لكلِ سوري قلبان ...
قلبٌ للدفء .. للحبِ .. للحياة .. للعطاء .. للحنان .. للتذكر .. للتفكّـر .. للابتهال والمناجاة .. للهواء والشمس ...
وقلبٌ مختونٌ مذ بدء الخليقة ... بلا شرايين .. على الجهةِ اليمنى أسفلَ صدره !
للصبر .. للبكاء .. للدهشة ِ .. للصراخ ... للرحيل .. للعويل .. للموت .. للّهاث .. للتكلم عن الخراب .. لليباب .. للسواد والدمِ .. ولدفن ذكريات الأحبة والأبناء ... للقبور الجماعية والمجازر .. للرصاص والقنابل .. للتشرد والبرد والجوع .. للنحيب والبكم والصمم والانكسار ...
تعلم حروف وأسرار اللغة العربية كلها.
وتعلم المجاز والبلاغة والبذاءة والشتائم والحقائق، تعلمها كلها دفعة واحدة، وبلا أدنى تدخل مني.
شتّم الرجال، وغازل النساء كلهن؛ السمينات والطويلات والمستديرات كالقنافذ والقصيرات كالفقمات.
غازلهن جميعاً وخطف قلوبهن، في ظرف نصف ساعة فقط.
كيف استطعت فعل ذلك يا لساني الجميل؟
وما ان هم بالاجابة، حتى تجمعت علينا كل دوريات الشرطة والمطافي والحرس الجمهوري والملكي وجند الخليفة الفاضل وفرسان الليل والنهار والصباح والمساء، تجمعوا كلهم امامنا.
هل تشيّع أوباما، أم سنّن وعاد إلى خلفيته المسلمة؟
ليس الأمر بيد أوباما، فعندما قررت الاحّتكارات أن يكون سنّياً طلب من السّعودية تسنين الثورة السّورية، وأتى الجهاديون" ضحيّة" الأنظمة
فأصبحت "الثّورة" فقط للأغلبية ، وبعض الذين تنطحوا للموضوع ، والذين قضى بعضهم سنوات في سجون الأسد ليقولوا" سوريّة سنيّة"
اليوم أوباما يغيّر موقفه. تشيّع على يد آية الله" بوتين"
لذا تقرّر تفكيك الجيش النّظامي، والجيش الحرّ، والإبقاء على الجّهاديين العابرين للحدود ، وعلى جهاديي إيران، وكلّما ذبحوا سوريّاً صرخوا:
ياحسين!
دمعة وحيدة لا تصنع نهرًا
ونهر يخبئ وجهه بصور السماء
لأنه هذا الشتاء حافل بالدموع
يبست المناديل على ملح القصائد
لأننا أكثر من اثنين
لم نلتق كما كعقربين
ولم تجتمع يدانا في سلام
بعقربين يشيران إلى عمرٍ ما, لم نلتق
لم يبتسم لنا الطريق
أصدقاءٌ من زهور مجفّفة, كإيحاءٍ أخير
أتساءل حبيبي ماشكل الحياة بلاقصص خلاف ومصالحات. وعن هذا الحد السحري للخلاف الذي يجعله سببا"لسعادة لاحقة بفعل المصالحة. أنهيت فنجان قهوتي الصباحية , وعالم ذكرياتك وأشواقي المختلفة لم ينته وقد لاينتهي. ليت عرافتي قربي. تقرأ لي فنجاني, وتقول أنت عاشقة يافتاتي. أكذبها أن هذا محض وشاية من فنجان, وأضحك في سري أن فنجاني اليوم صدق جدا", فقد استيقظت عاشقة, ليست كأي عاشقة. عاشقة من نوع مختلف. وماحاجتي للعرافة, سأقلب فنجان القهوة, وأقرأ خطوطه, وأحدث نفسي عن حبك. حبك المختلف.
في غياب الكهرباء..
تلتبس فيّ الحواسُ, أكنتُ أحبكِ.. أم أكرهكِ؟
في غياب الكهرباء..
أتناول خيبة مقشّرةً وذكرى محشوة الأطراف وأعيدُ تحميص المساء
في غياب الكهرباء..
أعدّ أصابعي مللاً وأخطأ مجدداً, بعد الخامس والعشرين!
في غياب الكهرباء..
أعبدُ أول إله يجيبُ سؤالي: إلهي, لماذا نحن, لا غيرنا؟
ثم تراه يبعثر الركام من حوله كمكنسةٍ مصنوعة من أليافٍ أو قشٍ عفنٍ كلحية من جاؤوا بالقذيفة من أرضٍ أخرى، من وطنٍ آخر، تكبدوا عناء حملها آلاف الأميال فقط ليسقطوها وهو يدندن مع طفلته نشيداً عفوياً، لا يفقه هو من أين جاء.
فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة
لما بكرا بيجي البرد مالك غيري كانونة
...قلبي الذي يقفز كفراشة لا تخاف اضوائك الشجية...يقفز دون أن يفكر بالسقوط....
وكطفل لا يعرف من الغواية سوى الحبل...
..يرقص لغزلاتك العذراء
سأجرك لخاتم سقطت ْ كلّ ماساته ِفي صنبور ِامرأة لا تجيد اللمعان ..
لقمر يحوم حول بحيرة تحاول الخروج لضلوعك المفتوحة تماماً لي الأن....
لحلم قديم يعد ضفائر أمي التي توقفت عن الدعاء لمجرد أني طفلة عنيدة لا تريد ان تكبر......
سأجرك لذلك الزقاق الغامق .....
هناك حيث لايلمع شيئ سوى قلبي وقلبك...
مَــن كان يربتُ على قلبكَ ليلاً ... مات !
مَــن كان يمسحُ على رأسكَ وقت حزنكَ ... مات ..!
مَــن كان يلقي عليك التحية في الصباح ... مات ...!
مَــن كان يستضيفكَ عند المساء أمام باب منزله ِ على كرسي القش وأمامكَ كأس الشاي
ووشوشات المراهقات على الشرفات ... مات !!.
كلهم .... غابوا ...
لم يبقَ غيركَ في هذا الشارع ...!
في هذا الألم ..
"أمل" طفلة سورية من "عامودة"في شمال شرقي سورية. كانت مملوءة بالأمل خلال الذهاب في رحلة الموت في المركب الذي غرق في البحر المتوسط على الشواطئ التركية،والذي كان يقلّ سوريين. غرق فيه عدد كبير من العائلات أكثرهم من عامودة، وتلك الطفلة ذات الضفائر الجميلة، والتي كانت تتدلى ضفائرها من بين يدي المنقذ. اختزلت المشهد.
هربوا في مركب للموت على أمل أن يصبح لهم وطناً ، وجواز سفر، وحياة جديدة، وقعوا في أيدي تجار الرقيق الأبيض، فقادوهم إلى الهلاك.