كانت ودادُ صغيرةَ النهدَينِ
أصلَبُ من سفرجلةٍ وأجملُ ، نهدُها
الشفتانِ سوداوانِ
من قُبَلي ...
وسُرَّتُها محارةُ لؤلؤٍ ؛
بيضاءَ كانتْ إذ نضَتْ عنها القميصَ
وغمغمَتْ : حُبّي !
***
ودادُ ، الدفقةُ الأولى لنبعي
الدفعةُ الأولى
وأوّلُ مَن أحِنُّ لهُ ،
وقد عصفَتْ بنا ، وبأهلِنا ، الأبراجُ
عندما علقتِ في شراكي
التي نصبتها على دربٍ
تأخذ اتجاهاً معاكساً لبيتي
كي لا يخطر ببال أحد
أَنها شراكي
معلّقاً بداخلها
لحماً حياً
وفاكهة طازجة
ليس لك وحدكِ
بل للجميع دون تفرقة
لَستُ أَنا من
يميّز.
* الموسيقى
ثمّةَ شيءٌ سماويٌّ يتَّقِدُ فيها.
كم أحبُّ أن أراقب
أسطح هذه الجوهرةِ العجيبة إذ تنمو.
إنها تتحدث معي في نوبات القَدَر الكثيرة
حين يخشى الآخرون الدنوَّ منها
وتهتفُ المزاهرُ
ويهتفُ الكمان
وتترنم الرياضُ
وتتأوّه أشجارُ الشمشاد
وزهور السوسن والسنابل
إن مشيتِ متبخترةً أيتها السروةُ المختالة..!
جيوشُ السرب غَزت بلاد الصين
فُجّرت الدماءُ وعلا
الزبدُ الدماءَ المهراقة
وتجمّد النجيع على السيوف
فإذا الدنيا نثار تحت السنابكِ !
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
مارس
أعرف معنى أن تكون ؟
متسولا , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير !
و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟
أعرف معنى أن تكون ؟
لصاً تطارده الظلام
و الخوف عبر مقابر الريف الحزين !
16 حزيران
اني لأخجل أن أعري , هكذا بؤسي , أمام الآخرين
و أن أرى متسولاً , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير
و أن أمرغ ذكرياتي في التراب
فنحن , يا مولاي , قوم طيبون
بسطاء , يمنعنا الحياء من الوقوف
أبداً على أبواب قصرك , جائعين
ماذا أقول وقول الحق يعقبه جلدُ السِّياطِ وسجنٌ مظلمٌ رطــــــــــبُ
فإن صَمَتُّ فإنَّ الصَّمتَ ناقصَةٌ إنْ كانَ بالصَّمتِ نورُ الحقِّ يحتجبُ
و إنْ كذبْتُ فإنَّ الكذِبَ يقتِلُني معَإذَ ربِّيَ أنْ يُعزى لِيَ الكــــــــــذِبُ
لكنَّني ومصيرُ الشَّعبِ يدفَعُني سأنطقُ الحقَّ إنْ شاؤوا وإنْ غضِبوا
عِصابتانِ هُما إِحداهُما حكَمَتْ !بِاسْمِ العُروبَةِ لا بَعْثٌ ولا عَـــرَبُ
و آخرونَ مسوحَ الدِّينِ قدْ لَبسُوا و الدِّينُ حَرَّمَ ما قالوا وما ارْتَكبــُوا
عِصابتانِ أيا شَعبي فكُنْ حَذِراً جميعُهُمْ مِنْ مَعينِ السُّوءِ قَدْ شربوا
هذه الطفلة ساره
زهرة فيها رُواء ونضاره
رسم الرشاش في جبهتها..
شكل مغارة
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشم أزبد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن جرح الأمة النازف منها لم يُضَمَّد
أن دَينَ المجد ما زال علينا..
لم يُسدد
أن باب المجد ما زال..
قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال: لا لست أنا
قلت: هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟
قال: حاشا ربنا
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال: كلا
قلت: هل كان لنا عشرة أوطان
و فيها وطن مستعمل زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا ؟
قال: لم يحدث و لا أظن هذا ممكنا
عابر كل مسافات الألم
راكب فوق رياح الخير والشر
وجنيات هذا العالم الميت،
لا أشكو سوى شوقي إليكم
يا نيام العالم المصلوب في عين الخطر