ترتدي الجدة سروالا حزينا و صدارا نظيفا حينما تعبر النهر. لها من العمر ثمانية و ثلاثون عاما، و هي بالعادة تتجنب أن تبلل تنورتها.
على امتداد الحافة تتدرج الرمال من حصى خشن و حتى حبيبات سوداء رقيقة بينها الذهب ، و هو ما تسعى إليه الجدة.
موريس فارحي كاتب تركي بريطاني كانت الهدية التي أهدتنا إياها صوفي، أنا وسليم، الجنة التي اصطحبتنا إليها مرات كثيرة. ولم أكد أنا، موسى، قد بلغت السابعة من عمري بعد، وكان سليم يكبرني بسنة واحدة أو أكثر قليلاً. كانت الجنة هي حمّام النسوان، أو الحمّام التركي، في أنقرة.
ولد جورج تراكل في اليوم الثاني من شهر شباط عام 1887 في مدينة سالسبورغ ( Salzburg ) ومات منتحرا ، بعد أن تناول كمية كبيرة من الكوكايين على أثر انهيار عصبي نتيجة المعايشة اليومية لبشاعة الحرب العالمية الأولى أثناء الخدمة العسكرية، كصيدلي، بين الليلة الثالثة والرابعة من شهر تشرين الثاني من عام 1914 في كراكاو في مستشفى ( Garnison ) للأمراض العقلية.
(1)
أمينةٌ ببهائها، الأكثر دهشةً من البحر..
(2)
أمينةٌ بغنجها، المرأةُ التي ليلها أرخبيلاتٌ وولهٌ، تترك نجمومها، على جفوني، وترحل..
(3)
أمينةٌ بخَفَرِها، وهي تطشُّ الوردَ والموسيقى، على شرفات حياتي.. وفي الخفقاتِ التي تتركينها وراءَك، تمشي أيائلُ أيامي، سكرى بحفيفِ ظلالكِ، مختلساً محابري من عينيك السارحتين كالبحر. وأحلمُ بالبحر يسرِّحُ - بين أصابعي - تأوهاتِهِ. وأقصدُ: لجينكِ. وأقصدُ: فيوضات جسدكِ أمام مراياي. وأقصدُ: ما من خمرةٍ تتعتعني أكثر من أنفاسكِ. وأقصدُ: هذه الرمال/ كلما خلعتْ موجةً/ ألبسها البحرُ موجةً اخرى... / هكذا أنا متلبِّسٌ بكِ../ وأقصدُ:
خاص ألف
(هذه هي الأسئلة، وحواشيها شعرا ونثرا،
لا فرق بين خصيةٍ وخصية، إلا بالانتفاخ)
الآن أسأل الجميعَ ممن لا يفرقون بين إصبع وإصبع ونكبة وأخرى
وامرأةٍ وامرأة.
هم يولدون، وقد ولدوا على ضفاف العجز والبكاء،
لهم أظلاف مدببة، قبيل أنْ يخرجوا يرفسون الأرحامَ
فتتفصّد كهوفُ القابلات، بعدها تصير الأماكنُ عاقرةً.
عانة 1 – 3
أحب هذا العشبَ
هذي الشقرة .. المخمل إذ أفرقه خيطا فخيطا
و أشمُ البن فيه
أولَ العنقود
و القنب منقوعا ، و ورد اللحم ، فيه
عندما أسند رأسي بين ساقيك
يكون العشب لي مستند الكون ،
لطيف هلمَت، شاعرٌ يُمسِكُ بأذن جنيّة الشعر، يقودها إلى مخدعهِ الشعري راضية مرضيّة؛ ليطفىء فيها رغبات وجدانية غير متناهية، وليفجّر في الجوانح سيمفونيات شعرية رائعة، محرِّضاً عَنادِلَ الشِّعر على اقتحام مخدعهِ، وتحويله إلى "أوركسترا"!. القصائد هذه، جزء من سلسلة قصائد أخرى كثيرة، تشكل مجموعة شعرية للشاعر، باللغة العربية، آمل أن تصدر قريباً، وتحت عنوان "قصائد تمطِرُ عِشقاً
إلى العليين(*)الرماحي،والدميني.تلك الفجيعة،.. وما تلاها! وضعوا الشاعر..في زنزانةْحرقوا..ديوانَهْفنمت للأحرفِ أجنحة
خاص ألف
أنا الذي أبديتُ من الصبر
ما يجعلني ملكاً للعزلةِ
وخادماً للصداقة
أعلن عن مللي
وقد قطعتُ إليكِ ألوفَ الأميال
ولم يبق سوى بضع خطىً
تاركاً هذه المسافة القصيرة
لكِ أنتِ
فاقطعيها إذا شئتِ
بآلاف الأعوام
أوكتافيا ، لا تدخلُ من شُـبّـاكٍ ...
أوكتافيا تقتحمُ السـلّـمَ ، وثْـباً ، حتى بابِ الشـقّـةِ
تقذفُ نحو الكرســيّ حقيبتَـها اليدويةَ
ثم تُــؤرجِـحُ ســاقَـيها
عابـثـةً بهواءِ الأوراقِ وما خَـلّـفَـهُ مطرُ الليلِ على الأحداقِ ؛
أقولُ لها :
" أوكتافيــا!انتظِــــــري!"
لكنّ لأوكتافيا شــأناً آخــــرَ...