أتذكر جيدا....تعب أمي
كانت تجلب أباريق الشاي الساخن
وثحاريب خبزها الباقي
واشياف الرقي الاحمر
الممتدعلى حائطنا العالي
حين أكون أنثى
مرغمة على الرقص
مرغمة على الضحك
مرغمة على طلاء أظافري بالأحمر
حينها فقط
قبل أن أستغرق مرة أخرى فى كتابة بعض السطور، رفعت عينى، وجدتها واقفة أمامى ترتدى تنورة زرقاء قصيرة وقميص أبيض، ترفع الكئوس الفارغة وتملأ لى كأس جديد، لم تنظر لى أى نظرة تنبىء بأنها تعرفنى أو أننا قد دار بيننا حادث ولا حديث، ثم فوجئت بالرجل الانيق الذى ظننت أنه صفعها على وجهها يسير هادئا مرتديا ملابس كتلك التى يرتديها عازفوا الأوركسترا،
أتملى في مرايا الروح
فأنسى من فرط ِ تشردي
امرأة ً .. داهمتني مرة
ثم غابت في الزحام
رأيتها تنساب مثل رائحة
و يبدو اني اخطأت خطأ فادحاً عندما ظننتُ ان للسماء عيوناً وآذان،
وأن الدنيا تحترم ملائكة الصدق المحلقين،
فالعالم الدنيوي ايضاً لا يحترم امطار مدينتي،
ولا حزن الشعراء، ولا توبة النساء،
ولا دموع العصافير المذبوحةِ بألف خنجرٍ مسموم..
هنيئاً لكم يا سادتي ولتبارككم السماء.
أتواطأ مع الريح
لنشد مدينتا إلى عالم
يحضن آلامها ويشتري لها
ثياباً جديدة..
أتواطأ مع التراب
قُبَالَةَ فَصْلٍ مَطِير
على الرَّصيف المُقابـل..
أين تَختُ أفريقيَّة الحصويّ
شرّيبٌ للمـوت..
كما سَلَّة شُغْلِ الإبْرَة
رُزق صياد طفلة سماها حضور
ابتهل وركع وشكر, فرق له الخالق
- يا عبدي سنرزقها بنصيبها.. ماذا تسميه؟
خشع الصياد
- الأمر لمن يقدر المقادير ويسير والأبراج والنجوم
وأغفر لله سوابقه بك
و أكتفي حين تتكلم
برؤية كل أحزان العالم وأفراحها
تقطع وجهك بالثانية ألف مرة
كسنونو حازم وحنون
أمشي إليكِ
أدعو لك بطول البقاء
كطائر يترقَّبُ أن يفتح باب التأويل
ويُجنِّد الريح لجني قطاف البراري
أجمع لكِ الدمع قصائد