من ضمن السلسلة البشرية التي تحدثت عنها رزان هناك أشخاص لا نعرفهم خسروا صوتهم، أناس صامدون شجعان أو أناس عاديون كانت صفحة سميرة الخليل على الفايسبوك تضج بهم، مثلما كانت نصوص رزان تنقلهم إلى فضاء الكتابة الأرحب. كانوا بمثابة وكلاء معتمدين وموثوقين للأمل، وكان فائق المير قد اعتقله النظام قبل نحو شهرين. العميم (تصغير العم)، كما يحب أن يُخاطب، وسميرة ورزان كانوا الصوت الذي طالما نقل الأمل والثقة
اخيرا، استعرت من المكتبة رواية بعنوان «المفتاح« للكاتب جونيشيروا تانيزاكي، وتوقفت بعد قراءة أول صفحتين. هذا كتاب جريء جداً، قلت لنفسي. وبشكل تلقائي انتقلت إلى الصفحة الأخيرة التي تحوي نبذة عن المؤلف. مواليد طوكيو وتوفي في . كان ذلك مفاجأة لي. فقد ظننت أن الكاتب معاصر بسبب موضوع وأسلوب الرواية. الرواية نفسها صدرت عام . لا أعلم هل للبعد الجغرافي أي دخل في تلك الحداثية، وما بعد الحداثية المبكرة في الأدب الياباني.
وما يهمنا هنا هو دراسة بعض النصوص الأدبية التي وردت على شواهد القبور في القديم والحديث، لنرى من احتوته من روائع في العظة والاعتبار، وذكر مآثر من كتبت عنهم، وكما يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي، فإن الكلمة بعد الموت عن الميت خالصة مصفاة لا يشوبها كذب الدنيا على إنسانها، ولا كذب الإنسان على دنياه، وهي الكلمة التي لا تقال إلا في النهاية، ومن أجل ذلك تجيء وفيها نهاية ما تضمر النفس للنفس.
ما دام الفكر قائما وقادرا على الانطلاق من إمكانيات نهاياتها غير محدودة سلفا، ومادامت الكتابة الآلية قادرة على توصيل صوتها، حتى لو تمّ ذلك في مقال غريب في جريدة، أو في حوار خافت مع امرأة حتى الفجر، أو مكتوب على حافة علبة سجائر، أو في السجن، ومادام الحظ واسعا ومادام الأمل والخيبة في الميزان، يبقى الشعر دليل المرء في معرفة أنّ غياب اللذة والحب شرّ لا يطاق.
• إذا أنكر المجتمع على الفرد إشباع حاجاته ، فإنه- الفرد- قد يتخذ موقفاً سلبياً إن لم يكن أحياناً عدائياً للمجتمع ،إذ قد يلجأ إلى مصادر بديلة ، يوجه إليها اهتمامه وانتماءه ، وقد تكون مصادر غير مرغوب فيها أحياناً ، ولها عواقبها السيئة على كل من الفرد والمجتمع .
• لا انتماء بلا حب ولذا فالحب جوهر الانتماء .
• يشير ضعف الانتماء إلى الاغتراب وما يصاحبه من مظاهر السلبية واللامبالاة نحو المجتمع ،
كان الشعر الجاهلي في معظمه يمثل الحياة البدوية التي تسود القبائل خارج مكة. وليس عجيباً بعد هذا أن نجده مختلفاً عن القرآن في تصوير الحياة إنه بوادٍ والقرآن بوادٍ آخر. وشتان ما بين الواديين. والمعروف عن قريش أنها كانت أقل حظاً في نظم الشعر من القبائل العربية الأخرى. ولعلها كانت تتخذ من رعاية الشعر ما يعوضها عن نظمه، كما هو شأن الأغنياء المترفين في كل زمان ومكان. فكان الشعراء يقصدون قريشاً لينشدوا بين يديها قصائدهم
لكل لحظة تمزقات يواكبها فرح دائم . والشعر هو الدوار والسلام والرضى بما تحمله اللجة من أوجاع وهو الفتح المشع في أعالي الأشياء.لا يتأتى عالم الشاعر من استكشافات في عوالم محدودة، بل من خلق تلك الصور التي يعثر عليها الشاعر في داخله ويعيد صياغتها عن طريق اللغة. وهي لغة ذات طاقة متجددة رغم شيوع الكلمات المستخدمة.
نكاح العقل يعني في هذه الحالات الأربع: ترسيخ ثقافة القصور المبارك أو الذي حوّل وهنه الأخلاقي إلى بركة مكتفية بذاتها؛ وتبخيس سلطة الحقيقة، وتحويلها إلى تهمة لمن لا يستطيع الدفاع عنها ضدّ الحمقى؛ والسخرية من حدود العالم وتحويله إلى خواء أنطولوجي ينتظر الرحمة، خارج كل قوانين الجاذبية؛ وتدمير كلام الناس عن أنفسهم، وتحويلهم إلى آلات صمّاء، جاهزة للاستهلاك السمعي، بلا أيّ طاقة إنجازية.
هناك فراغٌ فكريّ في منطقتنا بعد انتكاس العروبة وتناسي فلسطين ومحنة أهلها، وكنتيجة بعيدة لإغلاق باب الاجتهاد في الدين الإسلاميّ المهيمن على المعتقد والهويّة سويّة، وبعد أن بات الإحباط يدفع نـحو العـودة إلى صـورة سلفيّة أسطـوريّة مغلـقة مـن الدين. هذا الفراغ يتعدّى في الحقيقة منطـقتنا مع تراجعٍ عامٍّ وكونيّ لرمزيّة «الديموقراطـيّة» بسبب تخلّيها عن أسس المساواة الفرديّة والاجتماعيّة،
ينفي عبده، الذي يعدّ دراساته العليا الآن عن الشاعر الباكستاني محمد إقبال وعلاقته بعالم الرومي، عن نفسه صفة المتصوف؛ صفة قارئ للصوفية تناسبه أكثر: "لست متصوفاً، أنا عاشق للفكر الصوفي، بدأت التعرف إلى الكتابات الصوفية بعد التخرج من الجامعة، من خلال كتب الدكتور عبد الرحمن بدوي مثل رابعة العدوية، وشطحات الصوفية، الإنسان الكامل في الإسلام، وكتاب المستشرق آسين بلاسيوس عن ابن عربي".