نقاء الابتسامة غائب
يحضر الفل كثيفا دون رائحته
والمدعو أخي
يلاسن تسبيحته
يرتل الوباء العلائقي
وعر وجهك ، كتضاريس الأرق
وشوط ليلي طويل ، كسجن المنفى
احلم بك وطنا في جواز مقدس
لا كرقيم ضرير..
على شباك هيئة الامم
من بكائي يضطرب البحر
والجبال تردد أصداء صوتي
بريئة كالندى
عطرة كالنعناع
لكن .. لا عزاء لقلبي المحترق
يرتجف قلبي في كل مساء
في كل رنة تنطلق من الهاتف
يتلوى طربا وحزنا في كل حديث
احس في كل ليلة انى لا اعرفك
طوال ثلاث اعوام كاملة ...
انحرف عن طريقه إلي ناحية عم كامل مشعل الذكريات الذي لا يزال علي حالته بطاقيته البيضاء، والجلباب الرمادي، والبالطو الأسود الطويل، ووجهه النحيف المبتسم دائما، وسيجارته المشتعلة دائما، اندفع نحو الرجل، اندس وسط الأطفال، عينه علي ورق البخت، تكاد نظراتها تخترقه، رأى ورق البخت موضوعا في مكانه، كذلك الترمس، الدوم، البالونات، كل شيء علي نفس حالته التي كان عليها، حتي صراخ الأطفال حوله، عشوائيتهم، ضحكاتهم، جريهم وسقوطهم علي الأرض، رأى كل شيء كما هو مثل عم كامل لم يتغير، كأنه هو الوحيد الذي
قطاراتُ سدني
تركضُ من الفجرِ إلى الفجر
تركضُ مرّةً إلى البحر
ومرّةً إلى الملاهي
ومرّاتٍ إلى الموت.
قرابين
أذكر جيدا قصة حبي الأول: كيف تخليت عن نفسي للحلول في الحبيبة، وكيف قدمت نفسي قربانا للحبيبة، وكيف صارت الحبيبة مع توالي الأيام ترى القربان واجبا يوميا عليَّ تقديمُه.
أتذكر جيدا قصة حبي الأول لأن فشلها عجل بدخولي عالم الدين الذي انتشلني من الانتحار والإدمان والاكتئاب والانهيار الشامل..
نسمة هواء عديمة
الحياء وباردة
وحين كانت تراقص
اوراق الورد
لم تخجل .
الرّيح التي أوقعتْ بالسؤال
لم تكن سليلةَ الحطّابِ سيءِ السمعة
لم تكن مومسا بكرا
تُزايد على ثديها الخؤون
و تبيع صكوك العطش ..
كنت طفلاً عندما وجدت نفسي بين أحياء دمشق القديمة ، كان ثمة هدوء خاص ورائحة تمتلكها -دون معاناة- ، ما تزال في ذاكرتي ، أشعر بذلك الانتقال المفاجئ من الصخب الذي يعوم عند جسر فيكتوريا والمرجة ، إلى أحياء ساروجة حيث يغرق الهدوء والصمت بين جدرانها وتعبق الرطوبة الممتعة في ظل الظهيرة ، كان انقلابا طقسيا بين مكان وآخر ، كان لها – أي دمشق – روح خاصة . مرة أخرى وجدت نفسي في دمشق عندما أصبحت شابا لكن في مكان آخر ، وظلت عندي تلك الحاسة الخاصة المشوبة بالدهشة تجاه دمشق . أسكن في غرفة