سألت الوالدة:" ماذا رأيت. سانت نيكولاس؟". و رسمت ابتسامة.
قلت:" نعم".
فتنهدت و استدارت في فراشها.
قلت:"أايته بأم عيني".
"بالتأكيد".
"لقد رأيته".
" بالتأكيد أنك قابلته" و استدارت بعيدا نحو الجدار.
قال الأولاد:"يا أبتي".
قالت الوالدة:" لقد بدأنا. أنت ووعولك".
قلت:"هيا ناموا".
سأل الأولاد:" هل يمكننا رؤية سانت نيكولاس حينما يصل؟".
قلت:" يجب أن تناموا. ستكونون نائمين حينما يأتي. لا يمكنكم رؤيته إلا إذا كنتم تغطون بالرقاد العميق".
جورج برناردشو (1856 – 1950 ): كاتب مسرحي إنكليزي. إيرلندي المولد. تزخر أعماله بالظرف والسخرية. ولد في دبلن بايرلندا من طبقة متوسطة واضطر لترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفاً. كان والده سكيراً مدمناً للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته . ورث من والديه الظرف والسخرية من المواقف المؤلمة والجهر بالرأي وعدم المبالاة بمخالفة المألوف والتمرد على التقاليد السائدة. رغم تركه للمدرسة مبكراً إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي. فالمدارس برأي برناردشو " ليست سوى سجون ومعتقلات". كان مناهضاً لحقوق المرأة ومنادياً بالمساواة في الدخل. سنة 1925 مُنح جائزة نوبل في الأدب فقبل التكريم ورفض الجائزة المالية
ثانيا، في الرسالة جناس أكثر من اللازم، حيث لكل كلمة ما يوازيها بنفس الصوت و لكن مع اختلاف في الإملاء و المعنى. حينما تتعاملين مع عالم كلمات يتأكد لك أن هذا التصرف ليس صدفة. لو قرأنا هذه الكلمات بالترتيب، سيكون لدينا: نواح، بائع، ساعة، أسلوب. و لو ترجمناها بتحويلها إلى ما يقابلها صوتيا ستصبح: نبيذ، قبو، خاصتنا، بيت المزرعة".
بعد عدة ساعات، وصلنا إلى بيت آل نيتيليستون الريفي و فورا توجهنا إلى القبو. و بضغطة زر على قابس الكهرباء انفتح أمامنا سلسلة أنفاق مملوءة بصفوف من الزجاجات الداكنة.
قالت: " أين هو؟ نحتاج لسنوات للبحث في هذا المكان".
" لا تستعجلي يا سيدة نيتيليستون. أولا يجب أن أسألك: كم يبلغ حجم ألماسة خاتم زواجك؟".
" ثمانية قيراطات. و لم يتوقف إدغار عن التباهي به".
في بلد معطر الأجواء تداعبه الشمس
تعرفت تحت قبة من الأشجارالأرجوانية والنخيل
الذي يتساقط منه الكسل فوق العيون
على سيدة خلاسية مجهول المفاتن
لونها شاحب دافئ تلك السمراء الساحرة
وعلى جيدها يبدو تكلف مترفع
هيفاء فارعة القوام تخطر كقناصة
لمعت أشعة الشمس من ورائها لدرجة اضطر معها أن يحمي عينيه بيده، و خيال الموسلين ألقى أشكالا تشبه أجنحة تمتد من ظهرها حتى السقف، فكر أوليفر أنها ليست بحاجة لوسائط النقل التقليدية. يمكنها أن تطير بسهولة إلى باي تاون، في تكساس، أو نوتنغهام، أو أي مكان في صفحة السماء. و لكنها في النهاية، طارت بالخطوط الجوية الأميركية. حصل ذلك قبل شهرين و ثلاثة أيام قبل الآن.
لابد من التنبيه ، أولاً ، إلى أن قراءتي التي أكتبها هنا عن الشاعر جيتون كلمندي تعتمد على هذه الترجمة العربية وليس على النص الأصلي باللغة الألبانية التي لاأجيدها ، ولذلك يمكن أن نتواصل أنا والقارئ العربي بسهولة لأننا نقرأ النص ذاته .. وهذه غاية مشتركة بيننا .
جيتون كلمندي شاعر من كوسوفو يكتب باللغة الألبانية ، ولبلاد كوسوفو وألبانيا صلات مزدوجة مع الشرق والغرب ، فهي تبدو كمصهر للثقافات الشرقية والغربية وللدينين المسيحي والإسلامي ، ولذلك فهي تمثل سبيكة نادرة في عالمنا المعاصر.
القصائد الحديثة التي كتبها كلمندي تندرج ، عموماً ، في تيار الشعر الحديث الذي عمً العالم ولكن شعره ينبضُ ، هنا وهناك ، بالطبيعة المحلية لبلده ، فهو يشير لحياتها الخصبة ولتاريخها العريق ولشخصيات من بيئتها ، وهو يصف طبيعتها وناسها ، وهذا ماجعل للقصائد طعماً خاصاً.
تعتمدُ أغلب قصائده على المفاجأة التي تظهر في سطورها الإخير ، حتى لو كانت القصيدة طويلة ، فهو يأسر بها القارئ ويجعله يفكر بعمقِ وقد يعيد قراءة القصيدة لكي يزداد معرفةً بسبب دهشته ، ويظهر هذا واضحا في أغلب قصائدهِ القصيرةِ وفي القصيدة الطويلة ، نسبياً، التي تتصدر بداية المجموعة :
يغوص القارئ وهو يقلب صفحات الرواية بقصص شتى لنساء وأطفال ساقهم النظام السوري إلى السجون دون أي مراعاة أو شفقة ودون أي ذنب أو تهمة.
تسرد لنا هبة بتفصيل بارع دقيق معاناة المعتقلات، دموعهن، مرضهن وجوعهن، تحكي إضرابهن عن الطعام لأيام طويلة ولعدة مرات للضغط على السجانين لتلبية طلباتهن، لعبُ السجانين بمشاعرهن والكذب عليهن مئات المرات بصدور قرار الإفراج، عاطفتهن الجياشة عندما يرين طفلاً أو حتى قطة، منعهن من رؤية أقربائهن لسنين وسنين، لا يملك القارئ إلا أن يبكي وهو يرى ردة فعلها عندما تعلم بخبر مقتل أهلها جميعاً في أحداث حماه وهي تقول أن الله أحبهم فاصطفاهم للشهادة، فلماذا علي أن أحزن!
اموس رياض الشعري كبير كبر قلبه وروحه الوسيعة التي راحت تتجوّل في كل التفاصيل والمشاهد والملموسات السورية، ذلك أن شعر رياض هو شعر ملموسيات، شعر حواس ودفء إنساني، فهو يأسى حتى لمرآى النمل في سيرته اليومية، أحياناً يتناسى حاله أو ينسى نفسه كي ينأى بها لدرجة الإهمال، من أجل التحدث عن سوريا وناسها، سوريا ومصائبها ومحنها، عن سوريا وجمالها ووداعتها وجمال طبيعتها. فشعر رياض في هذه الأعمال الخمسة هو شعر جامع للأضداد وقادر على حمل المأساة في يد والملهاة في يد أخرى، إنه شعر تفصيلي يتداخل في المُعقَّد، يومي قادر على الذهاب في التجريدي، واقعي يوحي بالفنطازيا والسوريالية، يوتوبي وله قدرة على السكن في حارة دمشقية عتيقة، كما كان سكنه في غرفة رطبة ومهملة في منطقة الديوانية في دمشق، قرب العدوي. كانت تلك الغرفة خشبية إلى حد ما، لا تتوفر فيها وسائل الراحة والمنافع الصحية، باردة شتاء،
واضح أن العالمَ محضُ محاكاةٍ، بمعنىً آخر، كلّ ما هو مرئيٌّ محاكاةٌ لآخر، أو هو الشيء ذاته بشكل مخادع.
منذ أن بدأت الجُمل "تدور" في العقول وِقفاً على استنباطها، ينتهي الجهد بتماثله الكليّ، بمعونةٍ من فعلِ الربطِ تربطُ الجُملةُ شيئاً بآخر؛ وتتّصل الأشياء كلها مرئيةً لو اكتشف المرء بلمحة واحدة وإجمالاً تقفّيه آثار خيط آريادني(*) الذي يقود الفكرة في متاهتها.
لكن فعل ربط التعابير ليس أقلّ توتّراً من وِصال الأجسام. وحين أصرخ "أنا الشمس"، ينتج انتصاب كليّ، ففعل يكون ليس غير عربة لسُعار شهوانيّ.
يعي كلّ امرئ أن الحياة محاكاة ولهذا يعوزها التأويل.
ولهذا فالرصاص محاكاة للذهب.
الهواء محاكاة للماء.
العقل محاكاة لخطّ الاستواء.
الجِماع محاكاة للجريمة.
وقد نقدّم الذهب، الماء، خطّ الاستواء، أو الجِماع، كمبدأ الأشياء.
وإن كان مبدأ الأشياء لا يماثل أرضية الكوكب الذي يبدو أنه القاعدة،
لكن الأرض صامدة.
و حراس الأبراج يلتهمون الشطائر.
في اليوم الثالث
فحص الجنود آذان
السقاة في البار، و المحاسبين، و الجنود الذين لا تريد أن تعرفهم.
انتزعوا زوجة باشا من سريرها مثل باب حافلة.
وفي اليوم السادس، ألحقنا اللعنة بالأرض فقط.
وهرعت روحي بقدمين حافيتين لتستمع إلى فاسينكا.
لم يعد عندي كلمات أشتكي بها،