قالت هيلين لعلي ولعامل الصيانة:" لا أعلم لماذا يجب أن يذكر كل هذه التفاصيل".
" هذا أسلوبه فحسب يا أمي. تعلمين ذلك".
قال مو:" حسنا يا سيدي. كلنا هنا على خير ما يرام". وعلق سماعة الهاتف وأخذ رشفة من الإسبريسو. وقال:" عليك يا علي - جون أن تتعلم إنه ليس من المفيد أن تخاف حينما تشعر بالضغط النفسي، ولا سيما حين نكون جميعا على أتم ما يرام. هل تريد مني أن أحضر لك بعض القهوة؟
للمرَّة الألف أرجوكِ لا تذهبي
للمرَّة الألف آخذكِ بيديَّ
و أركض في حقول الألغام
في حقول الدم
في حقول الحنطة
أنا أرثي حال النجوم
التي تشع منذ هذا القدر الكبير من السنين
هذا القدر من السنين ...
أنا أرثي حال النجوم.
أليس هناك أيّ تعب
وجاء السؤال السخيف من جديد، السؤال الذي كانت تطارده. لقد عاد. تساءلت ماذا سيناديها في تلك الليلة، مع أنها تعلم أن أي كلمة يختارها من مفردات هذا العالم لن يكون لها أثر مختلف. هذا لن يبدل من حركة خطواتها في النهار، وحتى لن يبدل من حركة خطواتها في الليل.
و هما يغذان الخطوات، وضع الصبي يده في فمه أيضا، اليد التي للتو كانت تقبض عليها.
في تلك الليلة، بلغت لي واحدا وعشرين عاما. وبلغ تومير تسعة عشر عاما. أما الصبي فقد بلغ عامه الثالث عشر.
أعترف صراحة ودونما خجل بأن لا وجود لفقرة لدى شاتوبريان أو أنشودة للامارتين - هناك مقاطع تبدو أحيانا كما لو كانت صوتاً تفكيرياً وأغنيات تبدو أحيانا كثيرة أيضا كأنها قيلت لأجلي - يمكن أن تخلب لبي وتسمو بي على نحو ما يفعل مقطع من نثر Vieiraأو هذا النشيد أو ذاك لبعض كلاسيكيينا القلائل ممن ساروا على نهج هوراس بالفعل.
متحرراً أقرأ. ناشدا الموضوعية التامة، لقد تخليت عن أن أكون أنانيا. تبددت،
مد يديه، الراحتان نحو الأعلى وقال:" حسنا. لم أصرخ بك ولا مرة، ولم أنتقدك، ولم أطلب أن أعرف شيئا. كما قلت من قبل، كل ما أطلبه ببساطة أن تمنحني ثقتك. أن تفكر بي كصديق". ومد يده إلى جيبه وأخرج لوح شوكولاتة، ومررها من فوق المنضدة وقال:" خذ. الآن لديك لقمة تأكلها. أليس كذلك؟".
قلت له وأنا أفك غطاء الشوكولاتة وأقطع لقمة منها:" شكرا. لقد مر علي هنا وقت طويل".
ثلاث أو أربع ساعات؟".
" على الأقل".
مساءً جاء الرجال متعبين من المرعى
مساءً جاء النساء متعبات من الحقول
للرجال قلوب موشكة على السقوط
وللنساء عيون موشكة على البكاء
في المساء جاؤوا ورقصوا حتى الصباح
لا أملك أي نوع من المشاعر السياسية أو الاجتماعية إلا أنني أملك،. بمعنى من المعاني، شعوراً وطنياً عالياً جداً.، أما وطني فهو اللغة البرتغالية. ولن يحزنني بأن تجتاح البرتغال أو تحتل طالما لم يصبني الأذى شخصياً. لكنني أشعر بكراهية حقيقية، هي الكراهية الوحيدة التي أستشعرها، إزاء، لا من يكتب البرتغالية سيئاً، ولا من يجهل النحو، ولا من يكتب وفق قواعد إملائية مبسطة. وانما نحو الصفحة المكتوبة بشكل سيئ، كما لو كان شعوراً بالكراهية نحو شخص بعينه.
ذلك أنَّ السيوف وضعت في المتاحف
و الأحصنة أصبحت للسباق
و البصاق تجمَّد في الفم
أمَّا الفرسان الثلاثة فماتوا
و تركوا حصان الشعب في الحلبة
لا أساوى شيئاً
ولن أكون ابداً لا شيء .
لا أستطيع أن أرغب في أن أكون لا شيء
عدا هذا ، أملك كل أحلام العالم في دخيلتي ..
نوافذ غرفتي،