نطقتُ يوماً بالشّعر المكوّن من حروف ،سخرتُ من أبجديات البشر . أطربني صوتُ حمارٍ هرم آتٍ من القاع . يقولُ كلماتٍ بليغةً في الألم . مصيبته أنّنا لم نفهمْه ، نشغلُه بهمومنا على الدّوام . نتحدّثُ له عنها كثيراً، ويتحدّث عن مشاعره بصمت . ما الضير أن يكون حماراً ؟ هو يشعرُ بالألم مثلنا . كم وددتُ أن يرافقني حمار ناطق إلى حفلة موسيقية . ننبطحُ معاً على بطوننا أمام مسرحٍ يتبارى عليه ممثلون ومطربون . كلّما نطقوا بحرفٍ وقف الجمهور مصفقاً لهم دون أن يعي ما قالوا ، أو مافعلوا !
يختصر شروقك سمائي بضحكة
ويرسم الحياة كتعويذة على المعصم
خسرتُ الكثير من الأحلام
وأبقيتُ نافذتكِ مفتوحة
على محبتي البريئة والصافية كرنين الأجراس
لا أصدقُ أنه لن يقرأ هذا المقال! عم «محمد كامل» الذى لم يترك لى مقالاً أو كتابًا إلا وكان أوّلَ قارئيه، ولا ندوةً لى أو أمسية فى مصر، إلا وحضرها مهما كان ظرفُه، لكن ظرفَه اليومَ مختلفٌ، لن أسمع صوته فى الهاتف كلَّ أسبوع بعد قراءة مقالى ليخبرنى عن رأيه، اختفى صوته من حياتى للأبد، واختفى معه خيطُ فرح وحُنوٍّ؛ كان يربط بين شرنقةِ وحدتى، وبين عالم غريب عنى، بصخبه وضجيجه وشروره وبرجماتيته، عام 2009 كتبتُ عنه مقال: «أجمل قارئ فى العالم»، وعام 2011 كتبتُ: «تكريم قارئ فوق العادة»،
فقد صار العنف جزءاً من روتين الحياة. ركناً من أركان الغرف ذات السقف الواطئ. طقساً يومياً يشبه التبول ومضغ الخبز. سفكُ الدم علامةٌ فارقةٌ تفصل بين التخلف والحضارة. وفي هذا الوطن الحزين، في هذا الزمان المهترئ، يتوالد سفك الدم أحقاداً لا تموت. سفكُ الدم يترعرع وينمو في منطق التبرير. في منطق النّعام. في منطق القطيع الذي يصفق. في منطق الرعيّة التي لا تفقه. في منطق الإنسان المنكسر والمهزوم واليائس. في منطق اللا إنسان. هو منطق اللا منطق
لماذا تقوم الدنيا وتقعد حين ينشق شخص ما عن النظام، تسابق الإذاعات والقنوات ببث الخبر، ألا يعرفون أن انشقاق أشخاص بعينهم لم يعد يفيدهم بشيء، فأجمل وأروع الشباب يغادرون يومياً، إما هرباً خارج البلاد متهمين بآلاف التهم، أو يتشردون دون مال أو مأوى، أو يتوسدون القبور إلى غير رجعة تحت ما يسمى"شهداء وطن". صارت سوريا كلها شهيدة, ونحن مازلنا نفرح لانشقاق فلان أو علان.... لن يقدم ولن يؤخر.
ـ يا ساتر، أهذا مسلسل ديني عن يوم الحشر؟
° بل هي مليونية للأخوان المسلمين في جامعة القاهرة.
ـ في جامع القاهرة..؟؟
° قلنا في الجامعة، يا أخي.
ـ ولماذا اختار الأخوان هذا المكان، يا أخي؟
وشوم
الأمرُ يبدو بسيطاً نوعاً ما، فهذه الأطراف ليست هيَ ما يحتاجهُ المجتمع الدّوليّ لإعلانِ موقفهِ الصريح بشكلٍ عملي لا شعاراتي، بينما الائتلاف كذلك، وهذا مرتبطٌ أساساً بحالةِ عدم رضا عن هذه الأطراف داخلَ مجتمع الثورة السّوريّة، وأسبابُ هذه الجفوة كثيرة، وتعدادها يستلزمُ وقتاً أطولَ ومساحاتٍ أوسعَ للحديث، فالكثيرون يعلمونَ أنّ هنالكَ آليّات في العالم لصناعةِ الرأيِ العام
فأس الموت القاطعة لا تتوقف
وأنا أمسح دم الطبيعة السائل
الغيوم لا تظهر أساها
رسائل عشقها اللؤلؤيّة تنهمر
وأنا يوجعني قلبي
منذ أن رضعتُ من حليب أمي أوّلَ جرعة خوف . بنيتُ لنفسي عالماً خفيّاً مزيّفاً لا ينطقُ إلا بالقيم الرّائجة في السّوق ، بقيمٍ ليستْ موجودة، أو ربما تمرّ على أحلامنا أحياناً دون أن تترك بصماتها على حياتنا . أراقبُ بعضَ الأقوال لبعضِ الأشخاص . أعتقد للحظة أنّه سرق أفكاري القادمة من الوهم عندما كنتُ ضحيّة الزّيف
في سوريا، في دمشق تحديداً، حيث أتواجد و أمضي معظم وقتي، صارت التقسيم إلى جزئيات... جزيئات..صفة ملازمة لها. مساحات مغلقة من الطرفين ... حواجز اسمنتية لا حصر لها أبداً منتشرة على امتداد المدينة.... حواجز مبنية بناءً تقطع شوارعاً بأكملها، و حواجز أخرى مقامة من أكياس رمل مكدسة ومتراكمة فوق بعضها...وعند كل حاجز يتمركز مسلحون كثر ...ناهيك عن عناصر أخرى تتجول في المكان بزيها المدني كيلا تثير الشكوك والمكشوفة طبعاً من قبل أي مارٍ بالطريق