الليل، والفجر، وعلى مدار العمر، يرحل بي إلى التّراب، يعيدني إلى أغان لم أسمعها إلا في ثنايا العذاب. ويسيل دمعي كالمزراب.
الدفتر ذاته الذي رسمتَ فيه جدولاً حسابياً ورقمته بأعداد عشوائية، مازال أمامكَ ...
في آخر الصفحة .. أضف رقماً جديداً ولا تكتب أمامه شيئاً ما ... لا اسمكَ، ولا اسم من تحب أو تكره ...! في نهاية المطاف إن غبتَ عن المشهدِ
سوف يضيف اسمكَ أو رقمكَ أحدٌ سوف يأتي دور اسمهِ ورقمه أيضاً ...!
النوافذ كلها أمامكَ ... لا تدّعي الاختناق !
لا الهواء يعرفكَ ولا الغبار ولا الغمام ولا المطر .... ليس لكَ خصمٌ شرعيٌ ولا
لكَ عدوٌ يشاطركَ الحقدَ ...!
أنتَ لمجردِ أنّكَ على هذه الأرض ...
لا أصدّق.. أنا صرتُ ضيوف الليل,, نزلاء نفسي..أتنقل من قفص إلى قفص,,
لأظل أفسّر وأجرم قضبان الجسد,, أشباح العمق..!
لم أعد أتّهم الأولاد بالضجيج, ولا هذا الصراخ بداخلي ..........
لم أعد أتّهم لمبة الكون بتعطّلها.. إذ لم نكتشف بعد!
صرتُ عندما التقي قلبي في قاعة خارجية, ترمقه عيني بنزيف, هو لا يفهم أن ثمة معركة في القلب / فيه .. ... لا تفتر.... لا تفكك...
لا يُقتل فيها الملك, ولا أقام من بعدها... ولا تشنق الورود للأبــد!
أنافس أنفاسي في الذاكرة... كيف أنسى الذاكرة يا آمال ؟ كيف أصادق ترابي القمحي و أشعر بغربة عن هذا العالم؟!! هل صرتُ ظلّا يا آمال ........... هل صرتُ؟
كم تعبت لتنشىء هذه المكتبة, لتختار عناوينها بعناية, مصروفها الشخصي كله كان مخصصاً لشراء الكتب, لكن دائماً الحي يستطيع إعادة البناء. هكذا كانت تصبر روحها بأنها وأينما حلت ستنشىء مكتبة, وتشتري غيتاراً وعوداً, فالأهم أمام الإعصار هو السلامة, عند مخارج المدينة كانت سيارات المسافرين تملأ الدنيا ضجيجاً, هذا يصرخ وذاك يرد عليه بصوت أعلى , والنساء خائفات وبعضهن أخذن هيئة اللبوة بالدفاع عن أولادها, ضجيج وصراخ وحقائب ملأى بالذكريات, بالآلام بالمواجع بالهموم المخبأة بين صفحات صنفت على أنها مهمة جداً, عجوز يصرخ بكل طاقته, لتسرع ياأخي لاأريد أن أموت هنا,
أه يا أبن عمري ، لطالما لوحت بك في الهواء في سنواتك الأولى وهم يلوحون برأسك الجميل في صمتك الأخير ،احضروا رأسه الغالي إليّ ،هاتوا الجسد الأخضر وضموه إلى صدري كي أتنفس حشرجاته الأخيرة وأخبئ دماه في دمي ،امتلء به ..أتشدد به لذبحي الآن ، هاتوا إنسان عيني وابن تفاصيلي لأضمه جدا ،أقبله جدا ، أعتذر له جدا وأدهن بالطيب جرحه الغائر في الأرض جدا ، هاتوه ولا تتقاذفوه هكذا فهو ابني ، كم متنا كل يوم بكرامة سبق اغتصابها وكم كنت شجاعا يا أبني لذا صار الجمال منحيا لديك بالجلال "
بعد قليلين ...
سوف تعود إلى أمّكَ ...
إلى حضنها الدافئ الممهور باحتضان الذكريات والشتاءات العليلة بسعال الغيوم !
لا تنتبه ....
أنتَ الآن في حجرةٍ ضيقة ... أوسع من وطنكَ !
في قبرٍ يتسعُ لصديقكَ القديم إن شئتَ استضفه معكَ
والعبا بالحصى ومن ترابه ابنيا قصوراً وقلاع شاهقة بحجم الأسئلة في الخارج ...
أسئلة الأطفال والنساء
والعشاق .... أنْ لماذا غبنا دون أن ننتبه !؟
المسألة مانها بنت اليوم، بتذكروا كيف كنّا قبل؟
كنّا متل اليوم، ويمكن اليوم في ناس تعلّمت درس بالحبّ، وفي أجيال مابقا تنظر للعالم متلنا. في شي جديد ع ميصير، بس الموجة آخدتنا، وما في فرق بين اللي حكمنا، واللي بدو يحكمنا.
المسألة موبنت اليوم. كان في ناس عايشة من قلّة الموت، وناس بتترزّق ع الحكي، قبل كم يوم كان ابن العمّو آخد منصب بالبلد. بيت وسيارة، ومعيشة كافية، ونحنا نقول يارب: كأنو نحنا لا درسنا، ولا تعبنا، بلكي العذر فينا وبعقلنا،عايشين وموعايشين.
كيف نعبر إلينا؟
كل السيارات مهووسة بالعبور, تعرف أنها صنعت للطرقات, صنعت لسرعة أعلى من السكون.. جميعها يتحرك نحو هدف ما,
في مُتاحها كل الطرق مشروعة..
الخرائط لفافة الأرض.. لها,, كلّ مسميّات الشارع.., الغربة والوطن..
فكيف نعبر وسط كل هذه السيارات, وسط هذه الوظائف الخبيرة بالسير..
ونحن الخبيرون بالانتظار؟!
الغريب أننا من يقودها إليها.. لكن: من سيقودنا إلينا؟!!
أغار من الشجر والأزهار, من البحر والأنهار, ومن الفتيات الجميلات وغير الجميلات, غيرتي الأفقية تذكرني بأيام الريف الرائعة, حيث كانت الأرض بساطنا الرائع,المزدان بالورد والعطروالجمال, وأعود لأسمع تعبير البعد العمودي فأقول أنا أيضاً أحبك بشكل عمودي, وحبي لك يصل حد السماء, وهذاالبعد يذكرني بيوم كنت ترفعني بثوب العرس, لأقطف نجمة ,أو أزرع قصيدة في بستان السماء, ثم أعود محملة بقطع من قوس قزح, هذاالبعد العمودي يذكرني بسرير من الغيم حضرته لك, وزينته بالنجمات وقوس قزح,
لا تغفر لنا عواءنا بل علمنا كيف على شبق السفوح نصنع رقصا مهيبا يعبر التجاوز عن كل الوعود المؤجلة وعلى صدرك نعانق عشقا متباهيا ..وقال الله هذا تألق ،لا تدخلنا في بذخ الضباب بل نرحل الى معجزة الاشتعال وبفعل الحرية لا نحترق ، في خاصرة التمايل اشعلت فتيل الموسيقا فصار بوقا يهذي لا يتوقف " هلمي يا حلوتي لنصيب مذهل معي وأرقصي .. أرقصي كل حين ولا تملي ..لأجلك عزفت على الماء اللحن المستحيل واتقنت اختراع الظباء