هكذا تذكر المشهد لاحقا، حينما انتهت أحداث تلك الليلة. رغب لو يبكي على كتف طاقم الإسعاف ويقول، الفضول والرغبة الطفيفة هما اللذان قادا خطواتي، مع نوع من المكابرة الطفولية، وقناعتي أنها موجودة هناك من أجلي على طبق من ذهب، هل تفهمون ما أقول؟. وقال: كنت أنوي أن أطلب منها أن تتحلى بأخلاق الفرنسيات. ربما هي ليست مستعدة لذلك، ولكن لم أعتقد أنها ستتداعى بهذه الطريقة وتنهار..
من الصحيح القول إن التربية التي يكتسبها الفرد في مجتمعه من خلال أسرته هي تربية تكفيه ليكون صاحب وعي وقدرة على توجيه نفسه في المجتمع الذي يتلون بكافة السلوكيات، ويليها نضوجه ووعيه في آن واحد مع تقدمه في السن إلى أن يصبح شخصاً مسؤولاً عن تصرفاتهِ وعن سلوكه اليومي وأخلاقياته؛ لكن إن رجعنا إلى العوامل التي تحيط بالشخص واختلاطه مع أشخاص لهم تجارب عدّة منها السيئة وغيرها،
ضحكتك
تلك التي كنت
تطلقينها في السهرات
حين يكون مزاجك رائقا
بعد ليال طويلة من الكآبة
تأتي كوحي لأمة
ضلّت وضلّت
حد فقدان اليقين
نستطيع القول، إن تاريخ حلب، كما كل المدن السورية، يحتاج روايات كثيرة أخرى، وما محاولة خالد خليفة، إلّا تأسيس رواية مالكة لأدوات العمل الروائي بعيداً عن مفهوم الرواية التاريخية والأمانة للتاريخ، فالرواية تنتمي لنفسها أولاً كنص أدبي متميز، وهذا ما يميز العمل. ربما يمكننا هنا طرح سؤال:
لا يحب ميسليفيسكي شيئا أكثر من المنشرة غير بيته. وكان فخورا به لأنه واسع و جديد أيضا، مع أنه استغرق في بنائه عددا من السنوات. فهو مكون من طابقين، و في الحقيقة، إذا تناسيت السلم الذي يقود للقبو، يمكن أن تقول إنه مثالي. كل شيء مطلي و مثبت بمكانه. ليس كل البشر يمتلكون بيوتهم. القليل من الناس يمتلكون البيت الذي يقطنون فيه. ولذلك كثيرون يحسدونه على ملكية هذا البيت، بيته الخاص. وهو يعلم أنهم يغارون منه - وهو يعجبه ذلك. و كان يقول لماريا:"عليهم أن يجدوا و بجتهدوا ليمتلكوا مثله
بدت قصائد جاك بريفير التي جمعها في "كلمات" عام 1945 كما لو أنها أعيدت إلى الشارع، حيث وُلدت، ولعدة سنوات سيتم تداولها وتلاوتها بين الأصدقاء والمطلعين. وعكَس الغلاف الأصلي لهذه المجموعة الأولى مصدرها أكثر من وجهتها، صورة غرافيتيّ حضري التقطها براساي، مغطاة بالحروف القرمزية الكبيرة المرسومة على عجل. هكذا تم اختيار الإشارة القوية: هامشياً في الحياة والفن،
كان المطر يهطل بشكل خجول تارة، وتارة بشكلٍ فضوليّ على زجاج النوافذ. نظر المفوّض "بارودي" قليلاً من مكان عمله، وهو جالس في مطبخه، عندما صارت القطرات شديدة مثل قرع الطبول. كانت أوراق ومقص وقلم تخطيط وأنبوب من الصمغ تستلقي بجانب اللابتوب، على طاولة المطبخ، الذي يكون فيه فقط خلال عطلة الأسبوع. "طقس سيء"، تمتمَ، ولكنّه كان ممتنّاً لأنّه في شقّته الدافئة. فيما عدا الغناء النشاز والكارثيّ لجاره الذي يسكن فوق شقّته،
"الرواية، كما تقول النظرية الأدبية في تاريخها الطويل، تقوم على: المتعدد، حالها من حال السياسة عند حنه أرنت، تعترف بتساوي البشر، وتحضّ على الحوار، وتقبل بالنسبي، وتتطيّر من اليقين" بتربية ثقافية ــ اجتماعية تهّيئ القارئ العربي لتعامل "فاعل ومتفاعل" مع الرواية، عوضاً عن اختزالها في "قصص" تسلّي القارئ وترضي القراءة السلبية؟
لم تبدأ الرواية الأميركية اللاتينية من الواقعية السحرية، ولا انتهت عندها، رغم أن الواقعية السحرية هي الأكثر نصوعاً في تاريخها، ونقطة تحولها الكبرى. وعلى عكس ما يتصور البعض، فالواقعية السحرية لم تخلق فحسب الباراديم الجمالي الذي سيترك أثره في أعمال أجيال لاحقة، على مستوى الشكل، وإنما أيضاً السؤال الملتزم الذي يتناول مروحة من القضايا الواقعية والتاريخية، ولعل أهمها سؤال السلطة.
لا بد أنها أخبرت إد عن ريكنباكير وهما في موقف على الطريق السريع خلال عاصفة الجليد. حياتها القديمة في الفرق الموسيقية عبارة عن منحة إلهية، كتاب مقدس ترتله كلما شعرت بالاختناق. ولعله حينما ذهب للتبول، وجد الفرصة ليحصل على نسخة من المفتاح، وانتظر في كرومانيا حتى تأكد أنها عادت إلى عملها. واغتنم الفرصة ليسرق بعد الأشياء الموسمية: ملح همالايا الصخري، قرون القرطم، وكيس من فليفلة أسام الحارة،