فأغلب المومسات اللواتي يعملنَ في هذا المجال المخملي، يعرفنَ كيف طريقة المعاملة مع الزبون، ويقمنَ بأعمال جنسية لا يقمنَ بها مع زبائن آخرين إن تواجدنَ بمكان لا يرقى لمكانتهن في عالم الدعارة وذلك من النوادر التي تحصل معهن. فطريقة التعامل مع الزبون تأتي بالمقام الأول من خلال الخبرة عند المومس، بالإضافة إلى التوجيهات الأولية من المكتب أو صاحب العمل التي تعمل لديه المومس. فعلى حسب مرتبة الزبون أو ثروته، تكون المومس طوع أمره وتحت رغبته في كل
) وهي كلمة يونانية الأصل، L”orgasme شيء يطلبه. فتجد أن المومس تكثر من الإنتعاظ (
(تعني قمة الإثارة الجنسية والشبق) ، وتفعل الأفاعيل مع الزبون من أجل إرضائه والتودد إليه، فكل ما تقوم به يعود لها بالمال والرضا وقد تكسبه خليلاً أورجلَ البنك المتنقل بالنسبة إليها.
الوهابية، في جوهرها، حركة موجّهة للمجتمع وليس الحكومة، وتستهدف القيام بعملية إعادة أسلمة المجتمع وصولاً الى إعادة إحياء مفهوم الأمة الإسلامية. على أية حال، بعد إقامة الدولة بدأت الوهابية في نقل جزء أساسي من اهتمامها واشتغالاتها لتغيير التركيبة المؤسسية للدولة، على قاعدة انحرافها عن المعتقدات الإسلامية (الوهابية). ولكن حين واجه الناشطون الوهابيون تحدّيات داخل حدود الوطن، نقلوا أحلامهم الى بقاع أخرى مثل أفغانستان، والشيشان، وباكستان، والبوسنة، ودول عربية مثل اليمن، وسوريا، ولبنان، والعراق، وأفغانستان، والجزائر إضافة بطبيعة الحال الى دول مجلس التعاون الخليجي.
فالتوافق التام إذن – دون أيّة مخالفات – يمكن اعتباره مثلاً بعيد المنال، يتجاوز أطرا اللغات التاريخية المعروفة؛ إذ ليس هناك نحو مطلق، ولا فن لغوي مطلق، جديرين بأن يبلغا هذا الهدف. والحل النهائي الذي يؤدي إلى التعبير العام الحقيقي غير المشروط لا يمكن أن يتحقق سوى في الرياضة؛ إذ نستطيع هنا فحسب تمثيل القيمة العددية الوحيدة بصيغ رقمية متساوية لا حصر لها، فالمائة هي: 50 + 50 و 4*25 و 700-600 وغير ذلك، وكل عبارة من هذه العبارات تطابق حتماً فكرة عقلية دقيقة لا تقبل الخلط عن المائة. فالتعبير الرياضي يتفوق هكذا على التعبير اللغوي ويمكن أن يتحرر من جميع الكلمات ويكتفي بمجرد الرموز والمعادلات. وقد كان "ديكارت" أول من رأى في الرياضة فكراً ناجماً عن اللغة ومتفوقاً عليها في نفس الوقت.
فاق الإخوان على حقيقة مثيرة للفزع، حين اكتشفوا بأن إمامهم لم يكن سوى مجرد (طالب ملك)، وليس إمام هجرة وجهاد. ويرجع هـ. ديكسون الخلاف بين قائد الإخوان فيصل الدويش وإبن سعود الى الأفكار الجديدة التي ناصرها إبن سعود وعمل على تحقيقها بعد إستكمال مرحلة إحتلال الحجاز. تمظهرت هذه الإزدواجية في العلاقة الوديّة التي تشكّلت مع الإنجليز، المصنّفين في الرؤية العقدية للإخوان في خانة الكفّار، والإخفاق في الإلتزام الصارم بالتعاليم الوهابية. وكانت إنتقادات الإخوان ضد إبن سعود تدور حول شؤون دنيوية مثل: إيفاد إبنه فيصل الى مصر وانجلترا، كونهما بلاد الكفار، واستعمال البدع الحديثة (التلغراف، واللاسلكي..)، والسماح للقبائل العراقية بالرعي في أراضي نجد والحجاز، والفشل في إرغام سكّان الأحساء على اعتناق الوهابية، ومنع فيصل الدويش وسلطان بن بجاد من تولي الحكم في المدينة ومكة على التوالي.
ذات القبعة الحمراء: يحاول التفسير البطريركي للحكاية إظهار البطلة كفتاة ساذجة لا تعرف شيئًا، وهذا يلائم طبعًا غرض هذا التفسير وبنيته، فالذئب تمكن من خداعها بسهولة شديدة عبر إقناعها بالتجول في الغابة، كما أنها لم تستطع التعرف على الذئب في سرير الجدة رغم عينيه ويديه الكبيرتين وفمه الواسع وصوته الأجش. لكن، كيف تمكنت ذات القبعة الحمراء من التجول والتوغل بعيدًا في الغابة، التي تدخلها للمرة الأولى، دون أن تضيع الطريق إلى منزل الجدة؟ كيف لم تكسر هذه الفتاة الساذجة زجاجة النبيذ التي أوصتها أمها بأن تحافظ عليها رغم أنها خالفت أوامر الأم في عدم الحياد عن الطريق؟ لا يمكننا رؤية البطلة في هذه الحكاية كفتاة ساذجة بل كفتاة تدخل التجربة بكل ثقة مزودة بلقبها: امرأة، وبخبرة الأم الداخلية: النبيذ. والحوار الذي يدور بينها وبين الذئب-الجدة هو حوار رائع يرمز إلى قرب وصولها ذروة الخبرة الجنسية عبر التوحد مع الذئب-الجدة ذاتهما
من بين الايات , التى طالما تسببت لي في عسر هضم فكري حاد , اثناء دراسة القرآن , تبرز الاية رقم 33 في سورة النور والتى تقول "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌِ " . وكان الجزء المتعلق بالبغاء ,- والذى يبدو أنه قد أقحم أقحاما على النص , وبصورة لا تتناسب مع سياق الاية - يشكل لغزا عصيا بالنسبة لي ..الاية موجهة للمسلمين ,فما علاقتهم بالبغاء؟
وأيضا يأخذ الوزير " يونان " بالقص على الملك مجيبا على قصته عن " ندم الملك السندباد على قتله الباز " بقصة يسمعها الملك من وزيره يونان حول " ابن ملك مولع بالصيد " , ثم عندما يقرر الملك يونان قتل الحكيم رويان بعد دسيسة وزيره , وقبل تنفيذ الإعدام , يقول رويان الحكيم للملك وهو يستجير ويبكي : "أيكون هذا جزائي فتجازيني بمجازاة التمساح " فيسأله الملك : " وما حكاية التمساح ؟! " وهنا يمتنع الحكيم عن سرد حكايته لأنه – كما قال للملك – لا يمكنني أن أقولها , أي حكاية التمساح المفترضة , وأنا في هذا الحال , وهنا تحديدا ولحكمة رويان البالغة تفوتنا حكاية التمساح – كما تفوت شهريار – ولا يرويها لنا وتبقى معلقة ولا تشبه الاسترخاءات والاستجابات التي نلحظها عند الرواة بمجرد سؤالهم .. وما تلك الحكاية ؟ أو , كيف حصل ذلك ؟ لتعود الرواية إلى قيادها من خلال الصياد الذي يروي للمارد القابع داخل القمقم , ذلك الصياد الذي تروي حكايته شهرزاد لشهريار المأخوذ القابع في مخدعه ..
وقد تميز هذا العصر بكثرة الترجمات لمختلف الفلسفات والثقافات الفارسية والإغريقية والهندية وغيرها مما ساهم فى تكوين الفكر الإسلامى الذى كان يرتكز على اربعة مجالات رئيسية هى : الفقه، وعلم الكلام ، والفلسفة ، والتصوف. بعد ان تمكن العرب من تحقيق انسجام ما بين تلك العلوم الدخيلة وبين ما جاء به الإسلام فأبدعوا من خلالها نتاجا فكريا موسوعيا باللغة العربية والتى لاقت رواجا وانتشارا لم تصل إليها من قبل. فقد كانت رسائل اخوان الصفا دليلا على نضج الثقافة الإسلامية وثمرة يانعة من ثمرات التفكير الإسلامى الذى بلغ ذروة تألقه وتطوره فى تلك الفترة التى ظهرت فيها الرسائل .
وإذا نظرنا إلى الذين يستريبون من الفن بذرائع دينية، لألفينا الكثير منهم يرتعدون - فرقاً - من حرية التفسير والاجتهاد، ويتجمدون عند الحرف، خشية ما تؤدى إليه الحرية من تحطيم عالمهم المستقر، الذي يجدون فيه الأمن والنفوذ، فكأنهم يمثلون فرقة من (الكهنوتية الشمولية) - إن أبيح ذلك التعبير - تشغب على كل من يحاول الإفلات من سطوة تفسيراتهم الجامدة، أو ممن يجعلون من الدين أداة بطش وترويع ليستمدوا منه سلطانه، أو ممن يخشون على أنفسهم من الفتنة والتفكير، فيسمرون أقدامهم حيث تقف عقولهم، ويتدثرون بما يحجبها عن التأثر بأية مشاعر أو أفكار، أو ممن اتخموا في شبابهم بالآثام والخطايا، ثم يحاولون التكفير عما اقترفوه باتخاذ مواقف متطرفة من مهنهم السابقة، أو ماضيهم القديم، أو ممن تسطحت عقولهم، بفعل الجهل، بكل شيء، وضمرت تجاربهم، فلا يسيغون إلا ما يتملق جهلهم وضيق أفقهم (32).
وفي تقديري أن التأثير الأقوى صدى كان لدراسة كمال أبوديب البنيوية عن معلقة لبيد، التي كانت تأسيسًا لمنظور جديد بالفعل في دراسة الشعر العربي بعامة، والشعر الجاهلي بخاصة. ولم يكن من المصادفة أن تصدر دراسة كمال في السنة نفسها، التي صدر فيها كتاب إدوارد سعيد «بدايات» الذي كان ابتداء جذريًا في أفق جديد واعد، من منظور المقصد والمنهج، وفي السنة نفسها، التي صدر فيها كتاب جوناثان كلر عن «الشعرية البنيوية» الذي كان تأصيلاً للبنيوية الأدبية، وترسيخًا لمنهجها في دراسة الأدب، وكشفا عن إمكاناتها وتقنياتها، الأمر الذي أدى إلى الاتساع بمفاهيمها في دوائر الاستقبال المختلفة، والإسهام في إغواء الدارسين بها، خصوصًا بعد أن أزال الكتاب غموضها، وأبان عن عناصرها التكوينية والعلاقة بين هذه العناصر بما جعل الكتاب نفسه نموذجًا بنيويًا في النقد الشارح، أو ما بعد النقد.