إلاّ أنَّ تاريخ الإسلام عند جرجي زيدان لم يقتصر على هذه الروايات المؤلَّفة، أي على أسلوب «مسرحتِها» أدبياً، ولكن من غيرِ مسرح. فدوره فيها كمعلِّم أجيال يتقدَّمُ على دوره كأديبٍ روائي، برغم ريادتِه غيرِ المسبوقةِ في الرواية العربية الأدبية التي، على قصورها وبدائيتها التقنيَّة معه، أسَّست مع ذلك، بانتشارها الواسع وبأثرها الثقافي الفني الكبير، لما بات يُعرَف لاحقاً، ولاحقاً جداً، بهذا الاسم والمصطلح.
أبدا تحنُّ إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم وكذا دماء العاشقين تباح
وكان أن باح الأول بإمكانية الحج دون الذهاب إلى الكعبة وباح الثاني بقدرة الله المطلقة حتى على بعث نبي بعد محمد فكان لزاماً عليهما أن تباح دماؤهما حسب قوانين العشق،
إن إرادة الفصل ورسم الحدود تستوجبها خصيصة التشابه والتقاطع بين المصطلحين كما ذكرنا. يَقُول ابن عربي في «ترجمان الأشواق» متحدثاً عن نفسه: «لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي/إذا لم يكن ديني إلى دينه داني»، وهذا الإنكار الذي أشار إليه ابن عربي هو أقربُ إلى الجِبِلَّة التي تدفع الآدمي إلى النزوع صوبَ المشابهة والنفور أو قُل الإبتعاد عن المخالف،
ملحمة «حرية التعبير»، التي تظاهر من أجلها الملايين، هي ملحمة، على رغم أهمية الدفاع عنها. بيد أنّ الملحمة، على رغم فعاليتها الحماسية، لا تشكّل دليلاً تاريخياً موثوقاً. فتاريخ قوانين «حرية التعبير» وتنظيمها لا يستقيمان ضــمن ثنائيات الملحمة، بل يتحرّكان وفـــق إيقاع مختلف وحول قيود قانونية واجتماعية، بعضها عقلاني، والآخر موروث، والبعض قمعي والآخر ضروري.
كان وزير العدل الأميركي إيرك هولدر، الذي حضر اجتماعا طارئا في باريس في اليوم الثاني لـ«غزوة شارلي إيبدو»، حضره وزراء الداخلية ووزراء العدل الأوروبيون، قد أطلق تصريحا خلال هذا الاجتماع قال فيه: «إنه من غير الممكن بعد القول إن (القاعدة) هي التي نفذت هذه العملية الإرهابية». وحقيقة، إنه من الصعب التأكد من أن أيا من البيانات التي صدرت باسم «داعش» و«القاعدة» هو الصحيح،
الخلفاء المثليون ... أشهر من اشتهر بذلك في العصر الأموي كان الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وصفه السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء" بأنه "الخليفة الفاسق أبو العباس" وقال عنه شمس الدين الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام": "اشتهر بالخمر والتلوّط". بعد قتله، قال أخوه سليمان بن يزيد: "لقد راودني عن نفسي". وفي العصر العبّاسي، صارت ظاهرة ممارسة الخلفاء "للواط" ظاهرة شبه عامة.
هذه طريقة للقول إنّ الصميم قد يكون «عقدة ثعابين» أو وكر دبابير قام مرتكبو المقتلة بالخبط فيهما وعليهما، شعورياً أو لا شعورياً. لتوضيح هذه الفكرة من المفيد التذكير بالتمييز الذي شدد عليه ماكس فيبر بين المقاربة القانونية والحقوقية لمفهوم الحق وبين مقاربته من زاوية سوسيولوجية، أي فهم تصوراته وأشكال تداوله في بيئات اجتماعية معينة وفي ظروف تاريخية معينة.
حين التنقيب عن دور المثقف علينا أن لا نغفل دور المجتمعات العربية؛ فالمثقف بكل الأحوال جزء من هذه المجتمعات، لكن للأسف نحن ننتظر من عدة أشخاص التأثير في الشعوب، دون أن ننتبه ماذا تفعله المجتمعات مع السلطة بالمثقف - يقول الشاعر لؤي ماجد سلمان ويضيف: «المثقف موجود لكنه للأسف مغيب من السلطة والصحافة، والمجتمع، فالسلطة تريد أن تجره من ياقته صوبها،
هذا ما يفسّر فعلتهم الأخيرة الّتي أطلقوا عليها اسم “غزوة باريس”، عندما تناكبوا الأسلحة الرشاشة وأطلقوا النّار على مجموعة من الإعلاميّين والرسّامين الّذين لم يكن لديهم إلّا سلاح واحد هو القلم بلا رصاص. وبرروا فعلتهم تلك بأنّهم يدافعون عن الرّسول وكأنّ الرّسول لا زال يقاتل في معركة أُحُد، وكأنّ المشركين قد أحاطوا به من كلّ صوب وكأنّ حياته أضحت في خطر محدق.
أوضح المقصود ب:”فَعَلَهَا”، ماذا يفعل ميل بروكس مثلا مع زوجته: ينكحها (إذا استطاع لذلك سبيلا). أعتذر، ليس لأن المفردات التي استعملها، يحضر استعمالها إلا برخصة شرعية، من أعطى للمشرع رخصة أن يمنع كلمات طبيعية، بل هي حتى… من قاع الطبيعة نفسها (طبيعية وأصيلة) ….وكأن الشرع (العقل والنقل) والطبيعة أصبحا يتخاصمان من أجل الجنس،