كان البحر يرمي أسئلته علينا
ولا يتعب
نحن الذين تعبنا
استبد بنا العطش
من ملوحة الأسئلة
تترنح بين عالمين..
وكرمل ٍ مبعثر تكونُ..
يرمقه البحر ويمضي ..
من يقول إنه سيعلـَقُ البحر الذي وحده عرف أسرار طفولته،
وحين شبّ لفظ توسّله ، وأرداه ُ قتيلا
تحت خيوط شمسٍ لم تعد تنهض إلا مكرمة لصبرك
لتصك لك ذواكر الفاجعة وتبوب لك أساطير المأساة
وكأنها تدوّن قدرك المحتوم بارتطام الآخرين بك عنوة ً
مارا عليهم بنظرك المخنوق وهم يتعكزون على هواجسك
يلوكون أذرعك ويهبونك زوادةً من اذرعة الرصاص
أكتملت أصابعي العشر أصبحت هوية ..
تلك الشجرة التي اضاعها طريق الغابة
اغصانها وحيدة
أوراقها وحيدة
وبكائها وحيد
أما عن اللهفة ويدي
والمستحيل الرابض عند كاحلها
كبشا منحوتا من المعدن والزجاج الذي
يترجم الكثافة ويخون المعنى
كي لاتكسره حرفيتها
وصلة الروح تتأرجح باسمترار
...
تنام على سرير من أمل
تصحو فجأة...لتجد نفسها
ملقاة على أعتاب القيامة
و كأنه يا حبيبي أحسّ أن مواعيد حلمنا بك
قد تأجّلت
إلى غير رجعة،
و أن أمواجك البيض غادرت حدود ظمأنا
دون أن تترك أثراً يدلُّ عليك
كمْ من الرمادِ المقدسِ حملتْ
ريحُ الصحراء شالى وادي الجنة
قبل صياحِ العيارينَ
وقبل الأرزاقِ الهابطةِ من سماءش
المطرِ القدسيِّ
في الثامن عشر من تشرين الثاني
تنام امرأة على أطراف قصيدة،
و يأخذها الثلج للمجاز
فتبيض اكثر من حمامة
مجروحة خلف قفصي الصدري:
يا امرأة، من خاط لك هذا الزمان؟
من أي عطر تنتقين الكلام؟
تقولين ما لا تقول النساء
كأنك لست من أرض الفرات.
من حرير بلادي