سهمٌ من حنين
سهمٌ من حنينٍ يمزّقُك آنَ تلجُ ظلام البيت.
تنظرُ إلى الأشياءِ المتراكمةِ حولك بفوضى، وضوءُ الغرفةِ البعيدةِ يخيّمُ عليها، مخلّفاً ظلالاً تئنُّ بحشرجةِ الكمانِ المركونِ في زاويةِ الصالة.
تمجُّ سيكارتك بعنفٍ، فيخنقُك الدّخانُ
مضى العمر عاصفا ككذبة التمني
وما أدخرته من سنوات أحرقته الريح
آية البحر:
أن لاتبسمل لمرافيء الجسد
وأمامك من يبحر على قارب كأس
لا هروب لي سوى الهروب
إلى الأمام ...
يارب الكلام
أين الأزقة
أين الفقر
الحاجبان: الحاجبان يراقبان العينين وهما في ذروة صراعهما، ينحازُ الحاجبُ الأيسرُ للعين اليمنى فيما ينحازُ الحاجب الأيمن للعين اليسرى؛ تأكيداً على الخيانة دوماً. العينان: تجحظ العينان وتستديران في حركات سريعة. تحاول اليسرى الاستقلال بمسارها عن اليمنى التي تجرجرها، دوماً، باتجاهها. حاولتْ مراراً، احتقنتْ غضباً، استجمعت قواها، سارت في ثورة بالاتجاه الأيسر، فنجحت باستقلال مسارها حرّةً، لكنْ ... لكن، صار الوجه أحولَ العينين!!!
يا ساقِـياً صِلني بـِها لتؤآسي
صـبَّاً كئيباً في زمـانٍ خاسي
بيـضاءُ أوصفراء لا مسكوبة ٌ
في الدُنَّ أومَشروبـةٌ بالكاسِ
تُعطي السلامَ لِمَنْ يُعاقرُها فلا
لم يكن مهما بالنسبة لي أن زوجك طلّقك بسبب عدم قدرتك على الإنجاب أو لأي سبب آخر .. ما كان يهمني أن روحك كانت حزينة وجسدك ربما كان يحتاج لرجل .. كنت أريد أن أنام معكِ أو على الأقل نمارس الجنس عبر ( الكام ) أما المواساة والتعاطف الإنساني والمشاركة الوجدانية في الهموم الناجمة عن ظلم الحياة فكلها موضوعات وأدوار متاحة للجميع وفي أي وقت ويمكن أن يؤديها ويتحدث فيها أي أحد كما يريد ويكون بطلها بالطريقة التي تناسبه .. لو كان هذا فقط هو كل ما بيننا :
يا إلهي!..
أخرجني من ثقل الصمت ريشة
لأطير بجناحي ملاك..
حرر لساني
عقدة أخرستني..
سألتُها إن كانَ أحداً قد رآها- أجابَت وَجِلةً :
( لا .. لا أحد )
مع أنَّها ابتاعَت منَ الدُكَّانِ المُجاورِ عِلكاً تلوكُهُ
لتُداري بهِ اضطرابَها
وتبادلتِ التحيَّةَ مع أُناسٍ كانوا يصعَدونَ الدَرَجَ بِجانبِها .
نْسَلَخَ بِخِفَّة منْ غِطاءِ النَّوْم.
أخَذَ دفْتراً وكتَبَ بسُرْعة كيْ لا ينْسَى:
" يا جبالُ تَماسَكي، إنَّ أقْدامي قادمَة..
يا بِحَارُ تَحَمَّلي، إنَّ سُيولِي صادمَة..".
في الصَّباح فتَحَ الدَّفْترَ. لَمْ يَجدْ مَا كتَبَ.
نحن وهي
ولدنا في ليلة واحدة
وسوية ترعرعنا وغدونايافعين
هي العروس ونحن العرسان