بعد ثلاثة آلاف عام تقريبا من وفاة الشاعر الأغريقي (هوميروس) ,لاتزال قصصه الملحمية عن حرب طروادة والأحداث التي تلتها,مغزولة بعمق في نسيج ثقافتنا.هذه القصص التي تدور حول الفخر والحماسة وبطولات المعارك والعودة الى الوطن بعد غياب,لاتزال تترجم وتعاد طباعتها بعد دخولنا الألفية الجديدة.حتى إن الناس الذين لم يقرأوا كلمة واحدة عن (الإلياذة ) أو (الأوديسة) يعرفون العبارات التي ورّثتها لنا مثل - حصان طروادة ,كعب أخيل ,الوجه الذي أطلق ألف سفينة – وغيرها. ننكبّ اليوم على ملاحم هوميروس ليست فقط لكونها منبعا للحكمة القديمة
في الحريةِ غوايةٌ لا يعرفُها إلا من تذوق طعمها , إنها صوت الغناء الذي يُهدي البحارة الأشداء إلى أعماق المحيط و النقطة التي يتحد فيها الوعيُ باللاوعي
عند من تأسرهم غوايةُ الحرية يصبح الجسد أداةً من أدواة الحياة و لا تبقى الحياة تحت رحمة الموت و من تنازل عن حقه في الحرية لصالحِ الحياة يصبح بليداً مثل بغلةِ الحرب العجوز , فغواية الحرية تضع العقل في مساحاتٍ أوسع من مساحاتِ التفاهة اليومية لأنها صوت بوق الحرب الذي يضخُ الدماءَ في الجيادِ و المقاتلين و هي الانتشال الحاسم للدماغ من مياههِ الآسنة
ولكي يلقي فوزي كريم مزيدا من الضوء على مأزقه الروحي يستعين بشواهد واقتباسات وأسئلة غنية من فنانين وفلاسفة, منذ الإغريق حتى كانت, شوبنهاور ونيتشه. إنه يجد نفسه في وحدة حتى في مدينة لندن, بفعل افتقار المحيط إلى أصدقاء متعاطفين, قادرين على الحوار بالشأن الموسيقي, ويتساءل لِم بقي العرب بصورة عامة وراء شعوب بلدان غير الأوروبية, مثل اليابان والصين والهند التي التحقت بالركب الإنساني في إنجاز حصتها من الموسيقى الجديّة مع بقائها تنعم بموسيقاها الشعبية والترفيهية كما يؤكد منير الله ويردي (موسيقي). لا شك أن بين الموسيقى الجادّة (الكلاسيكية)
إن ظاهرة الدعارة لم تأت ِ من بابِ الفراغ أو الحاجة للإشباع الجنسي فقط أو الحاجة المادية ، إنما ترتبط بمصالح اجتماعية ( سياسية ) أحياناً عند المومس أو المُـروّج لها أو الشخص الذي يحميها ويدفعها للعمل في هذا المجال " صاحب المَـنْـصِـب " لحسابات ٍ ومنافع شخصية أكانت في المجتمع الذي يحيطهما أو على مستوى أبعد من ذلك كنظرة مادية ( مَـنْفَـعية ) وهذا ما نشاهده كردة ِ فعل ٍ من الناس تجاه هذه الظاهرة المُستشرية على أنها مرضٌ مُستفحل ساعَدَ على وجوده عدة عوامل ، أهمّها المروجون لها
وهكذا ينطلق الرومي ليشرح نظرية وحدة الوجود عبر الناي وآلامه وأنينه واغترابه. وهو القائل " عقد الخلائق في الإله عقائدا وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه". ترك جلال الدين الرومي ميراثا أدبيا هائلا يعكف المختصون على دراسته دراسة علمية شاملة. فقد كرّس المستشرق البريطاني رينولد نيكلسون خمسة وعشرين عاماً من عمره لترجمة "المثنوي" ودراسته، وأصدره تباعا في ثمانية مجلدات بين 1925 و1940. كما إن كولمان باركس وهو شاعر ومترجم أميركي أصدر ثمانية كتب متسلسلة عن الرومي كان آخرها كتاب " ماهية الرومي
كلٌ منا يعرف موقف الإسلام من الخمرة ، والاستناد إلى هذا الموقف أتى بالنصوص الصريحة القرآنية في اجتنابه القطعي ، بعد أوّلَ البعضُ الآية الأولى في عدم الاقتراب من الصلاة في حالة السكر ِ على أنها تنبّــه المخمور ( الشارب ) ألاّ يُــصلي وهو في حالة سكر أو محتسياً القليل منها . ونشير هنا إلى بعض الأشخاص من معاصري الرسول ( ص ) ومن الصحابة عينهم أو أتباعهم ، مثل سيدنا عمر بن الخطاب وشغفه في شرب الخمرة قبل الإسلام
الكاتب وحيد حامد، لم يُقدّم فقط قصّة أصيلة في " طيور الظلام "، بل كذلك مضموناً في غاية الجدّة، وفي آن واحد، في غاية الجرأة. إذ لأول مرة، ربما، تطرح في فيلم سينمائيّ فكرة " الزواج غير الشرعيّ " بين الإسلام السياسيّ والفساد السلطويّ في عهد حسني مبارك، الساقط. لعلّ عنوان الفيلم نفسه، هوَ مرآة لتلك العلاقة السياسية، المشبوهة، المتداخل فيها بقوّة رأسُ المال القادم غالباً من دول الخليج. إنّ " طيور الظلام " يَعرض بشكل واضح النتيجة الوخيمة، الكارثية، التي نتلمّسها الآن بُعيدَ انتصار الثورة ،
العولمة قد تكون تغيراً إجتماعيا للوهلة الاولى، وهو زيادة الترابط بين المجتمعات وعناصرها بسبب نمو التبادل الثقافي، فالتطور الهائل في المواصلات والثورة العظيمة في عالم الإتصالات وتقنياتها والذي ارتبط بالتبادل الثقافي والاقتصادي كان له دوراً أساسياً في نشأتها. ولكن المصطلح يستخدم للإشارة إلى شتى المجالات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وتستخدم العولمة للاشارة إلى تكوين القرية العالمية, أي تحول العالم الكبير إلى ما يشبه القرية لتقارب الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال الافراد،
غيرَ أنّ بَطليْ فيلمَيْ كمال الشيخ وهيتشكوك، الرئيسَيْن، يشتركان في أكثر من ناحية؛ سواءً في المَسلك أو الشخصيّة. فكلاهما، كما رأينا، يُعاني من مشكلة نفسيّة: المهندس شريف، كان يُعالج في عيادة الطبيب بسبب معاناته من الأحلام المزعجة. فيما أنّ المحقق السابق، جون، قد دخلَ أكثر من مرة إلى المصحّة العقلية لكونه مصاباً بعقدة الخوف من الأماكن المرتفعة. كذلك، فكلّ من البطليْن كان مرهفَ المشاعر للغايَة مع من أحبّه من النساء، فضلاً عن قيامه بالواجب بكلّ أمانة وإخلاص.
تحدّث "باسكال" عن العدل والعنف فقال (إذا كانت إقامة العدل بين البشر ممكنة عن طريق العنف, فهذا لا يعني على الإطلاق إنّ اخضاع البشر عن طريق العنف عادل). وحدث ذات مرة أن تأمل المفكر والروائي الروسي ليف تولستوي طويلاً في موضوع العنف الذي رافق البشرية في تاريخها المديد, وتساءل بحرقة عنه, وهل هو وسيلة لا مندوحة عنها, وسبيلا لا مفر من المضي فيه؟ أم أن هناك خيارات أخرى ودعوات للحياة من شأنها أن تحاصره ولا تدع له مجالا للانتشار, تمهيدا للقضاء عليه نهائيا,