يقول العقاد في جريدة «الأساس» في 17 كانون الثاني (يناير) 1949: «أجمع المصريون على استنكار تلك الجرائم الوحشية التي يُقْدِم على ارتكابها أفراد جمعية (الإخوان المسلمين)، ولكن فريقاً من الذين بحثوا في أسرار تلك الجرائم يتوهَّمون أن جُناتها الأشرار يُساقون إليها بدافعٍ من الإيمان المُضلَّل، ويحسبون أن إدخال هذا الإيمان إلى عقولهم الملتوية يحتاج إلى قدرة نفسية، أو قوة من قبيل القوة المغناطيسية، وهذا هو الوهم الذي يفرض للمُجرمين شرفاً لا يرتفعون إليه، وهو شرف الإيمان، ولو كان إيماناً مُضللاً منحرفاً
جدّتي " ريما "، في استعادتها لواقعة الرحيل، فإنها رّددت بصوت حزين: " يا حسَّرتي على نظيرَة الحسناء، الرائعة. ربما كانت تأملُ في كون مدّة الهجرة قصيرة، وأن كلّ شيء سيعود على ما يرام بين العائلتيْن، المتخاصمَتين "، قالت لي ثمّ استطردت مُتنهدة " لم تكن تدري أنّ المَقدورَ سيتربّص بها في تلك البلاد الغريبة، وأنها لن ترى الشامَ من بعد أبداً ".
سمعت عن هذه الشجرة من أبي، الذي سمع عنها من جده، وجد جدي بحث عنها، وترك لورثته ورقة مرسوم فيها صور القرآن على هيئة شجرة ومكتوب تحتها ('أَلَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ).
وإمعانا في الرمز والالتباس، يورد المؤلف هذا الرسم وهو أشبه بشجرة من أشجار أرز لبنان (من حيث استواء فروعها الأفقية)، ويعبر كل فرع من هذه الفروع عن سورة من سور المصحف الشريف، وطوله على قدر آيات السورة.
ويبدو أن لافروف بقوله هذا الذي قاله، والذي أكد فيه أن موقف بلاده تجاه الأزمة السورية لا يزال على ما هو عليه ولم يطرأ عليه أي تغيير، إما أنه كالزوج المخدوع آخر من يعلم وأن بوغدانوف، الذي يقال إنه الأقرب إلى فلاديمير بوتين وأنه مستودع أسراره، هو من لديه الخبر اليقين، وإما أن هناك توزيع أدوار بين هذين المسؤولين الروسيين وأن روسيا على الرغم من اتفاقها مع أميركا هذا المشار إليه، لا تزال تراوح في دائرتها السابقة ولا تزال تفكر في مناورة جديدة لإعطاء الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من الوقت
صحيح أن الثورة غير مسؤولة عن المستوى المأزوم من الاحتقان الطائفي، لكن توسّل أم أيهم، الناجية من مجزرة عقرب، إلى الثوار ألا يغدروا بها، يرتّب عليهم واجب حمايتها، وحمايتها من مخاوفها بالدرجة الأولى أياً يكن المتسبب في هذه المخاوف. لقد عرّف الكثيرون الثورة السورية بأنها كسرت حاجز الخوف لدى غالبية السوريين، لكن ما حصل مع الأسف استغلالها لتعزيز الخوف لدى البعض الآخر منهم، فصار محك اكتمالها كثورة وطنية كبرى أن تنتزع الخوف، بما في ذلك تخوفات الماضي القديم، من أفئدة السوريين جميعاً
إن ضياع طبقة الناشطين الشباب، التي فاجأت الجميع بوعيها وتحررها وانفتاحها، سيكون خسارة لا تعوّض للحياة السياسية السورية، وإزاء تشتتهم وضعف تأثيرهم، وربما نبذهم، من جانب القوى العنيفة أو المتطرفة، وسعي القوى التقليدية إلى تجنيدهم وتسخيرهم لخدمة برامجها، أو محاولة القوى الإقليمية والدولية استقطابهم وشراء ولائهم. وهؤلاء لا يبدو أن من سبيل لاستعادة حضورهم وفاعليتهم، إلا بتشكيل كياناتهم الخاصة التي تكرس وزنهم النوعي وتفرضه على الأرض، وفي المعادلات السياسية.
وركز بعض الباحثين على علاقة الفقه بالفلسفة لدى ابن رشد، والمنزلة التي يحتلها الخطاب الفقهي بالقول الفلسفي في الخطاب الرشدي، حيث تتحدد العلاقة بينهما في علاقة بين فقه نصّ وفقه الكون، بخاصة أن الكون يتخذ شكل نص هو النص الأرسطي، والنتيجة هي فقه للنصّ بمعنى فَهمه؛ الأمر الذي يبيّن انسجام ابن رشد مع نفسه حين يدرس النصوص الفلسفية بوصفها المدخل إلى فقه الكون، وهو الفقه الذي يسمح بعبادة حقيقيّة جعلها ابن رشد «شريعة خاصة بالحكماء»، وفقه يلبي للحكيم حاجاته من المعرفة العقلية ومن التأمل
لقد وضع نظام الأسد قيوداً صارمة على الصحفيين الأجانب في محاولة بائسة لطمس جرائمه عن العالم، وأطلق أبواق إعلامه الكاذب الذي يدعي خرافة العصابات المسلحة تخرّب القرى والمدن التي تحتمي بها وتلحق بها الدمار. لكنها بطولة هواة الإعلام من أمثال أبو محمد الذين تصدّوا لهذه الأكذوبة وألقوا الضوء على الحقائق صورة بعد صورة وفيديو يتلوه فيديو. حين تهاوت أحياء حمص إلى أطلال وكوم إسمنت دارت كاميرات حمص تسجل دمار سورية على أيدي كتائب الأسد
حين كتب صديقي (العلوي بالمولد) الراحل سعد الله ونوس، مسرحية "الفيل يا ملك الزمان"، أراد أن يشير إلى استباحة "الملك" وامتهانه للشعب المرهوب من خلال التلويح بالقمع الطائفي، وبأدواته، في إطلاقه للفيل الباطش. هذا الفيل أعيد إطلاقه، تكراراً، وفي غير مرة هدّد فيها الشعب السوري العظيم عرش طاغية سوريا الأكبر حافظ الأسد ومن بعده الأصغر وريثه الأرعن، وعادت وأفلتت عنانه مستشارة القصر الرئاسي السوري، بثينة شعبان،
لم أعُد أذكرُ اسمَ الفتاة الأرمنية، المسكينة "، اختتمَت جدّتي حديثها ثمّ أضافت إثرَ هنيهة صمت " لابدّ أنها أضحَت اليومَ عجوزاً، فيما إذا كان الله قد تعطفَ فأبقاها حيّة ". خلال الفترة تلك، التي كنت خلالها مقيماً بمنزلها، كانت الجدّة قد شارَفت على بلوغ الثمانين. كانت فضلاً عن طيبتها طريفة الخلق، حدَّ أن يَحلو لها أحياناً التجديفَ على الخالق؛ على من تنذرُ لرحمَتِهِ صلواتها الخمس: " لا أدري، ماذا تجني أنتَ من إيقاظنا من هناءة النوم؟ "، تخاطبُ جدّتنا الظريفة ربَّها بالكرديّة.