إن أحد أهم ما يمكن تشخصيه في ظاهرة التحرش التي انفجرت أخيرا في مجتمعاتنا هو الطبيعة التي نتعامل بها مع هذه الجريمة، فالكثير جدا من الشرائح الاجتماعية والقوانين في البلدان العربية لا تعترف بالاغتصاب كجريمة، والأسوأ أنها في مختلف الحالات يمكن أن تضع اللوم على الضحية لا على الجاني، ولأن الضحايا غالبا هن من النساء سيكون لعقدة الثقافة الذكورية العامل الأهم في تحليل هذه الظاهرة.
ومن يدري، قد تجدين أن الوقت ملائمٌ آنذاك لشغب اليدين.
أو لشغبٍ يستلزم وجوداً يستلقي على الشفتين اللتين أنتِ.
ففي النوم نادراً ما يستطيع المستغرقُ أن يلبّي يقظة جسمه فيذهب الاحتلام سدىً إلاّ أقلّه.
فإذ تأمرين أصابعكِ بالنزول على جمر، تجدينها عاجزةً عن الإتيان بحركة،
ثم لماذا الامتعاض في الانفتاح على ثقافات إنسانية أبانت عن جدارتها وقوتها النظرية والروحية، أليس التقدم الحضاري مرتبط ضرورة بالقدرة على الانفتاح والاستيعاب والتجدد. ألم تكن الفلسفة الإسلامية قديما هي أول استيعاب تاريخي للفلسفة اليونانية، رغم كل أشكال الرفض والتكفير الذي واجهته من طرف الفكر الديني المتشدد، .
في مثل هذه الحال، يكون ربّ السماء قليل الأهمية بجانب ربّ الأرض الجبّار المستكبر القائد العام والإله العام. فربّ السماء بعيد جداً في السماء السابعة كما يقال، واللقاء به مؤجّل وهو غفور رحيم؛ في حين ربّ الأرض قريب جداً حتى أنّ في وسعه لفرط برّه بمواطنيه أن يشاركهم أسرّتهم وأحلامهم وأمانيهم وأوهامهم، وأن يفرّق متى شاء بين المرء وأخيه، والزوج وزوجه، والأب وابنه. اللقاء به حين يريد لتقديم الطاعة والولاء
هذا المنحى العقلاني الذي برزت بعض ملامحه في فكرنا النهضوي لم يلبث ان انكفأ وتراجع وصولاً الى تصور امكان الانفصام بين التحديث والعقلانية بعد اكثر من قرن على تصور المراش العقلاني، حتى ان ابا يعرب المرزوقي ذهب عام 1999 الى ان فكر النهضة العربية لم يزل من دون فكر ابن خلدون وابن تيمية تشخيصاً للداء وتقديماً للدواء.
أما نقاد الأدب، وعلماء اللغة فلم يحفل أحد منهم طوال ألف عام بما كتبه النفري، ولم يتناول طرائقه المدهشة في الكتابة، والحوار أي عالم من هؤلاء. فهل كان السبب أنه لم ينسج على منوال السابقين، وأنه كان إنسان نفسه، كما كان مبدع ذاته ما جعله نافراً، منفوراً في آن من البلغاء، والنحاة واللغويين والصوفية والمؤرخين والفلاسفة وعلماء الدين؟ ولماذا صمتت جمهرة علماء الأمة بمختلف أطيافهم عن تناول الظاهرة النفرية سواء بالمدح، أو بالقدح؟
اما العائلة البعثية تلك، فكانت مترفعة عن جيرانها، لا تشاركهم همومهم اليومية أبدا، لانها كانت تبيض الوزراء بين أسبوع وآخر، مثلما كانت مدجنة ابو تميم تبيض الدجاج، رغم الفرق في جودة الإنتاج بين المؤسستين. وذات يوم، كنت ذاهبة الى بيت خالة أمي، احسان الغزي، فرأيت ان جارنا البعثي كان يقطع شارع بغداد بسرعة متهورة، وهو ابن الأربعين. ثم لاحظت، رغم صغر سني،
التاريخ العربي محتقن منذ قرون وقد آن له أن يتنفس. هل تريدون أن تمنعوه من التنفس أيضا؟ والله أنا ما كنت أتجرأ على التنفس في حضرة والدي الشيخ. أنا أكبر أصولي في العالم! ربما كان البيت العربي كله مليئا بالقمع والإرهاب وليس بيتي أنا فقط. وتاليا كل هذا التراث المتراكم فوق بعضه البعض سوف أفككه بيدي تفكيكا. وأصلا لم أفعل شيئا آخر منذ أكثر من ربع قرن.
ومن المعروف أن العلاقة ساءت بين القصار وباسل الأسد، تحديدا في بطولة الدورة العربية التي كانت قبل عام من الحادثة هذه، حيث أخطأ باسل الأسد في الجولة لنهائية قبل أن يختتم عدنان قصار الجولة من دون أي أخطاء، ويفوز المنتخب السوري باللقب، مما أثار حقد وغيرة باسل الأسد عليه».
للأسباب السابقة مجتمعة، تُشكل تجربة جوزيه حلو علامة فارقة تستحق الدراسة، هي ليست تجربة مباشرة، كما أنها تتجنب بذكاء الوقوع في فخ البذخ اللغوي والتكرار الذي كثيراً ما يُغري كتاب شعر الإيروتيك العربي لا سيما الشاعرات، ولعل لاحتكاكها بالتجربة الشعرية في فرنسا حيث تقيم أثراً على ذلك، فتقاطع الثقافات، والهاجس الواحد، والحذف والاشتغال على اللغة جعل للشاعرة صوتها المُكرس والمختلف في الشعر الجديد