توطئة: (المترجم) خمس سنوات على صدور قانون حظر الرموز الدينية في المدارس الفرنسية والجدل لا يزال قائما حول هذا الموضوع، ولعل أكثر ما يثيره هي الأحداث التي تندلع من فترة لأخرى في المناطق التي تقطنها الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا. يستعرض هذا الحوار المترجم وجهة نظر السيد برنارد ستازي قبل صدور قانون حظر الرموز الدينية كما يتضمن أيضا تعريفه للعلمانية وتفسيره لظاهرة الحجاب في فرنسا وغير ذلك من أمور متعلقة بأعمال لجنته المستقلة لتطبيق مبدأ العلمانية وحجج ومخاوف مؤيدي ومعارضي قانون حظر الرموز الدينية. ستازي هو أحد أشهر الشخصيات السياسية الفرنسية ورئيس اللجنة المستقلة لتطبيق مبدأ العلمانية، هذه اللجنة التي سميت أيضا ستازي تضم علماء ومفكرين متخصصين في قضايا المجتمع المدني من بينهم المفكر محمد أركون الذي يبرر تدخل اللجنة في مسألة حظر الرموز الدينية لاستبعاد الحساسيات الدينية من المؤسسات التعليمية وجعل المدرسة مكان هادئ للتعليم.
جبال الألب حبيبتي، ها هي إذنالأودية، ها إنّها تنحدر، بحيراتتتكوّن، وما الذي يصدر من الغيوم، ربّما نحن؟
آنذاك...
آنذاك حين كانت العزلة
غير منتظرة على باب دارك،
قاد باص الفجر ، في يوم الثلاثاء الماضي من هذا الشهر و كانت مصابيحه الأمامية لا تزال مضيئة ، الآنسة ريحانة إلى أبواب القنصلية البريطانية . و وصل مع زوبعة من الغبار الذي حجب جمالها عن عيون الغرباء ، إلى أن هبطت. كان الباص مزينا بأرابيسك من ألوان زاهية متعددة ، و كان مكتوبا على مقدمته عبارة ( تقدم أيها العزيز ) بحروف خضراء و ذهبية ؛ ثم على المؤخرة وردت عبارة ( تاتا – باتا ) و ( حسنا أيتها الحياة الطيبة ).
أخبرت الآنسة ريحانة السائق أن الباص بحالة حسنة ، لذلك قفز إلى الأرض و فتح الباب لها بيده ، مع انحناءة مسرحية حينما شرعت بالهبوط.
كانت عينا الآنسة ريحانة كبيرتين و سوداوين و براقتين بما فيه الكفاية لتستغني عن مساعدة
بعد مراسم الدفن، جمعت المرأة أبناءها الخمسة حولها، كما لو أنها تحاول و إياهم عمل المستحيل لإعادة استحضار زوجها جواوو فلورو الذي أغتيل أول أمس.
بيد أن هذه المواساة الحزينة لم تقو سوى يقينها بأنها أصبحت و بمعية أبنائها الخمسة بلا أب.
و أجهشت باكية.
و من الخارج أتى نداء:
ـ هل من أحد هنا؟..
ردت باكية:
نعيش في مدينة بلا نهر، هنا
الحدود فقط من الريح
أو زخّات المطر. هذا ما
يخيف أخواتي ليلا،لكن
لا يمكن البكاء في بيتنا، ربّما
لكان يساعدهنّ، ربّما لكان
يوديبعقولهنّ. إنه الجليد
زوجتي سعيدة. غالباً ما استخدم خيالي في السرير. نمارس الحبّ والنور مضاء. أحدّق فيها، وهي تحدّق فيّ كذلك. في الصباح، تشرق عيناها. يمكنني أن أراهما متلألئتين من وراء نظارتها.
كانت هناك حديقة عامة في سفح الهضبة. الآن بما أن أوراق الأشجار على الأرض ، كان بمقدور مارتي أن ترى من نافذة المطبخ مركز اللياقة البدنية و جزءا من ملعب التنس ، و ذلك من خلال شبكة الأغصان السوداء. أخذت كعكة أخرى من العلبة الموجودة فوق الطاولة و التهمتها ببطء ، و هي تراقب الناس الذين كانوا في مركز اللياقة البدنية : رجلان و امرأة. كنت المرأة تتدرب على رشاقة الساقين. و الرجلان كانا يقفان بالجوار و حسب. و مع أن طقس اليوم بارد كان واحد من الرجلين قد تخلى عن قميصه ، و حتى من هذه المسافة شعرت مارتي بالصدمة من لون جلده الداكن الأسمر القاتم. نادرا أنت ترى بشرة مسمرة بهذا الشكل بين أفراد المجتمع ها هنا ، و لا حتى في الصيف. لا شك أنه قادم من بقعة أخرى من العالم.ذهبت إلى غرفة النوم و ارتدت بذة دافئة و زوج أحذية أديداس قديم. كانت الأطراف بالية أما حذاؤها الآخر الجديد فقد كان أبيض و يترك لديك انطباعا بضخامة قدميها.
شارل بودلير
لأني تنفست شذى نهدك الساخن
أغمض جفوني ليلة الخريف الساخن
فأرى شطأن فتون خجولة
تشع في الشمس بلا شفقة
جزيرة فيها الطبيعة تكثر
ثماراً عسلية على أشجار غريبة
لا وقت للشعر
يقول الرجل
وبينما يزيح شعوري