18 سقوط الإنسان
ودعا آدم اسم امرأته حواء، لأنها أم كل حي. وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما. وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل في الأرض التي أُخذ منها، فطَرَدَ الإنسانَ،
بين الحاجز الأمني والآخر، حاجز ثالث في الشوارع الدمشقية. حتى المرأة التي تخرج من بيتها الى مدخل البناية حيث تسكن، سرعان ما يعترضها عناصر حاجز أمني أو عسكري أو من اللجان الشعبية أو جيش الدفاع الوطني، قبل اجتيازها الرصيف، فيفتشون محفظة اليد التي تحملها. لذا يشعر سكان دمشق أنهم في دوارمعمعةٍ أو جحيم.
إن الإنسان في قصص المجموعة له نظرات ليزرية و قلب حديدي و يركب سفن الفضاء التي تحمل أسماء استعارها خيال الكاتب من الطبيعة مثل السهم الأبيض و الشعاع الأرجواني و الجسم اللامع...
و من هذه النقطة يفترق عن تراث عصر النهضة و عن الخلاصة الفنية التي وصل إليها في أدبيات جول فيرن و يدخل في مجال أدب الخوارق.
القول بحتمية العنف ليس جديداً على أية حال، فهناك بين المفكرين من يردّها إلى طبيعة بشرية، أو حتى إلى نزوع غريزي كما فعل فرويد في كتابات متأخرة له، أو يردها إلى عوامل ثقافية محضة يركز عليها السوسيولوجيون عموماً، ويلتحق بهم بعض الأنصار ممن يتلقفون العوامل الثقافية بغية رفعها إلى مرتبة الجوهر الثابت. إلا أن النزوع التدميري، وهذا أمر تسهل ملاحظته، لم يكن متوافراً لدى الجماعات أو الأفراد دائماً، ولا يكفي الادعاء بأنه نزوع كامن يحتاج
يعود الفضل لديدرو الذي مات قبل اندلاع الثورة الفرنسية بخمسة أعوام في تحويل الكثير من أفكار الاستنارة المهمة تلك إلى أدوات فاعلة في الواقع وقادرة على إلهامه وتغييره. فقد بدأ عام 1751 في تحرير الموسوعة وكرس القسم الأكبر من طاقته طوال ما بقي من حياته بعدها لتحريرها. بالصورة التي كرست سلطة العلم والمعرفة بشكل كامل. وأحالت تمحيص الحقائق بشكل علمي ومنهجي إلى أساس لأي جدل فكري أو سياسي.
المقدس واحد من المكوّنات الرئيسية للظاهرة الدينية، وهو بهذا المعنى لا يزال حياً، بل ويزداد حضوره في كل المجتمعات البشرية. إذا كان المقدس يجد ميدان ازدهاره في المجتمعات التي لم تحقق درجات متقدمة من التطور العلمي والتقدم والتقني، وفي مجتمعات تهيمن عليها الأفكار التقليدية، ويلعب فيها رجال الدين مواقع مقررة بحيث يضفون التقديس على أمور لا علاقة لها بالمقدس،
نلاحظ أن الديانات الابرهيمية جميعها وبنسب متفاوتة قالت بوجود الخطيئة الأولى المرتكزة على العملية الجنسية المحرمة والواضحة معالمها في كثير من الأديان والأساطير، فكانت نتيجة هذه العملية شعور ادم وحواء بالعراء، أي أن أكل التفاحة التي زودتهما معرفة الخير والشر ترمز إلى الشعور بالفعل الجنسي المحرم. انفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر
"فأمرنا الرب إلهنا أن نوثقهم جميعاً (= الأرواح الشريرة)، ولكن رئيس الأرواح مستيما مثل أمام الرب وقال له: أيها الإله الخالق، اترك لي بعضاً منهم ليستمعوا إلي ويفعلون ما آمر به، لأنه إذا لم يبق منهم أحد معي لا أستطيع بسط سلطاني على بني البشر... فأمر الرب أن يبقى عُشر الأرواح الشريرة مع مستيما، وأن يُنزل التسعة أعشار الباقية إلى مكان الحساب" (سفر أخنوخ الأول).
حين تبلغ الرواية مرض الرئيس الراحل حافظ الأسد وصراعه مع شقيقه رفعت الأسد، ينتأ الملخص السردي (ص 339-342). وحين تبلغ الرواية آذار 2011 تغطي تظاهرة سوق الحريقة في تقرير صحافي، وتغطي أحداث درعا في تقرير مماثل، لكنه أطول (ص 434-440). وقد تحولت الرواية في منتهاها إلى تقرير سياسي، ثم إلى تقرير عسكري، لكأنها ودعت الفن الروائي تماماً.
ولكن ألم تحقق المسيحية ما كان يتمناه أفلاطون بل وأكثر من ذلك بكثير؟ إذ تحولت هذه الطائفة إلى دين بفضل الامبراطور قسطنطين وانتقلت من حالة الضحية إلى حالة الجلاد تحت رعاية سلطة الأمراء. وهذا النجاح مكنها من إعادة النظر في الماضي وكتابة التاريخ بما يخدم أوهامها. قمعت المدارس الفلسفية، هدمت المكتبات، خربت المعابد الوثنية، وشيدت مجموع نصوص إيديولوجية لتسيير دواليب الحكم بإرشاد من المجامع الدينية ومثقفي ذلك العهد