فريق النظام بكل سلطته و عنفه و جبروته ومن سانده ويناصره إلى الآن من غربيين روس صينيين وحزب الله و ما شابه، وفريق المعارضة الذي يضم الثوار على الأرض، وهم أيضاً فريقان أولائك الذين تبنوا الثورة ودافعوا عنها بكل ثقلهم الإنساني و الجسدي والسياسي ومنهم من خرج وتوافد علينا من لا مكان فجأة وبدون إنذار وصار محرضاً و مثوراً للشباب باسم الله والدين والإسلام. صاروا أولياء الثورة.. فيهم كثير من الشرائح حتى أنهم صاروا يضمون شبيحة لهم ومؤتمرين بـأمرهم..
ماذا ينزلُ دمعي على كلّ بقعةِ عمر ؟
ويشدو أماميَ ظلٌّ ، ويركعُ حزن
لماذا أرمي دفاتر أهلي بعيداً ؟
وأمحو من الأغاني لون الحياة
لماذا أخافُ منكَ ، و كنتُ أخافُ عليكَ ؟
طبعاً نحن هنا بصدد المواطن الذي ينأى بنفسه عن كل ما يحدث، ويرفض قطعا أن يكونَ جزءاً من هذه المعمعة التي تشهدها البلاد، بل يلح على عدم إبداء أية ردة فعل تجاه الأشياء التي تسحقه يوماً بعد آخر، هذا المواطن يشكل شريحة لا بأس بها في البلاد، البلاد التي تتزحزح تحت وطأة الهجرات وغلاء الأسعار وفقدان الأمن بكافة أشكاله الحياتية
آن تقتلك الثورة،
تتهمك بالخيانة؛ تركتها شهيداً
الثورة حب والحب لا يموت
الثورة ليست في الكتب
الثورة ليست في الكتّاب
ليس جديداً أن يتّحد الدم الفلسطينيّ والسوريّ،
واهم من كان يتصوّر أن المخيمات الفلسطينيّة ستبقى بعيداً عن الحراك الثوري إلى ما لا نهاية، وهي بالأصل لم تكن كذلك وقد نالها شيء من الموت والدمار، ومتواطئ مع القاتل، من يحاول الآن تبرير جرائم النظام بحق شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك، ويتناسى قصف الطائرات وكل أنواع الأسلحة التي لابدّ أن ينجم عنها، هذه الموجات البشريّة من التهجير، ناهيك عن القتل والدمار،
هل يؤلم احتراق العظام بعد نزع اللحم والأعصاب؟
هل يؤلم تقطيع القلب بعد تكسير الضلوع وتفريغ العروق؟
هل يؤلم جرح الدماغ بعد قطع الرأس وتهشيم الجمجمة؟
لا تندهشوا ... فنحن لا نتحدث عن شاةٍ مذبوحةٍ يتم سلخها ... بل عن "إنسانٍ" مات تحت حوافر البغال
إذاك، ظهرَت فنانتنا المَحبوبة لكي تصدمَ جمهورَها الكبير، حينما راحت تتبجّح على الملأ بتأييدها للسفاح؛ قاتل الأطفال. وقد بلغ استهتارها بمشاعر مواطنيها، المَصدومين من جريمة تعذيب وقتل الطفل " حمزة الخطيب "، حدَّ أن تدفع ابنها الصغير للغناء تأييداً لمجرمي الأمن، النازيين، الذين قتلوا سميَّهُ. ثمّ راحت ترطن في مسلسلاتها، مؤخراً، طالما أنها تذكّرت، على حين فجأة، أنها بالأصل من ريف الساحل، المتفرعن على أمرهِ.. أعني، المغلوب على أمره
مَنْ كان يمكن أن يسد هذا الفراغ المخيف و يقف وقفة الكرامة؟؟ طبعاً لا يوجد إلا القلة من الطلاب والشباب المتحمسين للثورة و تلك الفئة الكبيرة من الإسلاميين أو المتدينين الموجودين مسبقاً. أنا لست مع التيار الإسلامي المتطرف، و لكنني لا أستطيع أن ألغي و جودهم .... و أشك بما يشاع عن أولئك الإسلاميين أو المتأسلمين أو الذين ينضوون تحت أي اسم أو تيّار ديني إسلامي... و أشك بما يُبث عنهم و ضدهم من فيديوهات و صور شنيعة و فبركات إعلامية تدينهم من أي جهة كانت
النهايات على الأرض تسجلُ تاريخاً جديداً . سقوط طاغية أطاحت به ثورةٌ حقيقية وقودها شبابٌ وشيوخٌ ونساءٌ وأطفال . لم يعد أحد يتحدّث باسمهم . هناك تجمّعات تمارس الدّعارة السياسيّة ، نصفقُ لها لأننا مازلنا نعشق التّصفيق . يمكنني القول بصراحة : ليس من أجلكم أيها الراكبون على الأمواج استشهد الآلاف . لكن صبراً أحبتي . الدعارة ستنتهي يوماً فأنتم منذورون للشهادة . سورية ليست لكم ، وليست لي ، لم تكن يوما لنا . سأكونُ أمينةً لتلك الدّماء الطاهرة ، وأبتعد عن الحراك الجديد .
لمَ احتقارُ «الخوف»؟ الكتابة التمجيديَّة الحماسيَّة عن «البطولة» و«التضحيات» و«الدماء» هي شحنٌ للُّغة بمضامينَ رمزيَّة ذكوريَّة عنفيَّة، النصُّ هنا رئةٌ مختنقةٌ، لا مسافة شوقٍ بين القارئ والكاتب، كشخصين يتكلَّمان وثغراهما متلاصقان، لغةٌ تتحدَّث عن القتل بفرحٍ واستسهال ستبُرِّر القتل لاحقاً، أنْسَنةُ الانفعالات وإخراجها من حيّز الثابت المطلق إلى سياق التاريخ ضروريان للحدِّ من توالد ديكتاتوريات جديدة