من أى يم فى جحيم الروح تنفلت الحكايا
يبتدى رقص الكلام المر
تسحقنا المسافة
فى اكتمال الموت والأبد الخئون،
من أى خارطة يلملم شلونا نرد البداية
رَمْلٌ يَطِيرُ عَلَى غُبَارٍ نَحْوَ فَاهِ الصَّمْتِ: صَهْ.. هذَا المَسَاءْ
لَا تُخْرِجِ الْآنَ الشَّوَارِعَ مِنْ عَبَاءَتِهَا إِلَى
مَاضِي الرُّجُولَةِ.. مَوْسِمٌ
لِغُثَاءِ سَيْلٍ حَطَّهُ
نَهْرُ الْخَرِيفِ عَلَى مَعَارِجِنَا، وَإِنَّا مِنْ عَلٍ
حين تصبح السماء بلوراً
يتساقط البرد على أزرق القلب
وأسفل القدم
ينهب أوردة الدم
ينهب منها لون البرتقال
خاص ألف
الذي انتظركِ على رصيف القلب
ونامَ مثل خطىًً متكسرة ..
مات .
***
عصريتي اليوم انفتحت على السير في طول وعرض زقاق ممدود فوق مائة قدم . هو ليس بزقاق كما يحدث في بغداد العباسية . لكي اكون اميناً ، سأقول ان المسألة لا كبير صلة لها بشكل الزقاق . أظنه أقرب الى درج ينزل من أعلى الشارع وتنام على جنبيه عشر عائلات من فصيلة تحت خط الفقر بسبع درجات . المرأى يشبه صفاً من سراديب نجفية تحرس كومات عظام . في أول السلّم ، ثمة مكب نفايات . زبل الفقراء أصفر ومروّع ، لذا ليس بمستطاعك ان ترى قطة تتلمظ او كائنات بشرية تبحث عن فكرة اعادة خلق الفوائض . ليس مهماً ان يكون
فارغة هي من كل مايشغلها..لا تعرف كيف اتسع الفراغ داخلها إلى هذا الحد..تحاول أن تتجول في أنحائها لتخرج بفكرة أو صورة باهتة لذكرى فلا تجد..هل توقف عقلها؟؟لم تعهده هكذا من قبل وهو الذى لايكف عن النبض..نعم النبض.. لايكف عن العمل ولا يمل من مد يديه فى أحشاء الماضي و إلى عيون الحاضر و بين صفحات المستقبل البيضاء..يرتحل من هنا إلى هناك في طرفة عين ثم يعود أدراجه محملاً بما تمليه عليه حالته المزاجية..ولهذا فقد أعفى القلب من مهامه ويقوم بضخ المداد إلى أجزائها المرئية واللا مرئية.. اليوم هو
شوقاً إلى المجهول يهرب من خواء الروح فيمن حوله ومن الزحام
الشوق في عينيه يلفحه ويدفعه لأن ينأى وينأى عن بيوت
تكسو حوائطَها خرائطُ من خيوطِ العنكبوت
متسلحاً بالشوقِ للإبحار يرحلُ حيث يبحر في متاهات الظلام
السندباد يظل يطمع أن يعي لغةَ العجائبِ والغرائب في البعيد
عبثاً .. جميع محاولاته في استحضار روح النعاس لن تجدي فهو يعرف سبب ذلك الأرق السمج المتطفل عليه منذ ساعتين وأكثر .. نهض من سريره لا حول ولا قوة وسار حوالي خطوة كاملة إلى الباب حيث الحقيبة .. حملها إلى السرير مجدداً .. وأخذ يتفقد محتوياتها ليتأكد لمرة ثالثة أن كل ما قد يلزمه غداً متوفر بداخلها .. وأن بإمكانه بثقة تامة أن يقسم على ذلك .. " بالتأكيد سيكون يوم غد حافلاً بالإثارة " (محدثاً نفسه) وهو يتجه إلى معطفه المعلق على مسمار يناهز الأربعين عاماً في الحائط .سحب المنديل من جيبه الداخلي .. فتحه باحترام
ــ ” هل من مزيد ... ؟ “
ــ ” ..... “
و ركض النادل يلبي الطلب ، و انبطح آخر شعاع صريعا وسط الأهداب المنتوفة ، و انحجبت الشمس و انطوت الجدران الصلدة المغلقة من دون نوافذ على أنوار المصابيح المغبرة و دخان السجائر الرخيصة و رائحة العرق و الكحول و القيء الممزوجة برائحة السمك المقلي و بودر المومسات ...
سأفترضُ الحياةَ
وأَعني :
الحياةَ التي هنا
وربتما :
الحياة التي هي هناكَ