في نعومة خيط من دم خاصرتي تدلى -غمست إصبعي فإذ بسفر الحرية يـُدوي كالصيحة .. قطرة قطرة، دمي أخضر وردي يصعد درج الالتماع موشيا بالبهجة رغم اغتياله في الخاصرة فجأة، لون المباغتة وحشي جدا وصوت الخوف يحفر على مشارف اللحظة ومتاريس الترقب حسا من رفض وتأهب يتورم كل الحين ،أكتب كل صباح على غلاف الوجوه " هنا ولد إسمي .." ولد لينمو مضيئا ،عنيدا، سيدا على المراحل دونما تأرجح أو انحناء ،على رصيف الحفاة تعثر المشاة جميعا وتعثرنا ، ارتطمت الاتجاهات بالوحل لأنها خالية من الإشارة ، وملء المصابيح هجير وانطفاء
تقلّب وجهكَ في الفساتين. وصورة خطواتك على الرخام المجليّ. لتجد مشيك يتضاعف. أشياء أسرع منا يا صديقي تلاحقنا. العمر مثلا. والأرض مريضة بدوار مزمن. ومع ذلك لا تفتر عن الرقص. للموت شهيّة مفتوحة تُقلّص عدد الزوار اليومي. فيما يَبخّ السرُّ الآخر أعدادًا مقاربة للحياة ولا أحد يعرف إلى أين. "كرورنا" الذي تعشّى بقلوب بيضاء، لم يكن يشغلني إلا أنه إلى متى؟؟ أستمع إلى تلك القصص القصيرة التي تنتهي سريعًا ولا أحد يحدّ من خواتيمها، لا أكذبك الشعور فأنا لم أعد أطيق الدنيا، وأبحث عن مكان آخر، كيف وكل الأماكن أماكن أخرى؟؟
مستغرِقة لساعات، أنظر. أحملُ الهاتف بعناية بين يديّ. الوقت طفل. والانتظار شائبة الوقت. ولا أحد يجيب من بين الأطراف المعنية بالأمل.
اخترت أكثر من حبيب، يموت فيّ عشقاً. يهيم على وجهه في أودية عبقر. يقول الشعر من أجلي. يزورني في كلّ لحظة من خلف شاشة صغيرة، بالأمس
قال كلاماً رائعاً في الحبّ. لم أفهم معناه، وضعت له إعجاباً مع أنني لم أقرأ كلمة واحدة من كلماته. البارحة كان حبيبي، واليوم اختفى من بين سطوري.
لو عرفته وجهاً لوجه لكنت حزنت، لكنّهم يأتون ويرحلون من عالمي كأنّهم منام.
هل تذكر حكاياتي الموشومة على الأحلام؟
كنتَ أوّل من يصدّقها، يؤمن بكل أكاذيبي.
حججٌ مترامية في أحضان الخلود، هِممٌ متكاسلةٌ من هول الفجيعة، تؤذن للبللور القاتم الانعتاق من أناقة المشهد المفضي إلى لوحةٍ فنيّة يبتدعها فنانون مرهفون، يدّعون الفن، لكنهم أشبه بكائنات خلوية، تتشكّل كالمساحات الشاسعة التي تفصل ذاك الطفل عن لملمة القمامة في شوارع غازي عنتاب واسطنبول ومرسين.. بينما تطول قائمة المدن التي تسلب منه ما تبقى من عمره المحدود.
دمشقيون بطعم الشطائر الملونة هنا، وسكك الترام، وألوان العربات التي تتخبط في شوارع عريضة كعورةٍ وحيدة، عورةٍ قاصرة عن الإنجاب!.
أذرع الإسمنت القاسية لم تستطع الاحتفاظ بالقلوب الطرية
وعربات الغيم التي تجرها النسور لم تستطع أن تقيهم لهيب الغضب
الرصاصات الفارغة أصبحت سماداً لآلامهم وآهاتهم
الصور الدميمة تكومت كبرك قيء
الأنفاس الكريهة هدت أزقة النسيان
سفن الحقيقة عبرت بحر الرمال الضحلة
غاصت لترقد في صومعة المومسات
على أرضي هنا, لالاأستطيع إلا أن أكون معك هناك, في بيتنا السحري, جسدي هنا وروحي هناك, هذه القصة رواها قلبي المفتوح , لمبضع الجراح, فكتبها برواية عالمية عن القلوب المفتوحة, ماأكثر القصص التي رواها قلبي المتعب, لمبضع ذاك الجراح, الذي سيعيد صياغتها بأسلوبه وينشرها. علها تصل إلى كل البقاع, لتروي قصصا"عن ناس أرهقهم حب البعيدين, أتعبهم الشوق والحنين. بذات يوم قد تقرأ قصتي, قدتبكي وتذوب حنينا", وقد تمر بقربك مرورا"دون أن تدري أنك البطل بتلك القصة, وأنك المعشوق البعيد, وأن هذا القلب الذي روى القصة لمباضع الجراحين, كان معذبا" من حبه لك,.
الثاني :
ــ بأنفاسٍ مستعجلة ... كركضِ الطريدة من مخلبٍ وراءها !
ثلاث بنادق مرصوفة بجانب بعضها ... وبإصبعٍ واحدة .. وبعين ٍ واحدة ...
ثلاث رصاصات متتالية ...
وتنجو الضحية العابرة ....
لكن ... ثمّــة جثة مقلوبة إلى الوراء بأذرع ٍ مفتوحة وجبين ٍ غائب !
فوق ...
فوق .. هناك في الطابق السادس عند النافذة المخلوعة !.
عني, أين هي؟ ذكرتِني تقولين: هي في الطبقات العليا. وأراها دومًا السحابة اللا مرئية, تتكثف كي تبكي. ربما هي بين الذاكرة وحدث مضى.
آخِر صورة فوتوغرافية لي بدوت فيها أحلم وبنظرة مميزة. ولا شكل يتحقق. لا أعرف أيتها العهود المنسوجة من ثقة. أعرف تلك التي تتحدثين عنها ولا ترينها. في القريب تُقطّع أحبال الغسيل ليظلّ الحبّ من طرف واحد وأبديّ. تحب الهواء الذي تجرّمه بتعليق القصص. لتتحرك مصائرها العرضة للسقوط في السقوط. تتعرّض للأسفل حيث الحلم النهاية. والنقاط الموزعة على طول الشرخ. نقاط نقاط في النهايات, تصلح خطّا أخيرًا لفمٍ يبدو صامتًا.
بكيت قبور أهلي لأنني قتلتهم دون أن أستعمل السّلاح. ثمّ اعتزلت العالم، فقد فشلت في الحصول على منصب رفيع في تلك الدّائرة الضّيقة التي تحكم قيمها العالم، كنت أقوم بطقوس عزلتي. سمعت أصواتاً قادمة من الحبّ. ترغب أن تحرّرني من وهم العظمة الكبير. تصدى لهم أشخاص من الماضي اسمهم:"قوى الشّر"
في تلك اللحظة عرفت من أنا . رغبت في الانضمام إلى الصوت القادم من الأمل لكنه اختفى، وأتى حكيم ممتلئ من رأسه حتى أخمص قدميه بقيم العصر. قدّم لي نصائحه بالمجّان، أهل بلادي ناصحون بامتياز. يطلبون منك الانصياع لفكرهم، ولو فعلت بنصيحتهم لقالوا لك: ألم نقل لك أن هذا الدرب خاطئ؟ أنت لم تأخذ بالنصيحة!
هكذا بدأت أقلب صفحة المدن التي مرّرت بها على حين فجأةٍ عارضة ...
كُثبانٌ من التراب السحري، تحمي المتجمعين كقدرٍ أعمى ...
هم يشدّون الحياة من أذنها
وهم يتدحرجون كبراميل متفجرة من البهجة الغامرة، إنّه سر القائد
هكذا يرفعون أبواقهم الصوتية عالياً ...
إنّها منّة القائد ... مسحة القائد ...
هكذا على الأنهار ...
وهكذا في الطرقات المخصيّة بشرعة العارفين بخلائق الطبيعة
ألواحٌ من الخيش مملوءة بأحزان البعض، وجسارات البعض ...