لم يهمل النظام الحزب الوليد، فاعتقل قادته أثناء عودتهم من قرية شحيم في لبنان، حيث استضافهم النائب اللبناني زاهر الخطيب ثمّ غدر بهم. وتوالت حملات الاعتقال حتى استطاع النظام إسكات الحزب نهائيا تقريبا في 1992، باعتقال آخر قادته: عبد العزيز الخير.
يمكن القول إن العدالة مفهوم، بقدر ما هو مطلوب وضروري في الحياة الإنسانية، بقدر ما هو صعب على التعريف بدقة. إنّما تقترب العدالة من التحقق عندما ينتفي الجور والظلم والقهر والاستغلال والتمييز وانتقاص الحقوق. والعدالة مفهومٌ يمكن إطلاق صفة الفطرة عليه، فالإنسان بفطرته يشعر بالظلم والجور بحقه، ويبحث في هذا النقصان
بعد أن حذر الرئيس باراك أوباما رئيس النظام في سوريا بشار الأسد من استخدام السلاح الكيماوي وكان على وشك أن يوجه ضربة عسكرية قاصمة لنظام الأسد، تراجع في آخر لحظة، وبدلاً من ذلك وافقت الحكومة في سوريا على تقديم رشوة وهي جزء من المخزونات الكيماوية التي رغم استمرار الحرب وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
ترى واشنطن المشهد السوري من الزاوية الإيرانية، وهو تحديداً ما يزعج موسكو، أو بصيغة أدق تتعامل الإدارة الأميركية مع الملف السوري باعتباره تفصيلاً صغيراً في واقع الوجود الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وأحد البنود التي ستكون بين سطور الاتفاق النووي بصيغته الجديدة غير المحدّدة لانتهاء الصلاحية، ما يعني أن نضج أي حل سياسي في سورية
تزعم الأولى أن فلسطين كانت دوما قضية العرب الأولى والمركزية. والحقيقة التي تؤكدها الوقائع أنها لم تكن كذلك يوما، بل كانت آخر قضاياهم، إن كانوا قد جعلوا منها أصلا قضية عربية. تؤكد وقائع قرن كامل أن فلسطين لم تكن إطلاقا قضيةً ينتجون مواقفهم ومصالحهم بدلالتها وانطلاقا منها، أو يمنحونها الأولوية على ما عداها من قضايا، أو يقيسون نجاحهم وفشلهم بما يقدمونه لها.
تعتبر رواية "الدون كيخوت" لثيرفانتس من أهم الروايات، لما فيها من سخرية رشيقة وذكية. تناولت مفهوم الفروسية الذي نما كثيرا في العصور الوسطى، محولة إياه إلى مفهوم أجوف لا ينتج إلا حالات مشوهة من البطولة الفارغة الناقصة كل بعد أخلاقي عميق. وقد جعلت الرواية كلاً منا، يسخر من الدون كيخوت الذي يسكنه،
لا يذكر الصغير كيف ومتى تعرّف على عالم العرضحلجية، ولكنه يذكر أنه كان صديقا صغيرا لأهم كاتب عرائض في حمص، وهو عبد الرحيم الشيخ عثمان، وكان كثيرا ما يتوقّف عند الطاولة الصغيرة الموضوعة بإتقان عند الباب الشرقي للسرايا، فينسى نفسه وهو يستمع إلى العرضحلجي وهو يحكي له قصصا وبطولات غريبة عن حمص التي لم يعرفها.
قصة حب مريد البرغوثي، في منفاه الأول، مع الشابَّة المصرية رضوى عاشور، مناسبة للقراءة، في أمسيات الوجع، فقد كتبها الزمن العربي الرديء، فمِن المحزن أن تكون كلُّ مصيبة، أو كارثة، تحلُّ بوطنك مرتبطةً بمناسبة شخصية، وقد حصل مريد البرغوثي على شهادته الجامعية في جامعة القاهرة، وتخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، في 1967، العام الذي احتلَّت فيه إسرائيل الضفة الغربية،
لا سلطة رابعة للإعلام في سورية. كان الاعتقال والموت من مصير الإعلاميين المعارضين بعد 2011، والآن انضم إلى المصير ذاته إعلاميو السلطة. حديث اعتقالات بعض إعلاميي السلطة صار شائعاً في سورية. هي ليست المرة الأولى، ولكنها تأتي، هذه المرة، متوافقة مع بداية الحملة الأمنية للانتخابات الرئاسة؛ إذاً فلتجف الأقلام عن النقد،
ما السياسيون والمثقفون والفنانون الملتحقون بالانقلاب، صانعو الخطابات والشعارات والاحتفالات والمهرجانات الوطنية والفنية، تلك التي تشكل ثقافة العامة، فهي تعمل على تزويدهم بالأفكار مع المتعة والتسلية. بينما رجال الأعمال صانعو الاقتصاد، الحريصون على الوقت، إذا قرأوا فلا أكثر من بيانات الاستيراد والتصدير، وحركة البيع والشراء، وعقود الصفقات،