حاروا في الأمر ، فقرروا أن يعيشوا دون عرش ..
ومازالوا يعيشون ..
لكن العروش سكنتهم جميعاً .. لم تفارق رؤوسهم ..
تغلغلت في دواخلهم .. في دمائهم .. حتى أينعت ..
ثمة مصحف أهدي إلى كفري من شفاه سوداء
ومعاول تحفر في القلب أضرحة للكافرين بلا شواهد
فصار رفيق رأسي بلا موعظة
أنا منْ يبحث عن الحمائم في صالات الدخان والضجيج
ألفّ اليأس على مغزل العمر وأحيا يالأمل
هل اقبل شفتيكِ؟
أم أحتسيكِ عسلا من كأس الزنيقه؟
وصحوتِ معاتبة, صوتك مغمس بالنعاس:
- لِمَ تأخرت يا منسي, لِمَ لم ترسل إشارة كل فجر وتركتني مع فلتي عند ميعاد الشوق عند ناصية الانتظار..
أنا بائع صور مقدسة .. صور الأنبياء والأوصياء .. إنني لا أحمل نقودا ً فذاك لأنني تسوقت بها جميعا ًمن هذه الصور..
عند ذلك سأله اللص مدقــّقا ً :
ـ وأين هي تلك الصور ؟ ..
ـ في صندوق السيارة
مارقٌ كسول أنت..
لا تقرأ كلمات هذا القلب
لا تستشعر فتنة..العتاب
أو الجلوس وحيدا
تحلم بسراب
فأرى صورتي
تصحو على صنْج صوتك
الصاعد في صحائف صلاتي
وأنت لا تبرحين
تسْطرين الغياب في أحراش شعرك
لـَحـْظـَة َ تـَجـيـئـيـن َ
وَتـَسـود ُ عـتـْمـة
وَلا تـُلامـِس ُ جـَسـَدي العاري بـَخـّات ُ مـَطـَر ْ ،
تـَغـْمـُرُنـي حـالـَة ُ نـَحـيـب ،
وَيـَهـُزُّنـي ، عـِنـْدَهـا ،
هي السفينة ..
وأنا كالسفان أرقب ُ
نجمة َ الصباح تودعُني
أودع ُ كواكب َ لا تراني
وامرأة ً تسكنُني كالجرح
أصابعُ القَدَمِ اليســرى ، تُـنَـمِّـلُ ...
جسمي واهنٌ
وعلى مَشْـتى البسيطةِ ، كان الليلُ
أطولَ حتى من مُعَلَّقةِ امرىء القيسِ
كان الليلُ ...
خلايا تغنّي
على وقع ِ حزني
فأحسبُ أني حزينٌ سعيدٌ..
فهل خابَ ظنّي؟
وصرتُ حبيساً بقلب المَصِيدةْ