كل إله ملحد.. فقبل أن يعلن أي إله عن نفسه، فإنه ينفي الآلهة التي قبله. طبعا يُعرّف الإلحاد، بنفي الألوهية من مبادئ أي ديانة : بمعنى أن نصوصها وطقوسها تفقد علاقتها بماهية الإله، كأنسنة (نسبتها للإنسان بدل الإله). انطلاقا من ذلك يرتكز حضور أي إله كإله، على نفي الآلهة الأخرى، هذا ما تجلى في الأديان الإبراهيمية بأوضح صورها،
هناك فراغٌ فكريّ في منطقتنا بعد انتكاس العروبة وتناسي فلسطين ومحنة أهلها، وكنتيجة بعيدة لإغلاق باب الاجتهاد في الدين الإسلاميّ المهيمن على المعتقد والهويّة سويّة، وبعد أن بات الإحباط يدفع نـحو العـودة إلى صـورة سلفيّة أسطـوريّة مغلـقة مـن الدين. هذا الفراغ يتعدّى في الحقيقة منطـقتنا مع تراجعٍ عامٍّ وكونيّ لرمزيّة «الديموقراطـيّة» بسبب تخلّيها عن أسس المساواة الفرديّة والاجتماعيّة،
فالحديث عن الشعر مثلاً، هو حديث عن تلك المصادفة، التي تقع في منطقة متخيلة بين الوعي بالعالم أو الانفصال عنه، وهي لحظة بحسب التنظيرات النقدية غريبة من نوعها، أو تجسد حالة غريبة، يعيد فيها الشعر صياغة خرائط العالم وفق منظور جدلي، يقارب بين الأنا والآخر من جهة، والمتخيل والعالم من جهة أخرى .
أسطورة الطوفان الكبير الذي غمر الأرض وأفنى البشر والكائنات الحية، عدا فئة قليلة نجت وأعادت بناء الحضارة، هي أسطورة شائعة في ثقافات العالم القديم وفي الثقافات البدائية المعاصرة. ولكن السومريين في جنوب وادي الرافدين كانوا أول من قدّم لنا وثيقة مكتوبة عن هذه الأسطورة ترجع إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد. وقد احتوت الأسطورة السومرية العناصر التي بنت عليها بقية ثقافات المنطقة، إضافة إلى الثقافة اليونانية، تنويعاتها الخاصة.
ينفي عبده، الذي يعدّ دراساته العليا الآن عن الشاعر الباكستاني محمد إقبال وعلاقته بعالم الرومي، عن نفسه صفة المتصوف؛ صفة قارئ للصوفية تناسبه أكثر: "لست متصوفاً، أنا عاشق للفكر الصوفي، بدأت التعرف إلى الكتابات الصوفية بعد التخرج من الجامعة، من خلال كتب الدكتور عبد الرحمن بدوي مثل رابعة العدوية، وشطحات الصوفية، الإنسان الكامل في الإسلام، وكتاب المستشرق آسين بلاسيوس عن ابن عربي".
في ليلة الرابع والعشرين من شهر أبريل1944، قامت القوات الجوية البريطانية بتفجير معهدٍ يسوعيّ قديم تابع لكلية العلوم البافارية، وهي بناية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، مما أدى إلى تحول المبنى إلى كومة من الحطام، وفُقدت جراء ذلك، كنوز كثيرة، من أهمها أرشيف صور فريد من المخطوطات القديمة للقرآن، رثاه كثيرًا، عالم مستعرب في الأكاديمية، هو أنطون سبيتالر.
مشكلة الشعر معي - وقد عرفته وعرفني مبكراً جداً : طفل وحيد أخرس في الصحراء يكتب ويكتب لينطلق لسانه المقيد - أنه أخذني للضفاف القصوى ونسى أن يرجع بي ، إذا أحببت فتاة أراها تطير وألمس ملائكيتها اللزجة وأخاف وأعدو بعيداً .. وإذا خِفْتُ من ظِلِّ أبي وهو يكبر و يكبر كلما اقترب مني يظل هو الوحش طول العمر ولا أجرؤ حتى على لمس جثمانه وسط المشيعين كيلا تبتلعني القهقهات المرعبة ..
كن النظام الذي يمتلك سلاحاً كيماوياً لم يتورع عن استخدامه ضد المدنيين، ولا يزال يمطر المدن والقرى بصواريخ وقنابل محظورة دولياً، ويشن حرباً على الإرهاب رافعاً راية حماية الأقليات، يتعبه رأي ويقلقه موقف. فكيف إذا جاء الرأي المعاكس ممن منحهم مطلع الثورة لقب «المعارضة الواعية» التي سوقها على أنها وحدها تستحق أن تسمع؟ لا شك في أن ذلك سيتسبب بوهن الأمة برمتها وليس إضعاف شعورها القومي.
ما الجسد في نظر السلطة، فهو هدية للوطن في السلم والحرب! وعند الرأسمالي للاستثمار في العمل والاستهلاك! ويتواطأ الجميع من أجل إعداد الإنسان ليكون صالحاً في الدنيا والآخرة، أن يتعبد، ويعمل، ويبني العائلة المقدسة! المطلوب دائماً، أن يكون الإنسان متعففاً، يزدري طبيعته، ويدوس على أشواقه! وأن يحب الله، والناس وأولي الأمر! هذا هو الإنسان الخيّر، المدجّن (المطبوخ)! الذي تتم صناعته وإعداده منذ الانتعاظ الأول!
كعادة أي مفسّر يتبنى النصّ الذي بين يديه، يمكن أن تجعل للكلام السابق معنىً جيدًا، ففراس السواح الباحث في الديانات المقارنة، يقول بأن المقصود هو إفراغ العقول من الطمع والرغبة في تكديس الثروات، وأما المقصود بالجهل هنا -حسب السواح- فهو حالة البراءة والفطرة التي يولد بها الإنسان، وليس الجهل الذي هو ضدّ العلم