فأولًا هذه الأقليات لن تستفيد شيئًا؛ إذا كان الدافع للانفصال هو الاضطهاد والفساد العام، إلا إذا ضمنت أن الدولة البديلة التي ستنشئها هي دولة ديمقراطية حقيقية، وهذا ما لم يحصل واقعيًا في العديد من حالات الانفصال الفعلية، كجنوب السودان مثلًا.
– أبحث في أصولي الشخصية. تحمل شجرة نسبي التقييد التالي: «ملاح، فلاح من منطقة لاغارون La Garonne». أبي، جدي، وأب جدي، وهلم جرا، جميعهم فلاحون بحارة من منطقة «لاغارون». مهما ابتعد سفري في الزمن الماضي فأنا لا أجد سوى ما ذكرت؛ ليس ثمة أصل. ومن ناحية أخرى، إن إسمي هو «سير» Serres…وهي كلمة تدل على الجبل، مثل Sierra باللغة الإسبانية،
بعد يومين، أفقنا مفزوعين على قرْع جرس باب بيتنا عند الفجر، وعصف في البيت نحو عشرة رجال ضخام قلبوا عاليه أسفله. دخلوا غرف النوم وفتحوا الخزائن. صعد أحدهم السلّم الخشبي إلى السقيفة وبحث بين مونة البصل اليابس والكراكيب العتيقة عن والدي. بينما نظر آخرون تحت الأسرّة،
إن شريحة الطلبة، التي هي من محاور هذه الرواية، وشريحة النخبة الأكاديمية التي تبرز بشكل جلي في الرواية، قد تعرضت للآلام والعوائق والظلم، حتى أن بعضها ذهب للانخراط في الفساد، أو نوبات الفعل المعاكس لمحاولة إثبات الذات والوجود،
وسط لجّة التصعيد الكلامي الإيراني والاستفزازات التي تمارسها، تأتي الخشية من التصعيد لدى البعض، فإيران التي اعتادت العبث خارج حدود دولتها، لا يعنيها فتح أبواب جحيم جديد على رؤوس السوريين، الذين يرون -بعد ما مرّوا فيه من ويلات- أن التصعيد من أي طرف على الأرض السورية هو رفع لبطاقة موت وتوجّه نحو قتل من تبقى.
وإذا كان الضوء جليلًا (الشمس، القمر، النجوم، النار، البراكين) وكذلك الألوان في حضورها البهي (البحر، الصحراء، الغسق، الليل، الدم، الأشجار) فالتأثير الجمالي للضوء واللون، كان -وما زال- مصدرًا لا غنى عنه في الفنون الجميلة، وبخاصة الرسم، لكن هذا التأثير يختلف من فنان إلى آخر (رمبرانت، مونيه، فان غوغ، بيكاسو…) كما يختلف التصوير بالريشة (الرسم) عن التصوير بالآلة (الفوتوغراف، السينما، الفيديو) …
كانت فلسفة حافظ الأسد الأمنية تقوم على مبدأ تعدد الأجهزة الأمنية وتفاوت صلاحيتها وتداخلها وزرع التنافس بين قادتها. جزء من هذا التنافس سيكون حول الملفّات التي تعمل الأجهزة عليها. سيكون هذا التنافس مفيدا أحيانا. حين سأعتقل بعد سنتين، سأدرك أن المخابرات العسكرية لا تعرف عني سوى اسمي ومكانتي الحزبية، لأن الأجهزة لا تشارك معلوماتها،
توخيت تأخير هذا المقال عن الساروت بضعة أيام، حتى تهدأ قليلًا موجة السجالات وردّات الفعل الهائلة، المشحونة بالعواطف، والتي أطلقها سقوط الثائر الشاب شهيدًا منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا، على جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، حيث يستعر القتال بين قوات نظام الأسد وحلفائها من جانب،
المشكلة في الحكاية ليست في الذئب/ الذكر المفترس، إذ لا العائلة ولا القبيلة ولا المجتمع ولا الدين يعتبرون أفعال الذكر نشازا أو خروجا عن التقاليد، بل وجوده
في قلب الغابة، لترويع الفتيات، أمر طبيعي، "اللي عنده معزة يربطها" كما قال والد طفل حاول تقبيل طفلةٍ معه في الروضة، وقامت قيامة أهل البنت على الطفل وعائلته، في حادثةٍ قبل سنوات في مصر.
ميشيل دوكلو، السفير الفرنسي السابق في سورية (بين 2006 و2009)، يشغل اليوم نائب الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، ومستشار خاص لمعهد مونتينيو الفرنسي، نشر كتاب (الليل السوري الطويل) المؤلف من 240 صفحة لدار الأوبسرفاتوار؛ حاول من خلاله الإجابة على السؤال الرئيسي الذي طرحه في الكتاب: “لماذا نجا بشار الأسد بعد ثماني سنوات من الثورة السورية ضده؟“