من هنا... من على كتف الليل
ألامس أغصان الحلم
المُتدلية
برغبات يبللها قطرُ...
المدى
سيدتي هاتي معطفي
وعلبة تبغي والثقاب
صباح الريح هذا يغريني
أن أتشرد وأبحث عن أحلامي
أحلام كانت بيضاء
الشك
معضلة لبست شكي
ومن رحم التاريخ ولدت،
دربي مشاعل الفجر...
ذلك الفجر الذي
معاً عثرنا عليها
معاً فقدناها دون أن ننظر فيها..!!
غدونا بوابةً لعبورِ
ما تبقّى من ذاتنا،
الظلّ
حالما تعرّتْ على شواطئ قلبي
تلعثمَ المد والجزر في باطني
فاستعدت
بهاء
المعرفة.
لتشتعل أسراري بفضة الريح...
مدجج أنا بمذاق عينيك
و بلح تشردي فيك....
ليهجم علي سراج شهوة الملح ،،
أفراس غفوتي تنتشر على كفيك....
هكذا تقولُ النسوةُ القروياتُ
عن نسلهنَّ الباذخِ
بالفحولةِ والخصوبةِ
والأَملِ والفراسةِ
والقلقِ والنشيجِ
قريبا من البحر، عاش إعرابي حياة رتيبة هادئة، يصطاد ويزرع من حوله الأرض، هانئا لا يؤرق حاضره شيء. حتى رأى ذات يوم غريبا يرسو عند نهايات الموج، يجوس المكان بثقة كأنما يعرفه منذ أمد، يطيل من حوله التفرس دون أن يسأل عن شيء، ثم يتقدم من شجرة سامقة قرب باب العربي، يستل سكينا ويشرع بنزع اللحاء ، ثم يحفر عميقا على الجذع العريض رموزا وحروفا غريبة الشكل، حين ينتهي، يعيد مديته إلى مكانها، ويعود كما جاء إلى البحر. يتسمر العربي متوجسا من غريب جريء الخطى، جاء فقط ليعود أدراجه مخلفا ذاك الأثر.
إنها أحواض مياه, محطات لغراب
لحمام, لدوري, لسنونو, لحجل
إنها هوائيات, صحون فضائية
عشوائية تبدو من الأساطيح
إنها تقلبات الغيم والطقس
كنتُ
أظنُ أني قد أضعتُكَ
كما يضيعُ الحلمُ
بين استفاقةِ جفنين
أو كما تضيعُ الذكرى