بياض...سواد...
أبيض أسود...أبيض أسود
هكذا تدندن الأصابع ...م م م م م ... م م م ... م م
تتمدَّد الفراغات البيضاء بجانب الفراغات السوداء، تتقاطع الخطوط على الصفحة الواسعة.
أبي لاعب البوكر، الحريف الذي تشهد له الصالات وأهل الكار، لعب حتى نفض بطانة جيوب سترته وبنطاله.
صديقه اللدود الذي ربح ، لم يأبه لرجفة بطن أمي ، حيث كنت أنا أرفس بقدميّ أحاول الخروج .
جن جنون أبي فأمسك بتلابيب خصمه وقال :
- نكمل اللعب .
- أنت لا تملك شيئاً نلعب عليه؟!
بصقت فتات الخبز، ألقت كيس الطحين، صاحت مختالة:
- أنا غزة .. أنا العزة. تسترني الأرض،
تحرسني السماء،
كفي لا تتسول النقد، أمدّه لكسر القيدِ.
أصوم الدهر، لا أفتح فمي من جوع
منذ أن استسلمنا للمجيء الراحل في عزلته، وهو يوقد بعدا خلناه قد تبدد بقدومها المباغت، ونحن في لهج خافت وانصياع لاهث في تطلع ما شاب هذا الحضور للمرأة التي بدأت تواري جسدها فيض الأوشحة والأنسجة الطويلة المنسحبة وراءها في تأرجح ترتعش له حواف الزوايا وانكسارات الجدران في ميلانها الهندسي المستريح على بعضه. نستشف منه رواحها وانتقالاتها المفاجئة من ركن إلى آخر ومن غرفة مأهولة إلى أخرى، تتصبب في مجد الفراغ وامتلاء أجوائه بعبث دهر في منازلات الترقيم والتجديف.
ايها الخال
لم يبق صفاء
واقبل الخريف
وحط على المروج
والديوك لا تصيح صباحاً
في حضرة البحرالبحر..ذلك العملاق الأزرق..يحتويني دون أن يستأذننى فأستسلم له غير عابئة بفشلى القديم فى تعلم العوم..خطواتي إليه تحملنى على أجنحتها لألقي بنفسى على شاطئه الرملي..أجلس فوق ابتلاله ..أتأمل حركته الثائرة فلا أعرف إن كانت داخلي أم أنا التى تنبض داخلها..صمته ينادينى يهتف بي يشدني إليه ..(لا أعرف العوم)..لا يسمع صيحاتي ..يستمر فى اجتذابي..أقف..أخطو إليه..غير معقول..إننى أسير فوقه..قدماي تستقران فوق الماء بينما يتحرك كل شيء تحتهما..أرى الموج يمر يعانق باطن قدميّ لثوان ثم يذهب إلى الشاطيء
خاص ألف
إبَرٌ من أغصانِ صنوبرةٍ كانت تفرِشُ أرضَ الممشــى ،
والـمَمشــى كان رفيقاً يصعدُ نحوَ الدارةِ
حيثُ يبيتُ أرِقّاءٌ من بُلدانٍ شَـتّى ، لَيلتَهُم ، منتظِرينَ النخّاسَ الســوريَّ .
النخّاسُ السوريُّ
لحظة أن هـَوَى الهوى
===============
رُغم فجيعتها بخيانتهِ لها مع عشيقتهِ على تـَختِها المُقدّس، بَددت كل تضرّعاتها المشبوبة ولم تتمكن من ثـنـْي عزمه الصارم على القطيعة الأبدية. وفي لحظة قنوط هستيرية، قذفت بجسدها المخذول دون تردد من شرفة الطابـــق الثامن. وجاء القدر متحيناً الفرصة للانقضاض في تلك اللحظة المدونة منذ الأزل في سِفر افتراقهما
في حضيض الوقت وانهدام التجلّي
لا نملك غيرَ أرصفةٍ متراميةٍ، وهذيانٍ يصفُنا بالمعتوهين...!
ماسحاتُ الضوءِ تجوبُ الأنفس
وتجوبُ أروقةَ التيهِ/ زوّادةُ مَن تيمّمَ بالوقت/
والوقت يرحلُ - عادةً - قبلَ وصولهِ الآسن...
لا أحب سرد أجزاء من حياتي .. أهمل كل قصص السير الشخصية , أضع الروايات ومذكرات الكبار في رف مكتبتي الأسفل بعضهم قال عندما تكتب من تعرف فأنت تقتله , لن أقتلك , كتبتك كي احتفظ بالرائحة التي أحببتها فيَّ .
كتبتك لآخر مرة .
حمل ثقيل , غصة قلب , وضباب دمع , مرارة سؤال .... : كيف أصبحت دون أن ادري أمي ؟