عن دار الطليعة الجديدة بدمشق، وبموافقة وزارة الإعلام في سوريا (في بادرة هي الأولى من نوعها حسب درايتي) صدرت مجموعة شعرية (باللغة الكردية) للشاعر ريبر يوسف بعنوان "حَجِلاً أعبرُ الحقل". جاءت المجموعة في 78 صفحة من القطع الصغير، متضمنةً قصائد قصيرة /نثر، وهي مبوّبة زُوميّاً (Zooom) كأنّ الشاعر يشي لنا بأنّ للبصيرة عيناً مدرّجةً، لا يسعها استكناه القصيدة إلا بمقدار. القصائد، جلّها، موسومةٌ بالذاتية / اللا أنانيّة والتي تتواشج مع الوعي الجمعيّ عبْر اللحظةِ / المكيدةِ وفق زمنٍ تعاقبيّ مرّاتٍ وتداخليٍّ مرّاتٍ أخرى، بلغةٍ أقرب إلى الدارجة منها إلى الفصحى.
الشاعر يستخفف أحمالَه، مُكابراً في وجعه، فيما يعبر الحقلَ / الحياةَ. العنوان (كما هو مبيّن على غلاف المجموعة) منثورٌ في مفرداته؛ وكأنّ في عبوره هذا ما يُشظّي روحَه حماماتٍ. وإذ نشاهد الحرف(x) في مفردة الحقل (Bexçe) مكتوباً بالشكل
صدر لدى "دار الغاوون" في بيروت ديوان "ماء البارحة" للشاعر السوري المقيم في ألمانيا مروان علي.
ويتكوّن الديوان من ثلاثة أقسام: "ماء البارحة"، "ربما عطرك"، "يا للرقة... شمس وبحر وقراصنة يتهيّأون لمديح الماء" (القسم الثالث هو عبارة عن قصيدة مشتركة كتبها كل من الشعراء: قاسم حداد، لينا الطيبي، صادق الصائغ، مروان علي).
جدير بالذكر أن مروان علي من مواليد القامشلي العام 1968. نشر نصوصه ومقالاته في العديد من الصحف والدوريات العربية، وحاز جائزة مهرجان "دنيا" الهولندي للشعر عام 1997، كما تُرجمت نصوصه إلى لغات عدّة. وصل إلى أمستردام عام 1996، وبقي فيها حتى العام 2003،
سحر فكرة جهنمية
أقنعت المديرة صديقة لها إسمها سحر أن تتدرب في المختبر وتنوب عنها في إدارة القسم أثناء غيابها فكانت بهذه الفكرة كمن وضع إصبعه في عينه.
سحر شابة لعوب جميلة. كانت تحب أن تأخذ دور ماريلين مونرو فهي تمارس لعبة الإغراء مع جميع الرجال، لا فرق بين مدير أو فراش، وتستمتع كثيراً برؤيتهم وقد فتحوا أعينهم سارحين في جمالها وفتنتها. كانت حركاتها وسكناتها وضحكاتها كلها ذات مغزى مثير، وهذا ليس رأيي، بل رأي الجميع، ونتيجة لسلوكها غير المحتشم هذا، فقد انقسم رجال الإدارة فسطاطين، ما بين الناقد والمشجع لها، لكن الفسطاطين أخيراً اتفقا على أنها حلوة جدا، ومهضومة وتستأهل الوقت الذي يضيع لأجل عينها.
حين نستقرىء الريبرتوار المسرحي العربي أفقيا، يسترعي انتباهنا توا تربع المبدع المسرحي السيد حافظ على عرش التجريب، سواء على مستوى الكم أم على مستوى الكيف. فقد أبدع ما يناهز الأربعين عملا مسرحيا استحضر فيها مختلف الأساليب الفنية والاتجاهات الدرامية الحديثة والمعاصرة. ولكنها جميعا تظل وفية لمبدإ التجريب.
ومعلوم أن التجريب في المسرح العربي يظل موصولا بإشكاليتي التأسيس والتأصيل، حتى لا نكاد نفصل- أحيانا- بين هذه المستويات الثلاثة. فالمبدع المسرحي العربي حين يجرب الأشكال الدرامية من منطلق الحداثة، إنما يكون بصدد القيام بفعل التأسيس، نظرا لغياب القاعدة الجمالية الأصل التي يمكن أن تكون منطلقا أو قاعدة لفعل التجاوز الذي هو سمة أي تجريب.
صدر حديثا كتاب الجحيم نار وقودها الشعراء وهو سلسلة غير دورية تعنى بالشعر تصدر في سوريا ويرأس تحريره أمير حسين وريبر يوسف وفي هيئة تحريره أوميد خوشمان قادو عباس موسى .. وقد ضم فهرس العدد القصائد التالية منها ما هو مترجم عن الفارسية ومنها عن الكردية والعديد منها مكتوب باللغة العربية وفي ما يلي
يتضمن العدد الثاني ملفاً مسهباً عن القضيب (حضوره في الفنون والآداب والتاريخ والاجتماع الخ...)، ومحوراً عن العنف الزوجي من وجهتي النظر الانتي استيتيكية والسوسيولوجية. أما أبرز عناوينه فـ"القضيب بين الـ هو والـ هي"، "تسلل الى ما تحت ورقة التين"، "للمرأة قضيبها أيضاً"، "سأحدّثكم عن عضوي الذكري"، "مدخل الى ثقافة العنف بين الشريكين"، "قراءة في جماليات الكدمة"، "حكاية آنّا التي تضرب زوجها"، "قليل من الصخب، كثير من العنف"، "فنانو البين أب صيّادو الشبق"، "أجساد بينا باوش"، "فرنسين كريخ تقرأ ماضي الرغبة"، "عشب العانة البحري"، "الجسد على الخشبة، "هل تريد أن تنام معي؟"، "نظرة الى تجربة ذي ايروتيك ريفيو"، "النساء في فكر المتصوفة"، "لذّة الكاماسوترا التي لا تحتمل"، "الطموح العاري"، "القضيب بطلاً من أبطال الشاشة"،
على درج القصة القصيرة جداإن هذه القصص تصطاد المفارقات أساسا، بالتركيز على حياة الظلال أو الهوامش والتي هي جماع روح تحيا متوثبة بين الثقوب والأعطاب
صدر عن منشورات القلم المغربي مؤلف قصصي بعنوان «مظلة في قبر» للقاص والروائي مصطفى لغتيري، ويمتد على مدار تسع وستين صفحة من القطع المتوسط احتوت المجموعة على قصص قصيرة جدا، من بينها على سبيل التمثيل : المرآة، الخلاص، عشق، ظل، قمر، مبدأ، الشيطان، المتشائل، عولمة، لعبة...عناوين منتقاة بلاغيا وتخييليا. ومن الملاحظ هنا أنها أتت في صياغتها كلمة واحدة تراوح في الغالب بين التعريف والتنكير؛ أي أنها لا تقدم ولا تؤخر معرفة حول نصوصها . فكانت كحمولات مبأرة داخل النصوص . كما أن العنونة تنطوي على حوارها الداخلي لنصوص سابقة لموروث شعبي، لمعيش يومي سار في الأخبار
السحر الشعري الذي يطبع أجواء كتاب(ديوان الشعر الأمريكي الجديد) يرتكز على تأسيس فني معاصر يرسم خصوصيته خلال تجارب شعرية متنوّعة طازجة،ومختلفة الرؤيا ،تستطيع إنعاش القصيدة الحديثة بمعطيات لغوية جديدة و تصاوير بنيوية مغايرة للسائد ،تميّز الحالات الحسيّة المتناولة بشفافيتها المعلنة سريّاً بين النص والعاطفة، لالتقاط أدق التفاصيل اليومية وقولبتها في امتدادات شعرية أكثر ما يؤثر بها حمّى المكان ، واللوغوات الهلامية للزمن . ففي افتتاحية الديوان يتحدث المترجم عن أصناف الشعراء المختارين وسبب انتقائه لهم،ومدى تأثيرهم في المشهد الشعري الأمريكي ،محافظاً على التنوع والتباين واختلاف الأجيال، مما يجعل الديوان مشوق لمكاشفاته التي ستأخذ القارئ في رحلة شعريّة مميزة نحو(إفريقية،و أسيا والمكسيك وأوربة )، حيث جذور الشعراء الاثنين والعشرين المختارين
ميدان الجيزة, صورة عالية "البيكسل" يقدمها حمدي الجزار عبر الولوج في عوالم روايته"لذات سرية" للحياة التي تشبه الأنهار الباطنية المتغافل عنها ويوما ما لا بد أن تتفجر بحكم الطبيعة مغيرة شكل الأنهار السطحية المسيطرة, إذ يسمح له ربيع الحاج السارد الرئيس بالتلصص عليه والتلذذ بأسراره التي لولا اختلاف الأسماء لقلنا أنها تخصنا , هكذا ببساطة سر مشاع وكل يدعي كتمانه بفعل قوة السطح أو بالتقية.هذه النظرة الرباعية الأبعاد تكاد تختص بالميدان خاصة وبالمشهد العربي عامة من أقصى يساره إلى أقصى يمينه أو كما يغني أحمد عدويه في أغنيته " زحمه يا دنيا زحمه , مولد وصحبو غايب" التي يقولها سائق باص الإذاعة والتلفزيون " تصدّق بالله ماحدش فاهم حاجة" بعد أن دخل في مزاحمة مع سائق باص يشبه وجهه ميدان الجيزة كانت قد استوقفته رائحة" البانغو" في النفق الذي يبتدئ حمدي الجزار به روايته أو ربيع الحاج " أسراره , فيطلب من ربيع "سحْبة" تعدل مزاجه.
يظهر لنا الشاعر والمترجم جولان حاجي في ديوانه الجديد «ثمة من يراك وحشاً» أشد فتكاً وقسوةً على اللغة، فهو يقتحم قصيدة النثر من بوابة اللغة العربية الصافية موغلاً فيها، دون أن يخفى على أحد تأثره باللغات الأجنبية الأخرى، وهو بهذا التأثر يؤكد على مهارته في قيادة القصيدة النثرية والتلاعب بكلماتها لمصلحته، وهنا لابدَّ من الإشارة إلى تجارب الشعراء الأكراد الذين كتبوا باللغة العربية واثبتوا مهاراتهم، ولهذا فإن تجربة جولان الشعرية تشير إلى ولادة شاعر كردي أخر، سيسيطر اسمه على ملامح المشهد الشعري السوري وبقوة.ومنذ أن نبدأ بقراءة الديوان سنواجه غواية العنوان الذي اختاره جولان كبدايةٍ لمرصد الانتهاك الذي يمارسه كبدايةٍ للقصيدة، وهذا ما يؤكد عليه د.خالد حسين في حديثه عن العنوان في الخطاب الشعري فهو يقول:«يكتسب الخطاب بـ "العنوان" فاعليته، ليمارس ضغوطه على المتلقي، وينخرط في العالم، به ومن خلاله تتأسس فاعلية المتلقي، أيضاً، ليتسلل والعالم إلى ردهات الخطاب ومداخله (...) وفي النهاية، تلك