كان يظن أن جميع الناس مثله ؛ فقراء لا يملكون
وحين عرف أنه أفقر من حبل خيمته المثقَّبة
وأكثر اسوداداً من حجارة قِدره الفارغة...
انتبه ،
فمات
كلماتي إليك..
بحرٌ يريدُ أنْ يقذفَ بنفيسِ صدفاته على شواطئك..
أمواجهُ العاتيةْ
تتحرقُ شوقاً لترتطمَ على صُلبِ أضلعك..
ورياحُ قلبي الجامحةْ
أنا ماكثَةْ..
أترقَّبُ الآنَ انهيارَ مزاعِمِكْ
تلكَ الوعودْ
إنِّي أرى الأفعالُ تُثْبِتُ قولَهم
والقولُ كانَ كما الرُّدودْ
أُرْسُمْ كمَا تشاءُ أحلامَكَ
فوقَ التُّرابِ
وعلى الرِّمالِ.
فَأَبُوكَ ما عادَ قادِراً على تأمينِ
عجينةِ القَمْحِ الَّتي سَئِمَتْ مِنْ أفواهِنا
في هذه اللحظة
يضع الموج بيوضه على شاطئ ما
وتفك الحوريات الزرق
الأسرى العالقين في المدى
وأنا خطوة غريبة بين هذه الظلال
يكفيني لمسة أطراف أصابعك
تستنفر صهيل
رعونتي
يهدر النهر فيَّ..
وأنتِ
يصفعك البحر
بما خلف الأماني
لتتساءل :
هل من رخام يشيخ
في عاليات الأوهام ..؟
أنا رأيتُهُ.. وهو يخلعُ قلبَهُ
يأخذه بكلتا يديه
ويرفعه عالياً عالياً
ليصيح:.. كأسكِ أيتها الحرية
ويدقُّهُ بأقرب نجم إليه
ياإلهي ...
مشط لي الماءَ ليُتلى الدمعُ برعوية الصمت
مشط لي أفقَ الخرابِ وراء خطى العابرين
مشط لي الساعة في ذراع ميّتٍ وأحبس في شفتيّ ناقوسَ الأيام
لأقرأ ما تُركَ لي فوق النُصبِ المصنوعةِ من الآجرِ
تلف نوافذ المساء
بالوان النبيذ الاحمر
يقترب فمي حائرا بقبلة هاربة
لرغبة جنون دون نهاية
كان عليك ان تتذوق وردتي هذه الليلة