يمتد المرج تحت ضوء الشمس بشكل كامل ولكن عند الحافة حيث كنت اتمشى فإن شجيرات العليق المرتفعة صنعت رزمة من ظلال. الأرهاق الرقيق بدأ يدبّ الى ساقيّ. وعندما ذهبت بعيدا بعض الشيء. اكتشفت على جهة اليسار فتحة ضيقة, كانت بمثابة ممر وسط الأجمة, وفي العتمة الخضراء رأيت طريقا من القواقع وفي الخلفية كانت قمم لأشجار هائلة الضخامة.لكن الممر كان مغلقا باكاليل من الزهور المتشابكة.وقفت هناك اغتسلت عينيّ بالشفق الحاني وكنت سعيدا باللون الناعم المتدرج.
يضمّ الكتاب قصائد حسّية مكتوبة على نمط أشعار سافو الشهيرة، وتقول المقدّمة إن هذه الأشعار وُجدت على جدران أحد القبور في قبرص، كتبتها امرأة يونانية قديمة تدعى بيليتيس، إحدى الغواني اللواتي عاصرن سافو، واستهلّ لويس الكتاب بفصل صغير عن حياتها. وقد استطاع الكتاب بعد نشره أنذاك تضليل حتى الخبراء الأكثر براعة في المخطوطات التاريخية. لقد زعم لويس أن هذا الكتاب هو الوعاء الذي صبّت فيه هذه الشاعرة أفكارها وأحاسيسها العاطفية
اليوم ، في هذا الجناح الجميل في فندق البريستول، وبرج إيفل الذي يتلألأ أضواء لخمس دقائق كلما دقت الساعة معلنة مرور 60 دقيقة، وزجاجة نبيذ فارغة إلى جانبي وسجائري التي تفنى بسرعة، والناس يحيونني كما لو أن شيئاً شديد الخطورة لم يحدث، أتساءل : هل بدأ الأمر برمته لحظة خروجنا من السينما؟ أكان يجدر بي أن أدعها تنطلق سعياً وراء تلك القصة المغربلة أو كان يجدر بي أن أستبد وأطلب إليها أن تغض الطرف عن الفكرة بكاملها لأنها زوجتي وأريدها معي، وأحتاج إلى دعمها؟
كان للناس في البلدة آراء متباينة عن مينغ سو. بعضهم قال إنه ولد مدجنا و لا يمانع أن تنام زوجته مع أي شخص ما دامت تأتي له بالنقود. و بعضهم اعتقد أنه حسن التهذيب و قد استمر مع زوجته لأجل مصلحة أبنائه، و نسوا أن أولاده الثلاث كبروا من فترة و هم يعملون الآن في المدن الكبيرة بعيدا عن مسقط رأسهم. و البعض اعتقد أنه لم يترك زوجته لأنه لا يملك خيارا - لأنه لا توجد امرأة تقبل الزواج بمسخ مثله. و يبدو أن الجدة لسبب آو آخر، تحترم مينغ. و أخبرتني أن مو ينغ تعرضت للاغتصاب
أما زلت تحتفظين ببارودة جدِّي القديمة
بين بيت المؤونة وزريبة الحيوانات؟
أما زلت تسرِّحين شعرك بأصابعك النحيلة
و تخبزين لإخوتي فطائر الحكمة؟
أنا هنا يا أمِّي
هذا جنون ! إن المرأة التي أعيش معها منذ سنين طوال - سنين تبدو أبدية في مفهوم العلاقات - تصنع قرارات بشأن حياتي وتجبرني على ترك عملي، متوقعة مني المشي مجتازاً بلداً بأكملها ! إنه لجنون عارم إلى درجة أني أقرر أخذه على محمل الجد .
أشرب حتى الثمالة ليالي عديدة هارباً ، وهي إلى جانبي تشاطرني القدر نفسه من السكر، مع أنها تكره الشرب . أمسي عدائياً . وأقول لها إنها تغار من استقلاليتي، .
يحكي الأميركي هنري ميللر (1891- 1980) في روايته «أيام هادئة في كليشي»، (ترجمة خالد الجبيلي، الجمل، بيروت2012)، حكاية كاتبين أميركيين عاشا معاً في باريس في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، يصور بعضاً مما تخلل تلك المدة من مغامرات استثنائية غريبة قاما بها، وذلك من خلال توصيف الظروف العامة للمدينة التي كانت تضج بالجديد والمختلف
وطبعا بعض الناس لا ينتمون لأية فئة. خذوني أنا على سبيل المثال. في أعوامي الثلاثين التي اتسمت بالغرابة لم تقع عيني على شبح، و لا في أية مناسبة حدست بشيء أو تنبأت به في أحلامي. و لكن توجد مرة واحدة، كنت فيها في المصعد مع صديقين أقسما لي أنهما شاهدا شبحا معنا في المصعد، أنا شخصيا لم أشاهد شيئا. و زعما أنه توجد امرأة بثياب رمادية تقف بجواري، و لكن لم تكن معنا أية امرأة. على الأقل حسب علمي. كان ثلاثتنا في المصعد و حسب. لا مجال للفكاهة و اللهو هنا.
يرمي كارامارو إلى القول إن الفن وسيلة لتجميل الحياة. وإن الحكاية درب للوصول إلى الحبيبة. والتصوف ديدن الشخصية للتسامي على الذات والرغبات والغرائز، والحظوة مع مصدر العشق برفقة تدفع كل طرف إلى أن يسكن الآخر في حله وترحاله. يكون الليل ستار العاشق المتصوف الذي يشعر أنه يحتفل فيه كل ليلة باللقاء، ويقيم عرسه الليلي السري المختلف عن الأعراس التقليدية، إذ يكون التلاقي الروحي في حفلة الخرافة والتخيل سمة بارزة.
ترك ذلك ندوباً على جسدي، وفي روحي؛ عنى ذلك أن أؤذي بعض الناس، مع أنني التمست صفحهم مذاك، حينما أدركت أنني عاجز عن فعل أي أمرعلى الإطلاق باستثناء إرغام شخص آخر أن يكون تابعاً لي، في جنوني، في اشتهائي التواق للحياة . وما أنا بآسف على الأوقات الأليمة؛ أحمل ندوبي وكأني بها ميداليات. أعرف أن ثمن الحرية باهظ، أسوة بثمن العبودية؛ الفرق الوحيد بينهما أنك في الحالة الأولى تسدد الثمن بلذة، بابتسامة، حتى عندما توشحها الدموع