يفتش عن ساق امرأة مكشوفة ليسدل عليها تنورتها. أو قنينة شراب ولو فارغة ليحطمها. أو كائن تفوّه بعبارة انحرفت يساراً، عن غير قصد، ليصمه بتهمة الماركسية، وتحدي الذات الإلهية. والمثير للدهشة والشفقة والقهقهة، أن هذه المطاردة الضارية لا تحدث في الشارع، بل داخل نص أدبي يتفنن الرقيب في تحويله إلى مصيدة لكل من تــــسوّل لـــه نفسه الترويج لشاعرية الحياة،
تقبض نصوص ( ابحث عنك على Google ) لقيس مصطفى على يد القارئ إلى مغامرة شعرية تمتد على أكثر من 50 صفحة تتوزع فصولها على مقاطع شعرية تحمل عناوين ( غاضبة ) و ( حاقدة )
و قصائد الألفة و اللوعة و التقرب ضمن ضيافة ( قصائد زرقاء ) وكل هذه النصوص التي جاءت متنوعة كطريقة التعبير و التشكيل و المواضيع الحسية و الإنسانية , تكشف شعرية البرهة أو التفاصيل ( الشخصية ) موغلة في الخصوصية الحادة , بقسماتها و سياقاتها التركيبية و قوانينها الداخلية و تقنياتها الفنية , عبر إيقاظ العادي الكريه و إمداده بقدرات شعرية تترجم الأحاسيس و الأفكار و تسجل الوقائع اليومية الدقيقة بكل واقعيتها ( الشرسة ) و( الشاذة ) ببياضها و سوادها , ببرودتها و سخونتها , أفكار شيطانية ( لغاية في نفس إبليس ) تشي بسلوكيات تفضي بالأخير إلى كتابة شعرية مثيرة تستولي عليها اللغة لتختمها بختمها و تأتمرها لوظائفها الشكلية :
الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مارس 2009 وهو يضم أربعة فصول ومقدمة في 336 صفحة من الحجم الكبير وغلاف من تصميم صبري عبد الواحد المشرف الفني بهيئة الكتاب، ومن المقدمة اخترت كلمة للغلاف الأخير جاء فيها: يوسف الشارونى رائد مدرسة أدبية تجريبية باتت تعرف باسمه وهى المدرسة التعبيرية في القصة القصيرة التي بدأ كتابتها منذ الأربعينيات؛ لقد حاول الشارونى استخدام مفردات التجريب في مختلف عناصر القصة فمن ناحية البناء اعتمد على تفتيت الحدث القصصي وتشريحه وعلى التزامن بين الأحداث، واستحداثه لنمط القصة ذات البعدين التي يتوازى فيهما خطان حدثيان يمثل أحدهما رمزاً للآخر، وكذلك لاستخدامه للشخصية التعبيرية والشخصية الكابوسية التي أتاحت له التعبير عن أزمة الفرد المعاصر، ومحاولته الخلاص منها، كما يظهر المكان بوصفه دالا علي الشخصية التي تتخذ الكثير من سماتها عبر جدلية بين الأنا التي تعبر عن داخل الشخصية، والخارج أو المكان الذي
مُغامرة التُخوم القصيّة للحياة والموت أمْ لعبة "المَصائر المُتقاطِعة"؟
1- رمزيّة الشجرة.
بين رمزيّة الشجرة- الأسطورة و"شجرة الحروف" لأديب كمال الدّين صلة وثيقة تستعيد الكتابة الشعريّة من خلالها تُراثا بل تُراثات ضاربة في القِدَم، كأن يتواصل الاعتقاد في دورة النماء، بدلالة الخلق القديم منذ نشأة وعي الشجرة بثقافة النبات البِدائيّة والتمثُّل الحُروفيّ استنادًا إلى الأبْجديّة العربيّة، وبالمشترك الأسطوريّ والتشكيليّ الماثل فِي ماهيّة الحرف وتَمَظْهُره العلاميّ. فمُنْذ ملحمة كلكامش كان للنبات حضور مركزيّ في تصوُّر العالم والوجود، كنبتة الخلود الضائعة ومشاهد الغاب في مسيرة كلكامش التراجيديّة، وكـ"آدون" إله الجمال والحُبّ في الحضارة البابليّة أو "تمّوز ساكن ظِلّ شجرة الحياة"(1) الّذي استحال لدى الكنعانيّين إلى أدونيس لينتقل إثر ذلك إلى
صدر مؤخرا كتاب "علامات" وهو عبارة عن "تأملات" مختلفة في الأدب والفن والحياة للكاتب الخير شوار، عن منشورات "دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع". وعبر تلك النصوص المركّزة التي ناهز عددها الثلاثين تناول الكاتب شتى المواضيع متنقلا من الأسطورة إلى الأدب إلى الفن التشكيلي، بأسلوب تمتزج فيها لغة الصحافة البسيطة بالسرد الأدبي المشوّق. فمن الفيلسوف اليوناني القديم سقراط الذي استعاده الروائي اللبناني ربيع جابر في روايته "كنت أميرا" ويستعيده الكاتب هنا من خلال قراءة مختلفة للرواية وربطها بنص سردي آخر للكاتب التونسي الراحل محمود المسعدي (السندباد والطهارة) والذي نشر على هامش عمله الشهير "مولد النسيان" من خلال جزئية بسيطة جدا، مرورا بالكاتب الأرجنتيني الراحل خورخي لويس بورخيس الذي يحضر بقوة بملامحه ومتاهاته وصولا إلى لغة
مؤلف هذا الكتاب هو نور المضيء أحد أبناء سلمان المرشد منشئ حركة المرشدية التي يحاول الكتاب الذي نعرض له تقديم لمحة عنها تعبر بالطبع عن رؤية الحركة باعتبار الصفة التي تسم المؤلف كابن للمؤسس الأول وهو ما يكشف نور المضيء عنه منذ البداية.
يشير المؤلف في هذا الخصوص إلى أنه يتوخى تقديم صورة حقيقية ولو مصغرة عما يسميه الهوية المرشدية من خلال لمحات عن الحركة وماهيتها وتاريخها وأعرافها في محاولة كما يذكر نور المضيء مرشد لدحض بعض الافتراءات على الحركة، وحسبما يذكر المؤلف فقد اعتمد في كتابة الأحداث على روايات المعاصرين من المرشدين وعلى الوثائق الرسمية ووثائق عربية وأجنبية وإن كان اعتمد بشكل كبير على مشاهداته العينية خاصة انه يكتب عن تاريخ كان طرفا فيه.
بعد مجموعته القصصية "الغواية البيضاء وبعض أسمائها"، نصوص سردية، الصادرة بالرباط عام 1998، أصدر الصحفي المغربي شكري البكري ديوانه الشعري الأول بعنوان "فواصل الغياب"، قصائد، عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء. الديوان يقع في 70 صفحة ويحمل في غلافه الخلفي إضاءة للشاعر المغربي أحمد بلبداوي يقول فيها:
"قصائد "فواصل الغياب" تبدو معصورةً على البارد، لم يُبق منها عاصرها إلا ما كانت بكراً ممتازة.
قد تلذعك صورةٌ هما لذعاً خفيفاً، لكنك تكتشف أنه لذع محبّب تستلذه فتطلب المزيد. وقد تعترضك صورة هناك للموت، ولكنك واجِدُهُ "خطّاً أبيض، يتوسط طريق الطريق". فلا تخف، لأنه سيمر فوق رأسك. يموت الموتُ ويبقى الطريق... "
يواصل الشاعر المغربي بن يونس ماجن مسيرته الشعرية في اصدار جديد عن دار الزمان للطباعة والتوزيع والنشرفي دمشق- سوريا بعنوان"فرامل لعجلات طائشة في الهواء" يقع الكتاب في 83 صفحة من القطع الوسط ويضم بين دفتيه 20 قصيدة لوحة الغلاف للفنان جبر علوان و تصميم الغلاف جمال الأبطح
ومن قصيدة: "وجوه انتهت مدة صلاحيتها" نقتطف:
وجوه بلا تجاعيد مقنعة
كسيرة النفس
منكمشة الابتسامة
عن منشورات بلاغات بالقصر الكبير صدر كتاب "تجربة محمد الشيخي الشعرية"،في طبعة أنيقة تقع في 122 صفحة من القطع الكبير،ويعد هذا الكتاب تغطية للأعمال التي ألقيت من لدن مجموعة من الباحثين المغاربة بمناسبة الحلقة الأولى من سلسلة "بصمات إبداعية" التي تقيمها سنويا شعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان.وقد أقيمت الحلقة الأولى من هذه السلسلة بتاريخ 4/11/2008،وخصصت للاحتفاء بالشاعر المغربي محمد الشيخي ،الذي يمثل احد رموز الشعر الحديث بالمغرب .ويفتتح الشاعر المغربي احمد هاشم الريسوني الدراسات التي يتضمنها الكتاب بورقته الموسومة "بشاعر الوردة قراءة شعرية لمحمد الشيخي"وتحدث فيها عن تجربة الشاعر محمد الشيخي في علاقتها بشعراء السبعينيات الذين شاطرهم هم الكتابة والمعاناة، حيث ضل صاحب "وردة المستحيل"وفيا لما هدفوا إليه من خلال نصوصهم الشعرية أي كتابة
حورِيَّةٌ تَقْتاتُ مِنْ ضِرْعِ النُّجومِ
آمال عوّاد رضوان
في عُيونِ القَصائِدِ
تَهْزُجُ زَغاريدُ الأَحْلامِ
تَزْدانُ مَعابِدُ الصَّمْتِ بِنَوافيرِ الاقْتِرافِ
تَخْتَلِسُ زَيْتَ قَناديلي النّاعِسَةِ
تُسْرِجُ فَتيلَ اللَّيالي بِضَوْءِ اعْتِرافٍ