عبّر الشاعر السوري نوري الجراح (1956) منذ بداياته في ثمانينيات القرن الماضي عن صوت مختلف في خريطة الشعر السوري، والعربي أيضاً، في التفاته نحو اليومي بتفاصيله العادية والعابرة، لكنه انزاح بها إلى مساحات غير مطروقة سواء على صعيد اللغة المكثفة التي تحمل بلاغتها الخاصة، أو تلك الاستدعاءات لإرث غني من الميثولوحيا
تصلنا هذه الأسئلة ضمن بناء بوليفوني اعتمده المؤلف، حيث يأتي البحث عن الباب المفقود من "كليلة ودمنة" كرحلة فرعية من رحلة أولى أتت بمجموعة من الباحثين إلى العراق أيام الحصار للمشاركة في مؤتمر علميّ. منذ أن تكشف الباحثة الإسبانية، كارمن، عن هدفها في إيجاد المخطوط حتى ينقسم رفاقها من الباحثين العرب بين هازئ ومشجّع.
يرى المتخصصون أن أصل الحكاية لا يرجع لفارس ولا للهند التي كانت مهدًا لحكايات جالت بالعالم العربي والإسلامي مثل حكايات كلية ودمنة. ثمة ميل إلى الأصول اليونانية للحكاية، بالاتكاء على ما ذكره مرجع بغداد ابن النديم (995) إذ أشار إلى أنه من بين الأعمال المترجمة التي ذاع صيتها في عصره "كتاب عن الفيلسوف الذي اختبر الشابة الأمة كيتار".
ليس هناك خلاف حول مساوئ الاستعمار الغربي، وكل تلك الأضرار التي تعرّضت لها الدول التي تم استعمارها، ولا شك في أن ثروات الدول المستَعمَرة هي التي ساهمت في نهضة الدول المُستعمرة وتقدمها وغناها. ولا شك أن دول الغرب الأوروبي الاستعماري، ومن بعدها الإمبريالية الأميركية، قد ارتكبوا جرائم عديدة في حق شعوبٍ كثيرة.
في كتابه "في التباب ونقضه"، مؤسّسة أروقة القاهرة 2020، وهو آخر ما نشره، يُصرُّ نبيل سليمان على متابعة المشي في حقل الزلزلة السوري، أو الزلزال كما يسميه، وهو الزلزال الذي بدأ في سورية عام 2011؛ ولا يزال. زلزال يعيد، أو يعتبر أنَّ (العقل) هو أساس الوجود وأساس المعرفة. ففي فصوله التي بلغت ثمانية وعشرين فصلًا:
والطرقُ المُختصرةُ إليكِ تستيقظُ الآنَ فيك،
في خطواتكِ،
في كلِّ ركنٍ من أركان ذاكرتكِ
يقذفُ الضوءُ منيّاً.
أحتضنُ جُرحكِ
والشاطئُ الآنَ يهربُ
يشير المحرران في مقدمتهما المشتركة أيضاً إلى أن التأريخ الحالي لحركة الحقوق المدنية التي تعتمد على كينغ يميل إلى التقليل من شأن أفكاره والنظر إليها كنوع من الرومانسية التاريخية، حيث تُرى مساهماته ومساهمات الحركة الأوسع بشكل أساسي كمحاولات عريضة القاعدة من الدولة ككل للتغلب على الانقسام العنصري الطويل لتشكيل اتحاد أميركي يبدو أكثر مثالية
ليست العروبة نظرية فكرية أو منهج تفكير، وليست تعبيرًا عن العِرق، فالعِرق النقي الخالص غير موجود، وشعوب المنطقة كلها مزيج سلالي. العروبة فضاء ثقافي روحي، مثل الفضاءات الثقافية الأخرى في العالم (الثقافة الأوروبية... إلخ)، تنتعش وتغتني في أجواء الحرية، وتتجدّد دائمًا بالإبداع الثقافي العربي
نُشرت رواية "تيفوئيد ماري Typhoid Mary " لأنطوني بوردين، سنة 2001. وتعبر عن القصة الحقيقية والمثيرة للسعي وراء مطابخ مدينة نيويورك التي كانت بحلول أواخر القرن التاسع عشر ، قد وضعت حدا لتفشي حمى التيفوئيد الذي أهلك سكان المدينة. يكشف أنتوني بوردين عن الظروف المروعة التي سمحت بانتشار التيفوئيد القاتل على مدى عقد من الزمان.
استلهم غسان كنفاني مسرحية الألماني برتولد بريشت "دائرة الطباشير القوقازية"، وحوّلها إلى رواية فلسطينية الأسئلة دعاها: "عائد إلى حيفا" عالجت عودة يقبل بها الحلم وأخرى مستحيلة. سرد الروائي وقائع لاجئ زار بلدته المحتلة، بعد حرب 1967، ودخل إلى بيت كان له وسأل عن "طفله" الذي نسيه في لحظة الخروج المرعب،