إن الإثني عشر ديواناً الذين فازوا بالمسابقة التي أعلنت عنها احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 يشير إلى مسألة ليست مريحة على أي مقياس تم وضعها. فقد حدث ما يشبه الاجماع لدى المهتمين والقراء أن سبعة دواوين على الأقل غير جديرة بأي صورة ليس بالفوز فحسب، بل بطباعتها ولو على نفقة الشاعر. وقد كُشف منذ البداية أن لجنة التحكيم المؤلفة من الشعراء والأصدقاء الأعزاء: عادل محمود وحازم العظمة ورشا عمران لم يكن لديها معيار حقيقي ونقدي للاختيار، فقد عبر أعضاؤها أن معيارهم الوحيد هو التذوق، وهذه كارثة. فالتذوق يختلف حتى لدى قارئ واحد للنص ذاته حسب توفر أو عدم توفر بعض العوامل... ثم ما هذا التذوق الموحّد الذي يجعل من سبعة دواوين على الأقل تفوز وهي غير جديرة بذلك حتى من وجهة نظر اللجنة، إذ وضعت لذلك تبريرات من
بعد نزوح الشعر الجديد في سورية نهائياً إلى المدن التي يراها بعضهم رمادية وضبابية ومؤطرة بالإسفلت، ويوحي لك أنك تواجه، من جميع الاتجاهات، الخطر القادم بالتصحر الجديد لينتشر في كل أراضي الروح. ثقافة المدن المعلبة بكل حرفية التصنيع الجاهز للإستهلاك بطريقة مريبة أحياناً، المدن الكبيرة التي تمنحنا فلسفة بأفاق مختومة، وتواريخ نهاية الاستخدام البشري بكل حتمية، وهذا الرأي ينسحب على الصعيد الشعري أيضا... ضمن هذا الراي، وعلى الضد منه تفاجئنا رولا حسن التي تنتمي إلى تيار الشعراء الجدد في سورية والتي أصدرت ديوانين شعريين: "شتاءات قصيرة" و"حسرة الظل" تفاجئنا بديوانها الذي صدر مؤخراً بعنوان: "نصف قمر" في خضم الانشغال باللغة المدنية التي يراها بعضهم، أيضاً، أنها: لغة عجولة حسب مقتضيات عصر السرعة... كمن يتفاجأ بنسمة هادئة تنساب من خلف البنايات الضخمة، تحمل معها عبق
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للفنان الشاعر "خالد الصاوي" ديوانه الشعري الجديد، والذي حمل عنوان "أجراس".يقع الديوان في 140 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: محمود ناجيه.
يقول الصاوي في تصديره لديوانه:
"لا يهمني على الإطلاق إن كان كتابي هذا شعرًا أم مجرد كتابة حرة سطّرتُها على مدار عشرين عامًا في الظل، في خضم معركة عمري كفنان شاب يسعى جاهدًا للوصول لشاطئ مستقر، مكافحًا ضد كل المعوقات القاتلة.. حتى عرف الناس اسمي مؤخرًا عبر ميدان التمثيل السينمائي أساسًا، بالإضافة إلى التأليف والإخراج المسرحي قبلها بقليل
.ولكن بقي السؤال لدى كل من أقابل : أين كنت يا خالد خلال كل تلك الفترة؟!
القص يأخذ لديه شكل الحياة , فأنت عندما تقرأ قصص عزيز نيسين لا تحكمك مقولة " كان يامكان" فقصصه, حياتك التي غفلتَ عنها علي جنبي الطريق ,كالحصان الذي يمنعه الواقي الذي ُيوضع علي عينيه إلا من رؤية أمامه وبالأحرى مسار حوافره فلا يجفل ومع عزيز نيسين يزال هذا الواقي, فتجفل من عبوديتك وتطلب الحرية ؛ لذلك كان رقما صعبا في الحياة الأدبية ذاق بسببه المنع والسجن والحرمان.إن ما يكتبه إنْ جاز تسميته بالواقعية الحياتية, تمييزا لها عن غيرها من الواقعيات, يتأتى من قدرته الفائقة على إدخال فعالية القص في الحياة ضمن نسيج, فأية محاولة لفصل خيوطه تؤدي إلى انهدامه ؟!؛كما يحدث في الحياة, فتعطيل العقل وقمع المشاعر وتهجير الحرية وتذويب الفرد في النسق الجماعي كلها تؤدي إلى فناء الذات الحرة الواعية وكما يقول مترجم هذه القصص "فيصل نور" في مقدمته للمجموعة القصصية " إن التخلف ليتولد عن القهر , وما من شعب يتخلف اعتباطا ويبقى متخلفا بمشيئته".
صدرت حديثًا الأعمال الشعرية للشاعر محمد حلمي الريشة، في ثلاثة مجلدات وقعت في (1297) صفحة، واحتوت على اثنتي عشرة مجموعة شعرية، كانت صدرت خلال السنوات (1980-2007) وهي: الْخَيْلُ وَالأُنْثَى (1980)، حَالاتٌ فِي اتِّسَاعِ الرُّوحِ (1992)، الْوَمِيضُ الأَخِيرُ بَعْدَ الْتِقَاطِ الصُّورَةِ (1994)، أَنْتِ وَأَنَا وَالأَبْيَضُ سَيِّءُ الذِّكْرِ (1995). ثُلاثِيَّةُ الْقَلَقِ 86-90 (1995)، لِظِلالِهَا الأَشْجَارُ تَرْفَعُ شَمْسَهَا (1996)، كَلامُ مَرَايَا عَلَى شُرْفَتَينِ (1997)، كِتَابُ المُنَادَى (1998)، خَلْفَ قَمِيصٍ نَافِرٍ (1999)، هَاوِيَاتٌ مُخَصَّبَةٌ (2003)، أَطْلَسُ الْغُبَارِ (2004)، مُعْجَمٌ بِكِ (2007)، باستثناء مجموعته الشعرية الأخيرة "كأعمى تقودني قصبة النأي" التي صدرت في السنة الماضية (2008)، وذلك عن "وزارة الثقافة- بيت الشعر الفلسطيني" في رام الله.على الغلاف الأخير، يكتب الشاعر الكبير محمد بنيس: "مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة شَاعِرٌ
عرفت المجتمعات العربية الإسلامية والمسيحية، عبر تاريخها الطويل علاقات اجتماعية وإنسانية متميزة، إذ انفتح الإسلام على المسيحية وحافظ على حرمة المسيحيين، واحترم علاقاتهم وعاداتهم ومعتقداتهم، ولم يشعر المسيحيون بالخطر على معتقداتهم مع مجيء الإسلام، إذ تثبت النصوص التاريخية الكثيرة أن المسيحيين وقفوا من المسلمين موقفاً ودياً، وحموا المسلمين الذين هاجروا إلى ديارهم فراراً من المشركين من أهل مكة، ويذكر الطبري في تاريخه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه الذين تعرضوا لأذى المشركين:« لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإنّ فيها ملكاً لا يُظلم أحد عنده، وهي أرض صدقٍ حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه.» ص 20. وقد قام النصارى بحماية المسلمين مرة أخرى في الهجرة الثانية إلى الحبشة.وقد تعدّت العلاقات الإسلامية المسيحية نطاق التعامل الاجتماعي
خضر الأغا صانع الجُمل بامتياز وإن بدا هنا في (الجاهلي...) يخاطر بالمعنى والأنساق المنطقية للتعبيرات الحركية للكلمات، موغلا أحيانا في الكلام العادي المباح الذي لا ينتج أي معنى سوى بقبقة لغوية سائرة تجوب النص وقد تبتز القارئ وتنفضه إلى جهات مجهولة ، ومع هذا فأن كل ما يكتبه خضر في مسيرته الشعرية هي بنظري كتابة تكتيكية جديدة مغايرة تماما في لغتها وبلاغتها وابتهاجها وقوة سحرها ، كتابة في المتعة والحيرة القرائية التي تصبح كمستوى ترفيهي أو كمستوى وظيفي معرفي :
أدركت – حين احتدمت في اللغة –
أن العماء مرمي على الجدران كالدم
بعيدا عن مخبرية اصطلاح الرواية وما تضمنه من خصائص مُيزت بها الرواية عن غيرها من السرديات الإنسانية, تأتي رواية هيولى "ل عقبة زيدان" كنص يضعك في مفترق أجناسي, فبعد الانتهاء من القراءة الأولى, تتكشف لك اللعبة التي تم وضعك داخلها والتي تقول : إنك أمام رواية , فتحضر قابلية التلقي للرواية وهذه القابلية تختلف بين جنس أدبي عن الآخر , ولكنك تتفاجئ أن الكل الذي يتكون من أجزائه وهو غيرها؛ من حيث أن الرواية شخصية مستقلة اعتبارية متميزة لها هويتها ترتبط بها عناصرها ارتباطا وثيقا لا ينفصم وهذه العناصر لا تملك هوية ذاتية خارج الرواية.لكن هنا تجد أجزاء الرواية شخصيات مستقلة تستطيع التعامل معها لوحدها أو ضمن مجموعها.فالسارد ع.ز :هو خط الأفق الذي يجمع تطلعات شخصيات الرواية وفضاءاتها وأساليبها النصية ومقاطعها وبإغفاله أو متا بعته لوحده تتلمس قصصا قصيرة وشعرا
رشاقة الجملة الشعرية في سعيها للقبض على حلم الأنثىبين مجايليها من الشعراء المصريين الشباب تختلف هبة عصام بانحيازها إلى قصيدة التفعيلة ، كما بتأنّيها ووقوفها الطويل بصبر وأناة أمام مسألة النشر ، هي التي انتظرت سنوات ، قبل أن تدفع للطباعة مجموعتها الشعرية الأولى :حلّة حمراء وعنكبوت".
هي قصائد أقرب إلى "منمنمات شعرية" نخال صاحبتها وقد غزلتها بشغف وصبر طويلين ، رغم تلك اللمسات "العفوية" التي لا تزال واضحة لنا ، والتي تجعلنا نتوقف أمام شاعرية "الهاجس ألأنثوي" وبوحه ، أحلامه وخيالاته ، ورؤاه المزدحمة بصور ورسومات تمزج الفكرة بالمخيلة ، وتدفع القصيدة إلى التعبير عن نفسها بلغة بسيطة ، سهلة ومنسابة ، وإن تكن ذات ظلال وتحمل دوما بعدها الآخر.
هبة عصام في "حلّة حمراء وعنكبوت" (منشورات دار شرقيات – القاهرة – 2009) تكتب من مقعدها في زاوية ضيقة ، منعزلة وشبه
العمة تولا أو السلطة تولا أو الخدعة التي يوقعنا بها الكاتب الأسباني ميغيل دي
أونامونو بسؤال يقض مضجع المطمئن؛ هل الغواية صنيعة الخطيئة أم أنها صنيعة الطهارة؟ .
هذا السؤال هو مفتاح سردي لرواية العمة تولا وكأن الكاتب يعدك بالجواب بعد قراءة الرواية لتعود لطمأنينتك وقبل ولوجك يضع أمامك مقدمة يسمها بجملة غريبة " يمكن لقارئ الرواية أن يتجاوزها" وكأنه يخيرك بين أن تكون قارئ للمعرفة وقارئ للمتعة
فإن كنت من النوع الثاني تفاجئ بأنك أمام رواية من النوع العادي ذات نمط كلاسيكي بالسرد بداية وسط نهاية وتنحل العقدة وستكون ك" راميرو" الذي اختار روسا الرائعة الجمال المطمئنة كالبلاهة ليكابد بعدها حبا غنوصيا يصل لحد العبادة ل"خيرتروديس"
العمة تولا فيما بعد كتجل خطير لسلطة الطهارة أو خبثها لتنتهي الرواية وكأن شيئا لم