من المعلوم أن بنية العقل العصبوي وآليات اشتغاله، تتناقض مع بنية العقل الوطني الذي يستمدّ حضوره من مفهوم المواطنة وقيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن العصبية كأحد أشكال التفكير والممارسة، ما زالت تؤثّر بأشكال ومستويات مختلفة على آليات التفكير والممارسة السياسية. وهذا ينطبق على المجموعات الجهادية التي ترتكز بنيتها العقلية والفكرية والعقائدية إلى العصبية.
منذ سنوات سألت الروائي خيري شلبي عن سيرته الذاتية.. قال سيكتبها وستفوق في جرأتها «ألف ليلة وليلة». مضت سنوات أخرى وأعدت السؤال. لكن الاجابة اختلفت: «لدي أبناء كبار الآن..!» من هنا يمكن أن يقول يوسف إدريس إن الحرية الممنوحة للكاتب العربي لا تكفي كاتباً واحداً كي يبدع» أو أن يقول توفيق الحكيم عن الأزمة التي حدثت عندما نشر نصا مطولا في الأهرام بعنوان «رسالة إلى الله» أنه «لا يستطيع أن يكتب 5% مما يريد كتابته»..
كيف يمكن لأستاذ جامعي أن يصرح على قناة تلفزيونية جزائرية أن الغرب يستفزنا برسومات كهذه لأنه يعرف بأننا سنخرج في مظاهرات عنيفة ثم سيشير إلينا بالبنان على أننا شعوب عنيفة! كيف يمكن لرجل جامعي أن يطلق تعميمات وأحكام جزافية وتحليلات مضحكة كهذه؟ إنني أتساءل عن الطريقة التي يشرح بها هذا الأستاذ لطلبته الفصل بين السلطات في فرنسا وعلاقة الصحافة بالسلطة وحرية التعبير والرأي؟
تخففتُ من كل ما يدل على أنني صحافي. لا كاميرا ، ولا أوراق، ولا قلم يزيّن أحد جيوبي، بل ولا بدلة رسمية أو بدلة سبور تدل على انتمائي إلى المدنية. تأبطتُ عباءة، ولففت رأسي بعمامة دكناء، ويممت شطر انكسارات الحب الأول، برفقة الخوف، بحثاً عن أولئك الذين تبعثروا في نفسي، ولم تغادر أحلامهم وسائد نومي، ومضيت كما كان مقدراً لي أن أفعل. "استراحة الشيخ هلال"، حين رأيت القادمين من الرقة يتخففون من التزاماتهم الدينية الشكلية،
وقد ألمحت الكاتبة البريطانية ” دوريس ليسنج ” إلي نقطه مهمة في مقدمه كتابها “مذكرات الجارة الطيبة” حيث أنها قالت جمله مربكة ومخيفه في نفس الوقت “كل شخصياتنا هي بداخلنا في مكان آخر ” فهي تقول بشكل آخر أن هناك شخصيات تسكن المبدع غير شخصيته!! أليس أمرا مرعبا إذا أن تجتمع شخصيات العمل الإبداعي داخل المبدع وما حجم الصراع الذي ستحدثه هذه الشخصيات في داخله .
وبصراحته المعهودة وجرأته في عرض الوقائع وتقديم التحليلات، التي توصل إليها من خلال خبرة عارمة وزيارات متكررة لمناطق الصراع، خاطر خلالها بحياته، وقابل أثناءها بعض قادة المحاور المختلفة وعددا من كبار المسؤولين، وصل كوكبيرن إلى الاستنتاج بأن الحرب على الإرهاب بقيادة أمريكية فشلت بسبب عدم استهدافها الحركة الجهادية ككل، وتركيزها على فئات منها فقط وكونها لم تستهدف بلدين يرعيان الجهاد كعقيدة وحركة
تحرر خطاب ثورات 2010 – 2011 وشعاراتها من الوعي الزائف الذي جعل القوى الخارجية سبب الداء الذي خلقته وكرَّسته سياسات أنظمة طاغية مستبدة فاسدة. وهذا دليل كاف على بداية وعي لا يتيسر لمسار تحرري، ثورياً كان أو إصلاحياً، أن يصل إلى غايته من دونه. فالوعي هو الذي يمكّن المجتمع من أن يصل بمسار التحرر إلى مبتغاه. ولذلك أعطاه عمانويل كانط اهتماماً خاصاً في كتابه الذي ستبقى قيمته على مر الزمن «رد على سؤال ما هو التنوير»
تحكّم في رؤيا سركون بولص الشعرية/الإنسانية نظرة إشكالية ذات انتماء حادّ شديد التماسك والحساسية والتكثيف إلى "حسّ الأقلية"، وهو حسّ طبيعيّ وواقعيّ وموضوعيّ وتاريخيّ مفروض على الزمان والمكان والأشياء، لا يمكن تجاوزه، أو إهماله، أو تفاديه، أو التغاضي عن خطورته، أو التقليل من أهميته، مهما تمتّعت الأكثرية المهيمنة بالتسامح والديموقراطية وقبول الآخر،
في القرون الوسطى، رأى الغرب في الإسلام عدوّاً يهدد كيانه، والأدبيات "المسيئة للنبي" لا تحصى، وبعضها يعود إلى كتّاب "عظام" لهم المقام الأعلى والأسمى في بلادهم. اكتشف الغرب الإسلام الحضاري في القرن التاسع عشر، واعترف به بشكل واسع في القرن العشرين. ساهمت في التعريف بهذا الإسلام الحضاري في الدرجة الأولى كوكبة من المستشرقين الكبار، منهم عدد لا يستهان به من المسيحيين الملتزمين،
يعترف معظم الإسماعيليين بكريم الآغا خان إماماً لهم، وهو الآغا خان الرابع، والإمام التاسع والأربعين حسب سلسلة الأئمة التي يتبعها الإسماعيليون، وهناك أيضاً الإسماعيليون الطيبيون والذين يتبعون سلاسل مختلفة من الأئمة والدعاة ذوي السلطة المطلقة، وقد استقل الدروز بأنفسهم، وصاروا جماعة مستقلة منذ فترة مبكرة بعد وفاة الحاكم بأمر الله في القرن الحادي عشر الميلادي.