روائح ..
روائح نتنة قد فاحت ولا تزال تضرب في رئتي التاريخِ محيلةً أنفاسه إلى حظائر خنازير مدجّنة !
لا خجلَ ولا وجل من المرايا !
بدمائنا يا أولاد عاهرات النهار تصنعون مجدكم وتصعدون على جماجمنا!!
بدمائنا تسقون حدائقكم !
وترسمون بها لوحاتٍ زاهيةً تُعرضُ في صالات العالم ...!
بدمائنا...
حررتم كل بيوت العهر وتسابقتم على نشرات الأخبار أن القدس سوف تعود !!!
عربان ...
أخاف.أهرب إلى الظلمة، أراك تلوّح لي من نافذة بعيدة، وترحل ثانية مع قمر جديد.
أبحث عن شجرة التّوت القديمة، الأقحوان، شقائق النعمان، وحقل أبي المنهوب
تئنّ الريح، تسحبني إلى الحرمان، أدرك أنني لن أعود
الكوابيس حقيقة تعانقني كلّ يوم
الجنّيات نفسها، الآفاعي تلفّ على رقبتي، وكرمنا ينادي، وأمي تئنّ على فراش الموت
أخي الصّغير يضيع منّي
الانتحار شعور مقتصر على رغبة جامحة في إعدام الكتابة وذلك الصوت الجرس الذي لا يسكت عن الرنين في مواقف يعبر فيها البعض باعتيادية سهلة.
سأحاول أن أكتب, لأني لم أستطع إرسال هدية إنسانية لكل أصدقائي عند عتبات بيوتهم.
أو ترك كلمة عالقة بذهنهم ك "إني أحبكم بصدق".
الكتابة هذا الكائن الأنانيّ كالألم تماما. يستحق الإعدام في نهار ما, سأطلق عليه الرصاص وأضع على غلافه الورد. وأمضي للعمل بشخصية واحدة تسعى للترقية.
جلست في صالة الانتظار. ‘هل كنتَ هناك يا حبي؟’ لم يرني أحد أعرفه. لم أر أحدا أعرفه. لقد جلست هناك لأدخن. كنت أنتظر وكانت بلادي بعيدة.
‘هل كانت بلادك بعيدة حقا يا حبي؟’ لن تكون الجملة مصوبة مثل سهم. القوس يضحك. كنت أجري بين قتيلين. كان أحدهما يضحك وكان الآخر يبكي.
‘الم تكن أنت ذلك الشخص الذي يضحك يا حبي؟’ كم يهم حبيبات الشعراء أن يكون عشاقهن بلهاء. كانت عنقي طويلة فرآني الجيران من وراء سياج المطار.
‘ولكنك مت يا حبي’ قبل أن تقع الطائرة على الأرض. قبل أن تفتح عجلاتها. قبل أن أشد حزام الأمان، قبل أن أقرأ سورة الأخلاص، كانت روحي تنظر إلي وهي جالسة على الجناح الأيسر. كان ذلك حدثا عظيما في حياتي. ألم أخبرك بأني كنت يساريا؟ كنت ابن الطبعة الأخيرة من البرافدا.
رجلان كريمان صنعا موقفين بسيطين، ما كان يجب أن يلفتا الانتباه، لفرط ما بهما من طبيعية وعادية واتفاق مع مبادئ الإنسانية الأولى. موقفان ما كانا يلفتان النظرَ، لو كنا فى ستينيات القرن الماضى أو خمسينياته أو ثلاثينياته. حين كنا راقين متحضرين لا نعرفُ العنصرية والفُرقة قبل أن تغزونا رياحُ السموم الطائفية وأفكارُ الانقسام البغيضة. موقفان يختصران فكرةً أؤمن بها، وأكتبُ فيها منذ سنوات، وتحمّلتُ لقاءها كلَّ صنوف الشائعات والتجريح والتكفير والتهديد وهدْر الدم. فكرة أن الإيمان الحقَّ بالله يحمل فى طياته احترامَ عقائد الآخرين، مهما تباينت. لأن فى تباينها ثراءً، واتفاقًا على مبدأ أساسى: البحث عن الله، عبر مساربَ ودروبٍ شتى. فكرة أن الإيمان أرقى من العقيدة. فالإيمانُ هدفٌ، والعقيدةُ وسيلة. ا
كنت تلميذه في الصف الخامس، معلمتي هي ذاتها، لا أحد أحبني مثلها. اسمها : فخريّة الحافظ من مدينة حماه.
هي التي غرست فيّ جنون المطالعة، والكتابة، ونبّهتني إلى أماكن الخطأ في سلوكي، وقبلت الأمر منها بمنتهى الحبّ، لم لا؟ وقد كانت تزرع في الأمل وحبّ الحياة كل يوم.
منذ غادرتني أصبحت غريبة بين المحظوظين بالنّجاح، أزحف على أربع كي لا يرونني، أصابني دوّار النّحس من كثرة ما يرقصون بحليّهم أمامي، أعتقد أنّهم نجحوا فعلاً، ويأتي كشف علاماتهم سيئاً، يتّهمون من صحح لهم، وتستمر احتفالاتهم وأعيادهم، بينما أخجل من تدني مستواي.
حبيبي أبحث عنك
أقرب إلى موتكَ ...
أبعد من القلب ...!
كان عليكَ أن تدفعَ بقلبكَ من ثقبِ الحياةِ إلى خارج حدود هذا الدم...!
أقرب إلى موتكَ ...
كان عليّ أن أمشي معكَ إثرَ كلِّ طريقٍ لم نمشه في القليل من السنين التي لم ترَ أعيننا في مرايا الأيام ..!
علاء ...
لم تكتمل قصيدتُـكَ بعدُ يا صديقي ... !
حياتــُــــــــــكَ ...
لم تقل لحبيبتكَ إن ضلوعي سوف تنحني تحت وطأةِ بسطارِ قاتلٍ لم يعرف العشق مثلكِ..!
تحدثني ياصديقي عن الحب, وأحدثك عن القانون, تقول تغيري, وأسألك أن تغير القانون, أنا لاتعنيني أساليب التحايل عليه, تعنيني روحه الظالمة, ومن ظلم روحه تعلم الناس التحايل عليه, يعنيني جداً أن يخيرني القانون على مر الثواني مابين قلبي ووحيدي, أن أطالب دوماً بالعيش في هذيانات الحب, ولاأستطيع أن أقطف ثمرة واحدة له, أن يكون مطلوباً مني أن أعيش كشجرة محرومة الإثمار أو أن أسرق الثمار سرقة يحاسب عليها القاصي والداني وقبلهم يحاسبني ضميري. يعنيني ان أستيقظ صباحاً ورأسي على زندك, وأنفاسك تعطر عالمي, أن أحضر لك قهوتك مع الورد, وأفطر معك ,
الطرق جادّة بأشجارها, يفزعني أنها بساق وحيدة. إلى خلف الشاشات مرّةً أخرى. تتكئ الأشجار عليّ لأحكي عنها للعالم.
بالقرب من مكبّر الصوت الصغير الذي يعلق بصدري, قلتُ:
يتبقّى لي صوتٌ أضمّده
ووردة مؤرّقة العين تتفتّح
ضاحكة الحب,
لأسهر مرتين,
يخاف عليّ من المطبّات,
وأخاف عليه من حُفر العاطفة.
فإن قبضتُ على صبيّ متسرّب من التعليم، أو خريج جامعة يخطئ فى كتابة اسمه، سأقول من فورى: «الحاكمُ فاشلٌ وخائن الأمانة». وإن وجدتُ عاطلا عن العمل، أو مرتشيًا أو لصًّا أو قاتلا طلقاء خارج القضبان، أو كسولا يتقاضى راتبه ولا يقوم بعمله، أو متسولاً أو طفل شوارع جائعًا وعاريًا، أو بلطجيًا يجول فى الأرض يشيع الويل بين الناس، وإن وجدتُ رجلا يُهين امرأة، أو متطرفًا يستلب حقوق مخالف فى العقيدة، أو جهولا يلوّث الطريقَ والعيونَ والصدورَ بالقمامة والمخلفات، أو يقتلَ الهواءَ بعادم سيارة أو مصنع، أو سفيهًا يُخرّب الآذان والأرواح بألفاظ نابية أو أغان منحطة أو سلوك مشين، ولا أجد القانون يقف لكل أولئك بالمرصاد الفورى، سأقول: «ثمة حاكم كسولٌ بليد خائنٌ للأمانة».