سقطت إنانا عن نجمتها، باتت امرأة مقهورة تركض وراء لقمتها ولا تصل، تقف في طابورالموت من أجل رغيف خبز لايُشبع. أما عشتار فلم تعد ربة الأمومة بل غدت امرأة تبكي أمومتها حين مسحت حليبها عن شفاه طفلها الباردة في دير العصافير. عناة لم تعد آلهة تتربع في عرشها، بل هي امرأة تلم الهجرة وراء الهجرة وتصر الوطن في قلب مزقه التشرد من المخيم إلى أصقاع اللجوء الباردة. لم تعد النساء آلهة بل صرن أسطورة الشقاء. هن من بحثن عن الحرية في جنبات الثورة، قاومن الموت بالحياة، زرعن الأمل في طين اليأس، صرن أسطورة حين قاومن الجبروت ، لم يعدن تمثالاً تجلّد في كتب التاريخ، هن شجرالمشمش، وزهراللوز، وخير الزيتون. هن من حُجب نورهن عن الشمس حين خلعن الظلم عن جلدهن وتغني أغنية الحياة لتكسر سور السجن وتهزم سراديب الموت وتخرانتفضن ضد الطغيان بأغنية وأهزوجة ليكسرن بها مخلب الجلاد، هن صوت أورنينا س فحيح السجان.
بذات يوم كرة النار جعلتني أفكر. أتراني إن أنا اعترفت أولا" بحبه, سيتحول إلى رمز للشرق فيعتبر الأمر فجورا", وتجاوزا"للباقة الأنثى, أم أنه سيحملني. ويقول كنت أنتظرك أيتها المجنونة, كنت أعرف أنك آتية بكل هيبتك الأنثوية لعالمي ليزداد بهاء. رتبت غرفة الاستراتيجيات وتركتها كما هي, وقلت بنفسي لاحاجة لي بها. فالروح لها استراتيجيتها الخاصة, حضرت عطر الروح, ورتبت الزمن بحيث يشاء لقاؤنا, للحظات سأكون أنا, حرة من كل أفكار الاستراتيجيات, وتعقيداتها, سأقول ببساطة أنه حبيبي, وأقبل بكل النتائج,أولست أنا من أحببته حقا", أولست أنا سيدة كرة النار, والمعذبة منها, بذاك اللقاء, وعلى طاولة المنتزه, وعلى وقع أنغام التشيلو, قلت له:حبيبي. شيء ما زلزل أركان الصالة. شيء ما جعل صوت الموسيقا يعلوبجنون. وحركات العازف تتلبك بجنون. ونظرات حبيبي تأخذ شكل الجنون. قال لي :كم انتظرت استراتيجياتك المجنونة .
لي جولاتٌ كثيرة ٌ معكم في كل مكان أيها البشر !
لكن اليوم .... في هذه الأيام ...
أنا أقضي إجازتي
في سورية ... فهنالكَ أعدادٌ تزيدُ من الناس ... وكلني مولاي
بإنقاصها
حتى يشير لي بسبابتهِ ... أنْ توقف!
ليعطيني صكّ الانتصار و( مرحى من شفتيه الخالقتين ) !
ويبتسم للطاغية مساعدي ... ويدي التي تضربُ في الأرض بأمري أيضاً !.
رسغي ينقر نقرات عنيفة, يؤيد قلبي, وبالمناسبة وجدتُ جسدي كله يفعل. دوار في عكس الاتجاه. وأغنية داخلية خافتة جدا. بعيدة في نفسي. تداركتُ تهالكي. ومسافاتي غير المتسقة.
لم أفكر فيما قلنا. ما دام كلّ شيء حتما سيسقط. أنت لم تكن العمود الوحيد أمامي. رأيت في الأبعد عمدان كثر. لكن روحي عند هذا الخط يستغرقها اللهاث. وإن العمدان الآتية جميعها من نفس نوعك.
بالكاد أرى تفصيلا حجمها. لكني أرى سحبا مطفأة تطير في سمائي. إني أراها منذ الأزل.
وما زالت الصورة تكبر.
ناعم أنت كتلك الريشة التي لا تترك أثر أصابعها على اللونننن ...
أنت أول من رسم مريم مبتسمة وأخر مسمار وضع في صليبي...
خيالك المرتد يعكس قلبي ويترك اللوحة ليسوع آخر ...
يااااه كم الأنبياء حملوا المعبد وكم من المعجزات لم تكن حقيقية....
لا شيء يعادل طول الأيام الضجرة سوى نحلة حزينة تحمل طنينها لترفع أكتاف الزهرة القتيلة وتؤكد دوام القبيلة ...
ناعم أنت كتلك الريشة التي لم تترك أثر أصابعها على اللون واكتفت بخلع أضراس الوطن كي لا يسيل النسيان بدل الدم في عظامنا الأسيرة...
جلست قرب أحدهم . عودتني أمي أن أكون على الدوام في حماية رجل،فجلست قربه، وبينما كان يحتسي آخر رشفة من كأسه. أخذتني إغفاءة قصيرة. لا أعرف كيف انتقلت لأسند رأسي إلى جدار الليل بدلاً من أن أسنده إلى كتف صديقي الذي جلست قربه، لكم يهيأ لي أنّه لكمني بكوعه في الخفاء، فهربت!
في آخر ذلك الليل. ازدادت هواجسي. كنت أبحث عن مكان يحتوي ألمي. أتحدث فيه عن كل ما يجول بخاطري،ضقت ذرعاً بالصمت، فهاهي الليلة الأربعين تمضي، وأنا أستمع لأربعين رجلاً موزعين عي زوايا الليل، وكلّ رجل تحدّث لي لآربعين ليلة، ووعدني أن يبدأ حديثه الجديّ في الليلة القادمة.
ليس في هذه المدن سِوى الرماد، وبعض البارود المستورد من حضاراتٍ عتيقة
كلّ داخلٍ إليها، يشتم بأصنافٍ تُقاس على قامة الهباء الريفي
وطرق الإسفلت تقطع المصادفات الرهينة بأيدٍ عارية
المرتفعات تلك، خفيضةُ، ثمّ إنّها خفيفة الظلّ كسكّان الإقليم هؤلاء
لا يمكنك العبور دون أن تلحظ كلّ هذي الفوضى
لا سمات لحضاراتٍ
أحدثك عن تقاسيمي الأنثوية وأترك لك حرية التعبير عن السعادة. بتقسيم أخير, أتقصد أن أبدأ العزف بحيث يكون ظهري أشد قربا" من عينيك,أعرف أن هنا تبدأ معزوفتي, رسمت على كتفي قلبا"وورودا"زينتها باسمك. سيدهشك المنظر متأكدة, مابين ألحاني واسمك المكتوب ألف قصة حب ووله, سيفرحك أني مع كل رشفة شاي أظهر تعبيرا"مختلفا" عن حبي لك. تعبيرا"جديدا"عن إعجابي بك, وتعبيرا" جديدا"عن شوقي لمعزوفتي معك, لن أطيل العزف, فيداك بدأت تبارك ظهري, بلمساتها وكلماتك النقية تبارك روحي بحبك وإعجابك ورغبتك وشهوتك, بكل مايعتري الحبيب من مشاعرالشهوة الجارفة.
تابِعْ سيرُكَ في الباص , ولا تَنظرْ لِمَا يَحصُل في جِوارُك , فَمِنَ المُحتَمَل أنْ يكونَ الرَصاص مِنْ نَصيبُكَ وأنتَ شاردٌ تتَمَعَّنُ في الخراب الذي حَلَّ بالمَدينة بعد هذا الكابوس , فلا تَفقِدْ الأمَل في العَودةِ مِنْ جَديد , وأنتَ تَنزِلُ مِن الباص وترى غْيابَ الجَميعِ مِنْ حَولِكَ , ضَجيجُ الحافِلات والشوارع النائِمَة , لا تسأل أينَ هُم الأطفال وأنتَّ تتأمَّلُ الكراسي الفارِغَة دون الألعاب , ولا تَشكي من ثِقَلِ حَقائِبِكَ دون أن تَجِدَ مَن يُساعِدُكَ في حَملِها , فَما مِنْ ضِحكةٍ لِهذا الغَريب وهو يَمرُ مِن هذا المَعبَّر , هُوَ ضَيفٌ ثَقيل وأنتَ غائِبٌ , رُبَما قَد نسيتَ شَكلَهُ منذُ أنْ تَسَلَّلَت الأرقامُ إلى يَومياتِكَ المُكتظَة بالأشواك , بالقَتلى , بالجَرحى , ناهيكَ عن المُعتَقلين , عَن المَفقُودين , فأنَّكِ قَد نسيتُهُ حَتماً منذُ أن إستَبدَلتَ الهويةِ بالنزوح وبات الحُزنُ خَيمَةٍ وأنتَ تَعيشُ حَياة اللجوء .
والمرة الأولى التي قابلتُ فيها إيمان في دولة أخرى, كان والدها صديق أبي قد تركها ليلةً للمبيت معنا. تُعاملها أمي بمنتهى الرفق والإلحاح. فأتعجب من أمي إن كان لديها أصلا هذه المهارات في المعاملة,أم أنه من أين لها بها؟؟!!
كسرتْ كرسيي. أوّل كرسيّ يشتريه لي أبي صغيرٍ بحجمي.أضعه دومًا تحت الياسمينة وإلى جانب شجرة الطماطم والحناء في فناء البيت. أحافظ على رسمة الحصان على قاعدته البيضاء. وبجلوسي عليه أحسبني أركبه.. فأبدأ دندنتي و"زنّي" بأشياء لا تفهمها العائلة تكدّرها مني.