في الفصل الأول من كتابه، توقف علي الوردي أمام "الخلاف السنِّـي الشيعي"، وهذا الخلاف ليس عقائدياً في الدرجة الأولى، إذ "لا يوجد أي اختلاف بين السنّة والشيعة في ما يتعلق بقضايا الدين الجوهرية". رأى علي الوردي أن ثنائية السنّة والشيعة تشابه ثنائية الكنيسة والمذهب، "أي الصراع بين الواقعية والمثالية". "ذهب السنّة بعيداً في استحسان التطور الفعلي للإسلام حتى أنهم أضفوا الشرعية على الكثير من الأمور التي تتناقض مع ما جاء به النبي
وما حدث لكلينتون (نموذج بسيط) لحوادث كثيرة مماثلة تداخلت فيها السياسة بالجنس، فمنذ قرون واليهود يمارسون لعبتهم المفضلة في الوصول للرؤساء بواسطة نساء فاتنات لعبن دورهن بإتقان. فالنساء اليهوديات لعبن دوراً عظيما في بلاط قياصرة الرومان وأكاسرة الفرس. ولم يكن انهيار الامبراطورية الرومانية سببه ضعف تلك الامبراطورية بقدر ما كان حالة خور وانحلال سببهما تغلغل البغايا اليهوديات في قصر الأباطرة.
فهل يسائل الفقه الإسلامي التقليدي نفسه قبل غيره من الحركات الإسلامية المتشددة، التي انبرت لتطبيق الجزية على أهل الكتاب قبل استكمال بقية الواجبات والحقوق الأخرى، كيف يمكن التهاون في فهم النصوص وتطبيقها أن يؤدي إلى الإساءة إلى الإسلام وشرائعه السمحة؟ وإلى متى سيظل هذا الفقه أسير العجز والدونية عن انتقاد تراثه الذي يساء تطبيقه في سياقات تاريخية غير مناسبة؟
فمع ارتفاعِ أصوات الحركات الإسلاميّة في الربع الثاني من القرن العشرين - في ظلِّ الفشل الذريع للنهضة العربيّة - أصبح الصوتُ الإسلاميُّ هو الهويّة، والبديلَ من الدستوريّة الليبراليّة الوليدة.(3) صاحبتْ هذا التأزّمَ الهويّاتيَّ ولادةُ حركةِ الإخوان المسلمين والخطاب الدينيّ في مصرَ (1928)، الذي سيرثه إخوانُ سورية عن طريق الشيخ مصطفى السباعي، مرشدِهم الأوّل في سورية،
من هنا، فما تقوم به المنظمات الجهادية ليس مجرّد جهل أو تعصب أو تطرف. إنه تخريب مقصود ومنظّم للعالم العربي، على يد الحكومات والأحزاب والمنظمات الاسلامية، الدعوية والجهادية، على اختلاف مسمّياتها ومذاهبها، وذلك على مرأى ومسمع من العالم الذي هو ساكت وعاجز، سواء بدعمه للمنظمات الجهادية واستثمارها أو بادعائه محاربتها والعمل على دحرها.
زمر اصولية تقتحم مجتمعاً قبلياً متعدد الثقافات والمعتقدات وتمعن في إذلاله وتدمير تاريخه الاجتماعي والثقافي، يصورها سيساكو بشكل كاريكاتيري وهي محاطة بسيارات جديدة وهواتف ذكية ونظارات شمس سوداء، وكاميرات فيديو، وأسلحة حديثة. هذا كله وسط مجتمع فقير يفتقد إلى أدنى الخدمات العامة ويضطر أهلوه إلى نقل مياه الشرب بأكثر الوسائل بدائية. عصابات واضح ان لها مصادر مالية كبيرة، صادرت الدين بعناوينه الواسعة وعاثت باسمه.
اشتهر سعيد عقل بموقف سلبي من "القومية العربية" تردد صداه في موقفه من اللغة العربية الفصحى. اعتبر أن كل لغة غير محكية هي لغة ميتة، وأن اللغة العربية الفصحى هي كاللاتينية لا يتحدث بها أحد. وإنه لمحقّ في اعتبارها غير متداولة، لكنها في الواقع لا تزال لغة الكتابة والأدب. ذهب سعيد عقل إلى حد اعتبار اللهجة العامية اللبنانية لغة، وكان يريد أن يتم الاعتراف باللغة اللبنانية المحكية. لكنه يعلم أن اللغة لا يكفيها أن تكون محكية،
ن الشاعر القديم-أثناء القترة التي لم يتخلص فيها الشعر بالسحر تماما- كان يعتقد بأن الشعر وحده يكفي لحل مشاكل الإنسان، ومن هنا قد نلاحظ بوادر اقتران الشعر بالشرع، ولعلنا نلاحظ هذه المسألة بوضوح في أناشيد دانتي (انظر “الكوميدية الإلهية”)، فحين ننتقل إلى مرحلة ما بعد انفصال الشعر عن السحر- وطبعا لم يكن انفصالا كاملا ومفاجئا، بل حدث ببطء- قد نلاحظ بأن الشعر اقترن بالغناء.
صارع العلايلي المُصلح والمُتنور حَملة النص الديني فصُرع نقاشاً لا واقعاً، فتضمنت إجتهاداته وتفسيراته سجالاً عقيماً حول مسائل بديهية في عصرنا الذي نعيش: من الربا والثروة التي يجب أن تشمل الفقراء في ثناياها. وذهب عميقاً في مسألة العقوبات الجسدية التي ننوء تحت أثقالها فرادى وجماعات، والزواج المختلط. الأكثر مدعاة للإستغراب والإستياء، أن أحداً لم يكترث بجهد العلايلي وإجتهاده في ما قاتل من أجله.
ولقائد «جيش الإسلام» الحق في القول في الديموقراطية ما يشاء وله ان يشتم السياسة والسياسيين آناء الليل وأطراف النهار. لكن المسألة تتعلق بتصوره لمصدر شرعية تمثيله للأمة التي أكثَر من الحديث عنها. جوابه البسيط الذي قدمه في كلمته المذكورة انه يسير على نهج القرآن والسنة «الواضحين وضوح الشمس». جيد. لكن كيف تبين له أنه هو وليس أبو بكر البغدادي، على سبيل المثال، من يسير على النهج الصحيح؟