من مرحلة البدايات الأولى، انتقل ونوس إلى بناء تصوره لمسرح التسييس، حيث يمتلك المسرح وظيفة أساسية تتجه إلى تحريك بركة التاريخ، وتحريض الناس على تغيير واقعهم. واستثمر لذلك كل الجماليات والأساليب، وتفاعل تفاعلا كبيرا مع نظرية المسرح الملحمي. وأكيد أن المرحلة برمتها كانت مرحلة سياسية بامتياز، وأنه لم يكن بالإمكان الخروج عن مستلزمات المرحلة، خاصة بعد حدث كبير وعميق مثل هزيمة 1967
بذلك تكون جذور “قصيدة الرفض” أو “قصيدة لا” بتعبير حجازي قديمة قِدَم الإنسان. نجد الرفض حاضراً في الموروث الجاهليّ منذ نصوص الصعاليك القدامى (الشنفرى، تأبّط شرّا، السليك، عروة بن الورد...). ولم تأفل ظاهرة الصعلكة عبر العصور لأنّ التمرّد غريزة في الإنسان. وقد وُجد الشعراء الصعاليك في العصرين الأمويّ فالعبّاسيّ (القتّال الكلابيّ، مالك بن الريب، أبو الشمقمق، أبو نواس...) وصولاً إلى العصر الحديث
وفى هذا الفصل يعرض لنا ابراهيم عيسى لكتاب طوق الحمامة لابن حزم وهو كتاب عن الحب وصفاته والعشق وهيئته وسماته كما تحدث فيه ابن حزم عن الجنس لانه كتب عن التفاصيل الانسانية فهو يحكي ويفند الجنس ويضعه في موضعه من الاهمية ويزيح اسباب التحريم والتحليل يقول ابن حزم: لقد شاهدت النساء وعلمت من اسرارهن ما لا يكاد يعلمه غيري اننى ربيت في حجورهن ونشات بين ايديهن ولم اعرف غيرهن ولا جالست الرجال الا وانا في حد الشباب
تتساءل المرنيسي: “لماذا يخشى الإسلاميون الفتنة (فتنة المرأة)؟ لماذا يخشى على الرجال من سلطة جاذبية النساء الجنسية؟ أهناك افتراض يعجز الرجل عن إرضاء المرأة جنسيًّا، وبأنها نتيجة لذلك ستبحث عن رجال آخرين، وتتسبب في الفوضى إذا ما توفرت لها الحرية؟ أم هنالك افتراض آخر يرى بأن طاقة النساء الجنسية أكبر من طاقة الرجال؟”.
لم تخلى الكتابات العربية من الايروتيكية المعتدلة، او البورنوغرافيا المتطرفة المتلبـسة بالشهوانية الاباحية، وماوصلنا من الأدب الجاهلي ليس بالقليل: سيرة الملك سيف بن ذي يزن، ومعلقـة امرىء القيس ، ورواية اساف ونائلة صنما قريش اللذان كان يذبح عليهما تجـاه الكعبة ، وكانا مــن قبل رجلاً وامرأة دخلا الكعبة ووجدا خلوة فتضاجعا فيهـــا " فمسخهما الـله حجرين"1.
هو يدرك قبل غيره الثمن الباهظ الذي جعل السوريين يدفعونه خلال زمن الثورة، وإذا تجاوزنا الثمن الباهظ من الدماء والأحقاد فما يعيه النظام أن حجم الدمار الذي ألحقه بالبنية التحتية سيجعل من العصيّ عليه الوفاء بمتطلبات الحكم. سياسة التدمير العام والممنهج هي بالأحرى سياسة من فقد أمله تماماً بالبقاء، لا يجوز هنا مقارنتها بالسياسة الروسية في الشيشان، لأن دولة عظمى مثل روسيا كانت قادرة على الوفاء بمتطلبات إعادة الإعمار،
هكذا، وفيما تحاول الثورة أن تصنع تاريخاً لسوريا، خارج تاريخ الطغمة الأسدية الحاكمة، وأن تدخل السوريين في السياسة، بعد أن حرمهم الأسد (الأب والإبن) منها، يعمل النظام بالضد من هذا وذاك، بإصراره على إبقاء السوريين في إسار «سوريا الأسد»، وبتجريده الصراع من أي معنى سياسي، إن باعتبار ما يجري مجرد مؤامرة خارجية، أو بتحويل الثورة إلى نوع من صراع هوياتي، أو بأخذ البلد إلى احتراب وجودي، وإلى حالة عدمية.
إذا كانت فلسطين في الوعي البلاغي هي مدينة القدس لا غيرها، فإن القدس في الوعي التاريخي هي فلسطين كلها. يبدأ الفلسطيني من دلالة الوطن كل الوطن، ذلك أن المفاضلة، في الشرط الفلسطيني، بين مكاناً وآخر، تفضي إلى التمسك بالمقدسات والإعراض عما هو غيرها، وهو كلام لا يستقيم على الإطلاق. بل يمكن القول: إن تجربة المنفى، والمنفى رمز فلسطيني كبير، جعلت الوعي الفلسطيني يرى في كل بقعة من فلسطين ‘قدساً صغيرة’،
أين حصل هذا الضابط على أوسمته، ومتى نال الاعتراف ببطولاته، إذا كان لم يخض أي معركة على الإطلاق ضد من يفترض به محاربته: جيش إسرائيل الذي يحتل جزءا من وطنه، لكنه لم يحاربه، لأن نظامه يعيش معه بسلام لم تكدر صفوه ولو رصاصة طائشة أفلتت من بندقيته، خلال نيف وأربعين عاما من الاحتلال، هي في الوقت نفسه عمره كله، فبأي مسوغ يتباهى في بيانه بانتصار جيشه على شعب يفترض أنه فرد منه وينتمي إليه؟ وعن أي انتصار يتحدث؟
وكانت اشكالات سجلت بين الطرفين منذ استنجدت دمشق بحلفائها ميدانيا، وظهر آخرها الى العلن بعد اجراءات قررتها السلطات السورية بمنع قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" وقناة "الميادين" القريبة منه، من التغطية المباشرة للتطورات الميدانية لانهما بثتا مقابلات مع مقاتلين من "الحزب" اسندوا الى انفسهم الدور الرئيسي في التقدم المحرز على هذه الجبهة او تلك، وعرضتا اشرطة مصورة تخلو من اي وجود للجنود النظاميين.