فاعلم يا أخي أن الموجودات كلها نوعان: جسماني وروحاني. فالجسماني ما يدرك بالحواس، والروحاني ما يدرك بالعقل ويتصور بالفكر. فأما الجسماني فهو على ثلاثة أنواع: منها الأجرام الفلكية، ومنها الأركان الطبيعية، ومنها المولدات الكائنة. والروحاني أيضاً على ثلاثة أنواع: منها الهيولى الأولى الذي هو جوهر بسيط، منفعل، معقول، قابل لكل صورة. والثاني النفس التي هي جوهرة بسيطة، فعالة، علامة. والثالث العقل الذي هو جوهر بسيط، مدرك حقائق الأشياء. وأما الباري، جل وعز، فليس يوصف لا بالجسماني ولا الروحاني، بل هو علتها كلها، كما أن الواحد لا يوصف بالزوجية ولا الفردية، ب
نعود بعد أن أقحمنا هذا الفصل من حياة الرشيد ـ في سياق الحديث عن الامام فيصل بن تركي آل سعود ـ لنواصل الحديث عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي توفي سنة 1282 هـ الموافق 1866 م وسرت كل نجد بموته كثيراً، وقد جرت بعد ذلك محاولات كثيرة للقضاء على نفوذ هذه الأسرة السعودية الشريرة غير أنها لم تنجح، وبموته خلف وراءه ولدين هما عبد الله وسعود بن فيصل ولكن هذين الولدين اختلفا كما يختلف الآن أمراء الاسرة السعودية الفاسدة على الغنيمة "والغنيمة هي الشعب وممتلكاته" وراح كل واحد من هذين الأميرين عبد الله وسعود يجمع حوله الدلاديل والذيول كما يفعل بعض الأمراء الآن تماماً،
مرت شهور و هو على هذه الحالة، و لم تعد المرأة، فنسيها الصبي؛ لكنه كان يتذكر وجود كنيسة تحت الماء، والكنيسة تخبّئ ، دائماً، بداخلها ثروات و كنوز. إذا ما سمع قرع الأجراس، فسيتيقن من أن الصيادين، كانوا على حق في ما قالوه له؛ و هكذا عندما يصير كبيراً، فسيستطيع أن يجمع ما يكفي من المال، لتنظيم رحلة استكشاف و العثور على الكنز المخبوء.
لم يعد يهتم للدراسة، و لا لرفاقه. صار موضوع سخرية محببة لدى الأطفال الآخرين، الذين كانوا يرددون:
ـ لم يعد أبداً مثلنا. إنه يحبّذ البقاء جالساً على الشاطئ مواجهاً البحر، و يتجنب اللعب معنا لأنه يخشى الهزيمة.
حملت أمينة حقيبة يدها الصغيرة وغادرت شقتها، لتدور بعدها في شوارع بيروت أشرس عملية هروب ومطاردة بين الجاسوسة الخائفة ومطارديها، وفي موقف السيارات المتجهة إلى دمشق
اعتقدت بأنها أفلتت من المراقبة، حتى إذا ما صعدت إلى الباص واطمأنت في مقعدها، فوجئت برجلي أمن يقفان إلى جوارها، فألجمها الخوف وانخرست، واعتقدت بأنها النهاية الحتمية لمشوارخيانتها، فقررت بألا تموت على أيدي الفلسطينيين، وفي تصرّف لاشعوري مدت أصابعها تبحث عن كبسولة سم السيانيد بين خصلات شعرها، لكن أيدي رجلي الأمن كانت الأسرع،
ثم اعلم أيها الأخ أنه ليس كل نفس وردت إلى عالم الكون والفساد تكون محبوسة فيه، كما أنه ليس كل من دخل الحبس يكون محبوساً فيه، بل ربما دخل من يقصد إخراج المحبوسين منه، كما أنه قد يدخل بلاد الروم من يستنفذ أسارى المسلمين، وإنما وردت النفوس النبوية إلى عالم الكون والفساد لاستنقاذ هذه النفوس المحبوسة في حبس الطبيعة الغريقة في بحر الهيولى، الأسيرة في الشهوات الجسمانية. وكما أن المحبوس إذا ابتع من دخل الحبس لإخراجه، خرج ونجا، كذلك من اتبع الأنبياء في شرائعهم وسننهم ومناهجهم نجا وتخلص من جهنم، وخرج من عالم الكون والفساد، ونجا وفاز ولو كان بعد حين،
هذا ما أوردته كتب التاريخ، كما ورد هذا في كتاب المستشار السعودي حافظ وهبة في صفحة 229 من كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز (الاخير) وأمر له بنفقات طبعه، وحافظ وهبة هو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقاً في (مجلس الربع) الذي كان يرأسه جون فيلبي خالق هذا العرش الاخير. من هذا يتضح حتّى لسذج الناس أن العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلادنا ـ قديماًوحديثاً ـ الا على أعمدة أجنبية يهودية أولاً ثم عثمانية انكليزية وأمريكية،
تنقسم مجموعته الشعرية إلى ثلاثة أقسامٍ تتأرجح بين بدايةٍ للنهر الذي أخذ شكلاً رمزياً لمسيرة العمر، وبين المرايا التي تصير وجوهاً متعددةً تُفصِح عن صورٍ تَعمَّدَت بماء النهر، لننتهي إلى خلاصات هذا العبور. فنجد أنفسنا على ضفّة الإجابات دون أن نلتقطها، وكأنها دورة الزمان التي نمرّ بها، فنمشي من تكوينٍ إلى آخر، ونتبع النهر كبوصلةٍ تُشير إلى اتجاهاتٍ متناقضة.
في شِعر "باكير"، نقرأ اختزالات متقنة لصيرورة الحياة، فنذهب إلى صورتنا في هذا العالم، يُغريك النّص بالدخول إلى عُمق المعنى، فيصير القارئ صياداً ينتقل من فخٍ إلى فخ ليراقب طريدة "باكير" التي حرّرها على امتداد القصيدة
ما وصلنا من تراث الحركات السرية في الإسلام. تقع مطبوعتها في أربعة مجلدات. وهي (52) رسالة، في مواضيع وفنون شتى، كعلوم الفلك والرياضيات والعدد والموسيقى والهندسة والطب والجغرافيا والأدب وعلم الحيوان. أتبعوها برسالة (الجامعة) التي اشتملت على زبدة مواضيع الرسائل، ونشرت مفردة عنها. ومنها ما يقع في (140) صفحة كالرسالة (52) في السحر، ومنها ما يقع في (3) صفحات كالرسالة (12) في معنى (بارامانياس). قال الصفدي بعدما ذكر رواية أبي حيان اليتيمة: (وزعم قوم أنّ الذي وضعها جماعة من علماء الفاطميّين بمصر كانت تُوجد رسالة بعد رسالة ملقاة في جامع عمرو بن العاص بمصر،
ليس لأنني أدين بحياتي له مرتين، مرة لعنايته الطبية بي عندما كنت مشرفاً على الموت بعد الاستقبال، ومرة عندما أوعز للشيخ محمود بانتشالي من بين أيدي المتشددين. لكن لأنني أحببت هذا الرجل الذي لم يفقد ابتسامته في أحلك الظروف، لهجته لهجة المنطقة الشرقية المحببة، تراه موجوداً في كل مكان يمكن فيه أن يقدم فيه يد المساعدة، سعةَ أفق وسعةَ ثقافة نادرتين في هذا المكان، كنت أحس أنه موجود في الموقع الخطأ حيث يسود التعصب والتشدد وضيق الأفق والضحالة الثقافية
ي 3 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 غادرت أمينة تل أبيب إلى فيينا، حيث تسلم منها عميل الموساد جواز سفرها الإسرائيلي، وسلمها الجواز الأردني مع تذكرة سفر إلى بيروت فجر اليوم التالي. انطلقت بشوق للعمل كي تثأر لزوجها، تحمل بين أمتعتها جهاز راديو يحمل ماركة عالمية معروفة، وهو في حقيقته جهاز لاسلكي أكثر تطوراً ولا يمكن اكتشافه، وبحقيبة يدها كانت تحتفظبالمصحف الشريف، وقد نزعت صفحات عدة منه واستبدلتها بصفحات أخرى تحمل الشفرة (!!!) في الساعات الأولى من صباح 6 أكتوبر(تشرين الأول) 1973، أطلقت أمينة أولى إشارات البث اللاسلكي إلى تل أبيب: