في ثمانينيات القرن الماضي، حصلت شركة (سيمنس) الألمانية على عقد لإنارة قلعة ومسرح بصرى الشام، وتركيب مجموعات حديثة للصوت في المسرح داخل القلعة، وعمل معهم المرحوم أبو جمال، متجاوزًا حدود اللغة، ومتأقلمًا مع أحدث التقنيات الألمانية حينذاك، وقد استلم المشروع من الشركة الألمانية بعد إنجازه، وأداره على مدار سنوات طويلة في مهرجان بصرى الدولي.
خلال السنوات الأخيرة، التي امتدت على امتداد المقتلة السورية، نجح كثيرٌ من المعارضين السوريين، وخصوصًا من تبوّأ منهم مناصب رسمية، في هيئاتها أو مراكز مهمة في أدواتها الإعلامية، في إثبات القاعدة “الفلسفية/ الشعبية” التي لا مناص من الرجوع إليها، والتي تتلخص بمقولة “من تحت الدلف إلى تحت المزراب”.
لما كان الوجود لا ينفصل عن الماهية ،لأنه يتعين على نحو دائم ،فوحدة الوجود والماهية الآن هي الشخص.وكل حديث عن مستقبل ماهية الشخص حديث خرافة.تماماً كالسؤال عن شخص قضى وصار في عداد الأموات
أكثر من احترمَ المكان، سواءً كان مكانًا خاصَّا أو عامًّا، في أدبنا العربي هم الشعراء الجاهليون؛ حتى إنَّ قصائدهم تبدأ بالوقوف على الأطلال (بقايا المكان/ الديار). فنرى إدراكهم الحسِّي به وكيف ينشرون في فضائه قِواهم النفسية والعاطفية والفكرية؛ بل إنَّ بعضهم يمكن أن نسمِّيه (شوارعجي) من كثرة ما حكى وذكرَ الأمكنة في أشعاره.
- صحيح. أنا كسجّان لا أتذكّر أحد نزلائي في ذاته، أو على وجه التخصيص، لكنّي أتذكّركَ وحدكَ من بين سجنائي كلّهم، ماضيًا وحاضرًا، وربّما مستقبلًا، لأنّكَ كنتَ سجينًا استثنائيًّا إلى حدّ التزمّت، حيث كنتَ ترفض التنازل عن الشكليّات المبدئيّة والرمزيّة المتعلّقة بكرامتكَ، معتبرًا أنّ الحفاظ على ذلك لا ينفصل عن التمسّك بجوهر المعايير والقيم وبثوابت الأخلاقيّات. لقد تبيّن لي بالبرهان أنّكَ مختلف،
ضحكتُ بسعادة غامرة لهذه الاكتشاف الجميل. كان عصام أحد الأدباء الأكثر قربا لقلبي. كان هو وأنسي الحاج أصغر مؤسّسي مجلة شعر، كتب أجمل قصائده قبل حرب حزيران، وحين وقعت الهزيمة، كتب قصيدته الشهيرة "وداع الأيام الستة"، وبها ودّع عالم الشعر وقرّر هجرته إلى المسرح، وأصدر بيانه الانقلابي الشهير "بيان مسرحي رقم واحد"،
تحدّثت في مقال سابق عن سبب الأزمة التاريخية التي قادت إلى ما سميته غرق سفينة العرب، وتهافت مواقعهم في مقابل صعود القوى الإقليمية والدولية الأخرى. وقلت إنه نابع من إخفاقهم في إنجاز الثورات الثلاث التي كانت تنتظرهم للخروج من الهامشية والتبعية والتخلف والدخول في دورة الحضارة والمدنية الحديثة: الثورة الصناعية المنتجة للثروة وفرص العمل،
تاريخيًا، لعب العامل البشري دورًا مؤثرًا، سواء في إغناء التنوع الثقافي والاجتماعي ورسم ملامح الهوية الوطنية، أو تشويه متعمد للثقافة والهوية، وقد تشكلت هوية أميركا على سياسة إلغاء الآخر تمامًا منذ اكتشاف كولومبوس لها، حيث قام المهاجرون الأوروبيون بعمليات إبادة واسعة للهنود الحمر سكان البلاد الأصليين، كما جلبوا الأفارقة للخدمة والعمل في مزارعهم، كعبيد ومرتزقة.
لا يتضمن عرض السلبيات السابق حنينًا إلى الماضي، بل دعوة إلى التفكر في إمكانية إيجاد مكان وسط يستطيع فيه القارئ القديم، وأقصد به هنا قارئ كتبٍ أعمق وأعقد قليلًا من القراءة التي تم توصيفها في الفقرة السابقة، الحضورَ في وسائل التواصل الاجتماعي وفق ايقاعه البطيء اللازم له، دون أن يتم تجاهله لصالح القارئ السريع.
وكان بشار الأسد قد اعتمد على الأجهزة الأمنية التي أسسها والده “حافظ الأسد”، ولعبت هذه الأجهزة دوراً حاسماً في التصدي للثورة خلال سنوات الحرب، خصوصاً مع الانشقاقات التي ضربت وحدات الجيش، الأمر الذي أدى إلى توسيع صلاحياتها وخلق ولاءات وميليشيات تابعة لها، وشكّل ذلك في الوقت نفسه عامل صراع ومنافسة فيما بينها.