إن ظاهرة تبادل الأدوار بين الماضي والحاضر تتشابه وقول درويش في إحدى قصائده: "كل ما سيكون كان"، وخماسية "السجع والجناس والطباق والمقابلة والتّصريع" أصبحت كمن يخض الماء ليصنع لبناً، وسياسة التهميش، والإحتواء، والتنصيص، والتقمص، والتمحص، والتنصل، والتجمل، والتربع، باتت معروفة للجميع، حتى إن أصغر طفل من أطفال قصة البؤساء يعرفها، فلا تكن يا سيد الإقصاء متقمصاً أكثر من حفلة تنكرية يلهو فيها الجميع وهم يعرفون بعضهم بعضًا
على الدرجة الأخيرة من سلّمي، رأيتُ_السيدارة_ قبعةً تُغلق على عقولنا.و_الفولار_ حبل مشنقةٍ للطفولة، أغلقوه على أنفاسنا، وأحكموا القفل بجوزةٍ بلاستيكيةٍ صغيرة. أما الصدريّة، فكانت بمثابة دمغةٍ على أجسادنا، تؤكد على وحدتنا كقطيعٍ صغير العمر، يَهِشّونَ له بالعصا فيتحرك مردداً الشعار (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة).
هنا تماماً، حملنا الأخطاء الشائعة في تعريفاتٍ تخدم مصالحهم. فصرنا نرددها ككلابٍ صغيرة
ـ أخي، مبروك ما اجاكم..
° خير، ما هيَ المناسبة؟
ـ مناسبة المولود الجديد للمجلس السني الأسطمبولي.. أعني، المجلس الوطني السوري.
° وما هذا المولود الجديد للمجلس الكذا وكذا؟
ـ وَلو.. أنا أقصد انتخاب جورج صبرا رئيساً جديداً للمجلس
منذُ تلكَ التفاحة، حتى آخرِ اعتقال..
يُموّه التاريخ، وتموّهُ الفلسفة، هكذا يُصبحُ كل ما تفعلُهُ خطيئة..
لم يدُرِك البشر حينَها أن لها الفضل في الخروجِ من عباءةِ المستبدّ الدائمِ، عندما حاولت إقناعنا (نحنُ معشر الاستكانة) بأنّنا لا بدّ أن ننتفضْ.. لا بدّ أن يكونَ القرار لنا، لا بدّ أن تُفرضَ إرادتُنا..
حينَها اعتُبرت دافعَ الخطأ، اعتُبرتْ داهية. واليوم أيضاً، الفروقُ طفيفةٌ جداً، فالمستبدّ ذاتُه ولكنّ لهُ ممثلونَ على الأرض، ا
حراك يغلي ويخفت في الأردن ليسمعنا أصواتاً منسيّة ومحجور عليها في زوايا المملكة وجمودها.
لبنان.. الّذي يتلقى قذائف وصراعات المحيط، ويهتزّ على صدى كلّ جدال أو خلاف في الجوار.
ومصر الّتي ترفض أن تصبح سجينة ماآلت إليه ثورتها من مآل لا يختلف عما كان.
وغزّة الّتي انبرت لتدفع بدمها فاتورة الكرامة العربية المهدورة المباعة والمساوم عليها دائماً وأبداً.
وسوريا .. سوريا الّتي ترزح تحت ظلمها وظلامها وظلماتها.
مدارسُ التّجميلِ كثيرةٌ ، تدفعُ لها النقود ثم تندم . تحاولُ العودة إلى ما كنت عليه ولا تستطيعَ . للشّكلِ صفاتٌ معينة ، قد تأخذَ شكلَ المؤمن الورع ، وتقدّم الرّوحانية على في علبٍ لا تنتهي صلاحيتها ، أنت تعرف حقيقةَ نفسك ،أنّك كاذبٌ ملعون . الكثيرُ من الناس يوصلون رسائلهم عن طريق هيئتهم ، وعندما يسلط أحدنا الضوءَ عليهم جيّداً . يرى أنّهم مشوّهون ، يحاولُ إسقاطهم من قواميسه الإنسانية. . ينتظرُ إقناع نفسه بالحقيقه ، وقد يهوي من أسقطه البعض هبوطاً مريعاُ قبلَ أن نقرّر الإطاحة بها من أذهاننا
أكثر الأصدقاء صاروا شهداء وبموتهم صار دافع الاحتفال بالنصر أكبر، على حسب اتفاقنا معهم وهم أحياء، ورغبتنا جميعاً بهذا الشيء، فعدم وجودنا بالحياة يجب أن لا يلغي فرح أحدنا بيوم النصر، نتفق الآن ونحن أحياء، على الذين يتبقون منّا، أن يدبكوا ويرقصوا ويهلهلوا في ساحه الحرية، حتى لو بقي شخص واحد على قيد الحياة، عليه أن يبلّغ أهلنا بالاحتفال مع الناس، نحن نعرف أن فاتورة الحريّة ستكون كبيرة وأرواحنا جزء من هذه الفاتورة، أمانة احتفلوا بالحرية كما تستحق، هذه وصيتنا الوحيدة.
و أنت كسوري لا جيء أو نازح أو سائح أو بأي صفة جئت المدينة تلاحظ كل ما كتبته هنا... و ستصنّف أيها السوري تماماً كواحد من أهلها...إما على هذا الطرف أو ذاك.... ستنضم مجبراً إلى إحدى الجهتين أو الفريقين... فريق البسطاءالفقراء لأنك لا تملك من المال إلا ما يسد رمقك و لتعيش من القِلة كما يقولون... على أثاث لا ترضى أن تنام عليه الكلاب و القطط... يشاركك المكان قوافل من نمل و صراصير و سحالي و أشياء أخرى
لتخرج إلى النور مفردة الانسيابية وهي الترجمة الأصلية لكل قوانين والية وحركة أطياف الحقيقة والتي تحرض الواقع بدورها الى اختلاف مؤشراته ليغير هو الآخر من ثباته الصرف إلى نسبيته ، فالواقع ماهو إلا روح حية تتألم وتفرح وتغضب تعيش المجون ، تقع في المطبات التي تستدعي حرية الحواس ومراجعة وسائل التعبير وإعادة صياغة عقائد العقيدة ذاتها ، تلبية لاحتياجاته ، فتنصهر كل التأويلات والاجتهادات والتفسيرات في بوتقة واحدة نطلق عليها نحن البشر(الثورات
الغبار الناهض كامرأة أفجعها الموت بخطف عاشقها، صادفنا، فدخلنا لنعزّي امرأة لا نفهم حزنها، امرأة ضربت على صدورنا نادبة، فطاف غبار الحزن حتى عضّ على أعيننا، فصرنا كما الأعمى يمشي فيدق الخطوة بالأرض ليصيح صداها:
يا أنتم.. تمشون على قبر فيه شهيد، والشاهدة اسم لشهيد قادم؟