ومهما سعى غسان شربل، رئيس تحرير «الحياة»، الى التنصّل من مهمة «التأريخ» منحازاً إلى مهمة الصنيع الصحافي، كما عبّر في ختام مقدّمته المهمة، معتبراً الكتاب عملاً صحافياً «يوفّر شهادات لرجال أقاموا أو دخلوا خيمة المستبدّ وعملوا معه في مراحل مختلفة»، فهو لا يقدر على التبرؤ من فعل «التأريخ»، وربّما التوثيق، وإن لم يلجأ إلى اعتماد منهج تأريخي ما أو طريقة في البحث، لكنّ ما خرج به من حواراته مع «الرفاق» الخمسة الذي عرفوا «الطاغية» عن كثب وعاشوا معه وشاركوه قراراته،
اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة لتصحيح مسار الثورة السورية
للعام الثاني على التوالي يمر اليوم العالمي لحقوق الإنسان والسوريون يعيشون في أسوأ ظروف تمر فيها سورية في تاريخها الحديث. فشلال الدم متواصل والخراب صار سمة المدن والبلدات والقرى السورية عموما.
ووفق بيان أصدره المركز السوري للدراسات القانونية، فاق عدد الضحايا من المدنيين الأربعين ألفا، أكثر من خمسة آلاف منهم من النساء والأطفال.
أما الانتصارات الموهومة التي تفاخر بها ايران وحماس وحزب الله، كما الجماعات الاسلامية المتطرفة، فهي واحات سراب سرعان ما تبددها القراءة العاقلة والممارسة المستنيرة. فها هي إيران تختنق سياسياً بصراعات قادتها، وتختنق اقتصادياً بالبطالة والفساد والغلاء الفاحش لأسعار المواد المعاشية وهبوط سعر عملتها المستمر في مقابل اسعار العملات الأجنبية، وسوء الادارة.. وهذه حماس تتخبط في وضع مشلول، لا تستطيع ممارسة المقاومة المسلحة، كما لا تستطيع التأثير، سياسياً، على مجرى الأحداث في المسار الفلسطيني،
ولا يتوقف خطر الاستبداد، عند الكواكبي، على حاضر الأمة فحسب، بل يتعداه لينال مستقبلها، عندما يُميت فيها إرادة الرقي والتقدم التي من مظاهرها الترقي في الجسم: صحة وتلذذاً. والترقي بالعلم والمال، وفي النفس بالخصال والمفاخر. و بالعائلة استئناساً وتعاوناً، وبالعشيرة عند الطوارئ ، والترقي بالإنسانية، وهذا منتهى الرقي. إذ إن الاستبداد "يقلب السير من الترقي إلى الانحطاط، ومن التقدم إلى التأخر، ومن النماء إلى الفناء حتى يبلغ بالأمة حطة العجماوات، فلا يهمها غير حفظ حياتها الحيوانية فقط
كانت القاعدة الرئيسية للحياة في هذه المجتمعات هي أن على كل شيء أن يمر من خلال أجهزة 'أمنها' وأن يبقــــى دائما تـــحت رقابة هذه الأجهزة التي تغلغلت في بنية المجتـــمع كالأخطبوط بل كالسرطان .. هذه الطبيعة القمعية التي بدت مستقرة إلى ما لا نهاية والهدوء الظاهري في الداخل دفع البيروقراطية الدولتية الأمنية العسكرية الحاكمة لأن تتصرف بكل شيء بدرجة عالية من الثقة بقدرتها
وأيضا فإن ما يجب كشف النقاب عنه الآن هو أن الأردن الذي هو الأكثر ملاصقة للعمق السوري والأكثر تأثرا، إن عسكريا وإن سياسيا وأمنيا واقتصاديا، بكل هذا الذي يجري في سوريا، قد لجأ مبكرا، تحاشيا للمفاجآت، إلى المباشرة بتطبيق خطة ما يسمى «الدفاع الإيجابي»، حيث أصبحت وحدات «الخيرة» في قواته المسلحة تأخذ مواقع متقدمة على الحدود السورية - الأردنية، وبحيث إن هذه القوات باتت، بعد تزايد المعلومات عن أن النظام السوري قد يبادر إلى ارتكاب حماقة استخدام أسلحة كيماوية، جاهزة للتحرك
ومن التقنيات الأدائية التي اعتمدها دالي قبل غيره من الفنانين ويسلّط معرضه الحالي الضوء عليها: الرسم الحركي المنفّذ أمام عدسة الكاميرا والذي رأى الفنان فيه ممارسةً وتأكيداً لمهاراته «الرسومية» واختصره في النهاية بتوقيعٍ خاطف لاسمه، وقد فتح السبيل فيه لظهور حركة التجريد الغنائي؛ الرسم الذرّي الذي يقوم على تفجير رشّاشات تلوين داخل مكعّبات معدنية، وقد تبعه في ذلك الفنانَين تانغولي ونيكي دو سان فال؛ الرسم بأجسادٍ نسائية بعد طليها بألوانٍ مختلفة وتطبيقها على سطح اللوحة، وقد استبق في ذلك الفنان إيف كلاين؛
ليس محور الاستقطاب الجاري في مصر عقدياً، على ما قد يفضل إسلاميون تصوير الأمر، وربما علمانيون. من جهة، بين المحتجين على حكم «الإخوان» في مصر لا - علمانيين، وحتى إسلاميين، ومن جهة أخرى، من شأن تصوير الاستقطاب الجاري في مصر اليوم (وفي تونس) بأنه واقع حول محور أيديولوجي، أن يخفي المحركات السياسية للصراع، وتحديداً كونه صراعاً ضد إجراءات سياسية وقانونية استبدادية محققة ومحتملة من جهة الإسلاميين، وليس ضد وجود تيارات سياسية إسلامية ومشاركتها في الحياة السياسية.
اكتسب «الائتلاف الوطني السوري» الشرعية الداخلية بعد التسمية التي أطلقت على الجمعة التي تلت الإعلان عن توحيد المعارضة، ومعروف أن تسمية جُمع الثورة السورية لا تحدث في شكل تعسفي أو فردي وإنما عبر عملية التصويت. المهم أن الائتلاف حظِي بالشرعية الداخلية وأمامه الآن مهمة الاعتراف الدولي، وهذا يعني اعترافاً بالثورة عربياً ودولياً وما يترتب عليه من مساعدات متنوعة تبدأ بالمساعدات الإنسانية وربما تنتهي بالتسليح. أمام الائتلاف مهمات كثيرة بينها تنظيم فصائل الجيش السوري الحر، وضمّ مجموعات جديدة من المعارضة السورية إليه
بو شيركو " هذا، سبق وأن التقيت معه مراراً في ذاك المكتب الهندسيّ؛ أين كنت أعمل قبل نحو العام من رحلتي الأولى إلى اقليم الجزيرة. معرفته لوالدي كانت قديمة، تعود إلى تلك الحقبة التي عملا فيها بالاقليم خلال حكم الإدارة الفرنسية، المُنتدبة. وإذ لم تستمرّ خدمة الأبّ في الجزيرة لأكثر من عامَيْن، فإنّ الآخرَ بقيَ في بلدة " عامودا " بصفة رئيس مخفر الشرطة؛ ثمّة، أين قضى أحدُ أولادِهِ في مأساة حريق السينما عند مفتتح الستينات. ابن عمّه، " بكري قوطرش "، كان في أواخر ثلاثينات القرن الماضي برتبة ملازم أول ورئيساً لمكتب " مصلحة العشائر " في مدينة " الحسكة "