سأكونُ عند ودادٍ الحوراءِ في أيلولَ ،
آنَ الخمرةُ البيضاءُ
والقنَواتُ ...
في برلين،
سوف أكونُ مرتبكاً:
ودادُ حبيبتي الأولى
الصبيّةُ في زمانِ الوردِ ...
كدتُ أُجَنُّ مَلْسوعاً، أقولُ: ودادُ بغدادُ!
المقاهي لن تُغَلِّقَ، لحظةً، أبوابَها، في الصيفِ .
أحسّ أنه يمتلك زمام أموره عندما خرج للقاء الجمهور للمرة الثانية في الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم، مرتاحاً ونظيفاً، وهو يرتدي بنطالاً من الكتّان الخشن، وقميصاً مزّهراً، وكانت الحبوب المضادة للألم قد ساعدته في إضفاء شيء من السكينة على روحه. غير أن التآكل الذي كان الموت يحدثه فيه أكثر خبثاً مما كان يظن، لأنه ما أن صعد إلى المنصة، حتى اعتراه شعور غريب بالازدراء
* قد ولدتُ في الوقت المناسب
أنا ، في الإجمال
ولدتُ في الوقت المناسب
في عصرٍ مباركٍ بين العصور.
غير أن الرب العظيم لم يدَع روحي
كي تعيش على هذه الأرض
دون خديعة.
ولهذا بيتي مظلم
ولهذا كل صِحابي
لغز العدو
تجده في المرآة. هل الذي
في الخلف خيال أم أنه أنت؟.
شاهد ما
تريد أن ترى، ما توقعت
أن يعيش بين الذئاب،
العويل الطويل للسهوب السيبيرية
لا تزال ترن في أذنيك.
مع أن حياتي تتقدم
خطوة زاحفة في كل مرة،
أنا أمشي في هذه المساحة بالمقلوب
رأسي للأسفل و ووجهي نحو الخلف-
و هذا هو الشيء الوحيد الذي له معنى عندي.
نحلةٌ من النحاس الساخن
تصعقُهُ على الضفة الأخرى
يختلطُ الدمُ بالماء
كان له الوقت ليرى
ليشرب من هذه الساقية
الوقت ليحمل إلى فمه
ورقتين مشبعتين بالشمس
الوقت ليبلغ الضفة الأخرى
الوقت ليضحك من القتلة
الوقت ليركض نحو المرأة
كان له الوقت كي يحيا
سوزان المجنونة تهذي وتغني
عن عربات- عن مذبحة- عن
سجن لطيور الحب وسجن للأطفال-
حقول ذئاب وحقول دخان-
عن ثلج وبقايا إنسان- وبقايا مدن
وبقايا مزروعات.
عشنا ورأينا الدنيا في القرن الثامن
عصر خيول الجمهورية-
عصر المارلبورو
أنت أمير هذا الحزن ونحن الأسرى
حينما أكون بقربك.
أحبك
ليس لما فعلتِه بنفسك
بل لما تفعلينه بي.
أحبك
للجانب الذي أبرزتِه مني
أحبك
لوضع يدك بقلبي المكدّس
مارّة بكل الحمقات،
والأشياء الضعيفة
التي لا يمكنك إنقاذها
على القصيدَةِ أنْ تكونَ محسوسة و بكْماءَ
كفاكهةٍ مُدوّرَة.
.
خرساءَ
كميداليّةٍ قديمَةٍ يتحسّسُها الإبهامُ.
.
صامِتة كحجارَةٍ متآكِلَةٍ
حيثُ تنمو طحالِبُ على أطرافِها الباليَةِ.
.
القصيدَةُ ينبغي ألاّ تَنطِقَ بكلامٍ
كتحليقِ طُيورٍ.
.
القصيدَةُ ينبَغي ألاّ تشعُرَ بوطأةِ الزّمَنِ
كصُعودٍ إلى القَمَرٍ.
وكان ذلك الزبون أكثر خوفا مني. كنت أستوعب عدوانية النادل كلما طلبت "طعاما بلا لحوم". و تعليقهم الأولي كان "هل أنت مريض؟"، وكنت أعتذر بقولي:"أبدا، لكن لا أتناول اللحوم". وبعد ذلك يسألون :"ما رأيك بالدجاج؟". وألح بالرفض مرعوبا من الإصرار:"ولا آكل الدجاج أيضا". يقول:"حسنا سأحضر بعض السمك إذا". هذا ما يقوله النادل المرهق، قبل أن ييأس مني حين أنوه له إن السمك لحوم كذلك. ولحسن الحظ لم يكن الطعام البحري شائعا في المطاعم التي كنت أرتادها في تلك الأيام.
دراسة أشكال و أساليب ما بعد السرد يرافقها بالضرورة اهتمامات ثابتة لمشاكل متكررة- منها الخطوط التي يرسمها الوعي الذاتي للنصوص نفسها بحيث تتوازى فيها أفعال الكتابة و القراءة، و منها أيضا إشكالية القارئ التي تأتي لاحقا ( و ترتسم خارج النص)، و منها موضوعة الحرية التي يحتاج إليها القارئ. و لدينا مشكلة أخرى، لا تغيب عن الذهن لا سابقا و لا لاحقا، و هي الفرق بين ما ندعوه محاكاة الآلية و محاكاة المنتوج.