حتى أنّ تسريباتٍ إعلامية تحدّثت أن وزير الخارجية التّركي "أوغلو" تلقّى تهديداً من رأس السلطة السورية مفادُهُ أنّهُ سيُشعلُ المنطقة خلال ستّ ساعاتٍ فيما لو تهدّد عرشُه (الجمهوري)، ومن المفيدِ أن نذكرَ أنّ عمر هذه التّسريبات أكثر من عام، والساعات السّت لم تجئ، لدرجةِ أنّ الفئة المؤيّدة هي الأخرى ضاقت ذرعاً بالإطالة والمماطلة من قبل النظام الذي تؤيّدُه في إشعالِ المنطقة!
مفهومُ الأسطرة هذا لم يكُن تسريبُهُ وتعشيقُهُ بالوعيِ الجمعيّ لدى السوريّين حكراً على الماكيناتِ المُعلنة للنظام،
افتقدتكَ مع تبدّلِ الفصول
أنتظرُ الربيع
مرّت الفصولُ غريبةً
رسمتها حلماً يأتي من المستحيل
عشقُ الحياةِ عليّ حرامٌ
طفلاتٌ مصريات يتمُّ تخريب طفولتهن، كلَّ يوم، بكل قسوة وصفاقة وجهل وانعدام خُلُق ودين، وعلى مرأى ومسمع من العالم، والرأى العام المصرى، والحكومة المصرية الكسول، ورئيس لا يعبأ سوى بأهله وعشيرته!
سلوى، وسواها الكثير، زوّجوها فى عمر الطفولة (١١ عامًا) قسرًا! أقولها مطمئنةً: «قسرًا». حتى وإن قال السيد أبو يحيى: «السكوت علامة الرضا». لأن «الطفلة» تصمتُ حينما تُسأل عن الزواج، تمامًا كصمتها حين يُطلب إليها حلُّ معادلة تفاضُل من الدرجة الثالثة!
على امتداد سنةٍ وثمانية شهور، مرّ على السّوريّين فظائع لايحتملها شعب ولا انسانيّة.
كلّ شيء انتهك ودمّر، شُرّدت العائلات.. وعانى مواطنو البلاد وأهلها اللّجوء والنّزوح.. داخليّاً وخارجيّاً.
وصُنّفت بعض المدن مثل "حلب" بأنّها شهدت أكبر دمار تتعرّض له مدينة كبرى في العالم منذ أكثر من خمسين سنة.
هيّج الدّم غرائز ونزعات غريبة عن ثقافة السّوريّ وتربيته وتعايشه، من ذبح ونحر وتهجير وتشريد وحقد ودكّ المدن بالطّيران.
وُضِع السّوريُّ في أنفته وعزّة نفسه في مواقف جرّحت بكرامته وإهانتها
لا أخبار عن حبيبها، كل يوم كانت تبحث عن اسمه في لوائح شهداء المدينة، لم يمنعها ترحالها المضنيّ بين المدن والقرى عن التفكير به، كلّما أتاح لها القلق القاتل فرصة لكي تتنفّس. الاتصالات مقطوعة عن المدينة المحاصرة، لم يكتف القاتل بتدمير كل شيء، البيوت على أصحابها، قطع الطرق على الهاربين من موته الرجيم! قنص أيّ إنسان يتحرّك في المدينة، زاد على ذلك بقطع جميع الاتصالات الهاتفيّة عنها، حتى لم يعد أحد في المدينة قادراً على الاطمئنان عن أهله في حيّ مجاور، ناهيك عن من هرب إلى مدينة أخرى. لم تترك "زهرة" وسيلة لم تحاولها لمعرفة أخبار من تحب،
أتسأل عن عمرك القديم فيها..؟
هي تهذي.. مثلنا.. تعض على شفاه قهرنا.. وتحك فرحها بحجرها علّه يشتعل كما السابق..
لا تسأل يا صديقي.. فصوتي لن يصل لك، فقد ارتفع عليه صوت الرصاص.. والمدافع.. والطائرات التي تحوم فوق أوتاره.
لا تسأل يا صديقي.. فالإجابة أصابها الخرس.. وما من صوت يئن في هذا العالم سوى صوت امرأة مزّقت من كثرة الحزن ثوبها.. امرأة منذ زمن نسينا أن نمشط لها جدائلها.. أن ندللها حين نسميها دمشق.
عندما اشتعلت ثورة الحرية والكرامة، كان ردّ فعل حاكم الشام غريباً ومفاجئاً لناحية العنف الشديد، الحاقد، المُوجّه ضد مواطنيه. ويبدو أنّ الثورة، على الأرجح، قد أيقظت حاكمنا من حلمه العذب بإعادة مجد الخلافة الفاطمية. هذا الحلم، كان على ما يبدو على قاب خطوتين من التحقق لولا " المؤامرة الكونية " المَحبوكة لقلعة المقاومة والممانعة. أحدُ الخلفاء الفاطميين ( بما أننا أتينا على ذكر سلالتهم )، وكان يُدعى " الحاكم بأمر الله "، أجبرَ رعيّته في مصر والشام على الإيمان به ربّاً مَعبوداً.
أظنّ أنّ إمكانيةِ الثورة المضادة في الربيع العربي تكادُ تكون معدومة، فثورات الربيع العربي تتميز عن ثورات العالم بأنّها فكّت الاستعصاء التاريخيّ الذي لازم الشعوب في هذه المنطقة، واستطاعت أن تطيح بالأنظمة التي سبّبت هذا الاستعصاء، من هنا فإنّ عجلة التاريخ المتوقفة في العالم العربي منذُ عقود ستعودُ للدوران. لكن يجبُ التنبّهُ إلى عنصر الزمن، فمن المنطقيّ القول أنّ الثورة الفرنسية استغرقت زمنَ سبع جمهورياتٍ حتى استقرّت بها الحال على ما هي عليه اليوم، ومن المنطقيّ جداً القول أنّها مثالٌ عظيم، لكن من المنطقي أيضاً السعي للاستفادة من أخطاء الثورات، والاستفادة من تجاربها،
ما كان يجري في " شراكة الغنم " يجري مع الإنسان السّوري اليوم . السوريون في حكمِ القطعان التي كانت تتّجهُ للحماد . والمالك لقطعان البشر السوريةِ وظّفَ كلابه لإعادتهم إلى صفّ القطيع كلما حاولوا الخروج عنه . الكلابُ وفيةٌ للرّاعي ، والرّاعي يجمع بين امتيازاتِ الرّاعي القديم والحديث . يمتطي سيارة فارهة . يهشُّ القطيع بالعصا الكهربائي أو الدّبابة ، أو الطائرة لا فرق ،مالك الشعب السوري هو راعٍ لشخص يعيش في مكان بعيد . يوهم النّاس أنه مالك فقط . سيأتي المالك براعٍ جديد . لأنّ الراعي الحالي فشل في تحقيق الرّبح . الابراهيمي اليوم مكلّفٌ بالبحث عن راعٍ جديدٍ ، وكلابٍ جدد .
ضاهر عيطة"...روائي وكاتب ومخرج مسرحي وكاتب سيناريو، فاز بجائزة أفضل نص مسرحي موجّه للأطفال في مسابقة التّأليف المسرحي الّتي تقيمها "الهيئة العربيّة للمسرح" في الشّارقة عن نصّه "براءة بحار".
ومن أعماله رواية "لحظة العشق الأخيرة" ومسرحية "رقص من النّجوم" و"حرّاس البيئة" وسواها.
هو موظّف في مكتبة المعهد العالي للفنون المسرحيّة...
رجل ملتزم بعمله...