أعدك حبيبي ... صدقاً سآخذكم هذا الأسبوع.
- متى ماما الجمعة؟
- لا الجمعة ...لا نستطيع.
- لماذا ؟؟ الله يخليكِ؟!
- لأن الجمعة في ثورة.
- ماما قصدك مظاهرة .... لأن الثورة مبلشة من زمان .... من وقت قتلوا حمزة الخطيب .
يمر هذا اليوم على الأسرة المتهمة بأنها "سلفية" بأقل الخسائر، أو ربما من دون خسائر، أما غداً أو بعده أو بعد بعده فلا أحد يعلم، أو ربما لا أحد يهتم حقاً.. المهم أن تستمر الانتفاضة العظيمة...
تختم الأم التي تنام مبكراً اليوم العادي بدمعة محبوسة تصر ألا تذرفها أمامهم: "تصبحوا على خير يا جماعة.. ادعوا لـ"جمال" يطلع بالسلامة
وعرفاناً بالجميل، قام الفرنسيون بتسمية البطاطا pomme de terre أي "تفاح الأرض"، وذلك على سبيل التشبيه البليغ، وكمحاولة بائسة لإحداث حالة من التعويض، والإزاحة، والإسقاط بين التفاح الباهظ الثمن، وبين البطاطا، والتي غالباً ما كانت تظهر في رسومات عصر النهضة والحداثة على شكل حبات متسخة بالتراب كما في إحدى لوحات (العناصر الأربعة) لجواشيم بوكلاير، أو في لوحة (آكلو البطاطا) لفان غوخ
قرأت عن الأجهزة الالكترونية التي تباع بكميات كبيرة في سوق الحرامية (كثيراً ما كان يتبادر إلى ذهني سؤال: ماذا يفعلون بكل هذه الأجهزة والتقنيات والعفش الذي يسرقونه؟)، يبدو الجواب مناسباً تماماً: ما يسرقه هؤلاء الحرامية، لابد أن يباع في سوق الحرامية..
كما قرأت عن سرقة يمان القادري من قبل زملاءها الأطباء، حتى الأطباء، ومن سيهتمون بصحتنا في المستقبل تحولوا إلى حرامية!
مالذي يفعلونه بأرواح الناس، بأخلاق الناس؟، بأبسط بديهيات الحياة بين البشر؟
عشرة أشهر، على الأثر، وحضرَ الوزيرُ إلى عرين سيّده. فلاحظ ثمة، أمام المدخل، أنّ أكوامَ العظام المتراكمة قد أضحت بحجم تلّ كبير، فهز رأسه بحركة تدلّ على الأسف. فما أن مثلَ في حضرة الأسد، حتى بادره هذا بنبرَة متوجّسة: " أعدادُ الضحايا لدينا، تزداد بشكل غير عاديّ. والمؤامرة الخارجية لم تهدأ، بل إنها تستعرّ أكثر باقتراح جديد؛ وهوَ أن يحلّ أحدُ الحاشيَة بمحلي على رأس الغابة "
" من الطبيعي أن يزداد عددُ الضحايا، ما دام أهلكَ لا يعرفون الشبَعَ "
الطفولةُ في سورية اليوم أصبحتْ من ضمنِ اللعبة اليومية . يقتلُ الأطفالُ حتى الرضّع منهم، ويُذبحُ أهلهم أمام أعينهم . ما أسعد طفولتنا أمام طفولة أولادنا ! وما أسعد طفولة أولادنا أمام طفولة هؤلاء الذين هم بعمر أحفادنا !
الطفولةُ الآن هي في أكثر مراحلها انتهاكاً للحقوق . وعندما تنتهك حقوق الأطفال . سيبقى الأمر عالقاً في ذاكرتهم . سيعزّز لديهم ثقافة الانتقام . أو الانهيار الإنساني . فما زال بعض ضحايا الحروب الذين كانوا أطفالاً في الأماكن التي سادتها الحروب الأهلية ، وأصبحوا شيوخاً اليوم
سقطت سورية في فخ المعارضة والسلطة، واصبحاهالي سوريةيستغيثون ويستجيرون ممن حولهم لمد يد العون لهم وعندما اعلنت" ابو ظبي "عن فتح حملة التبرعات لصالح الشعب السوري المنكوب احسست بانها فتحت بئرا في روحي ، كل جسدي صار مطعونا ولا ادري من اي الجهات تاتيه الطعنات . كرهت السلطة ،كرهت المعارضة وتمنيت لكليهما بالفناء و العدم.
سورية بيت الجميع .كانت بيتا للعراقيين وللفلسطينين واللبنانيين، صارت اليوم منكوبة وتمد يدها تستجدي رحمة الاخرين
خُطبت ليلى لعماد منذ أربعة أعوام و لم يعق اختلاف طائفتيهما قصة حبهما و لا خطبتهما, بعد أسبوع ستزف ليلى إلى خطيبها وتعيش معه تحت سقف واحد .....
قصصهما في منتهى الطرافة, و دائماً يلجآن إليّ للمشورة و الفصل فيها, و رغم أنني لا أجيد الحكم و لكنني أجد متعة بحواراتهما و مشاجراتهما الصبيانية.
قبل شهرين كنت في بيت أهل ليلى حينما دخلا سوياً, عائدين من الجامعة إذ أنهما يدرسان في نفس الفرع .... كان عماد مغتاظاً و عصبياً, سألناه عن السبب
أفاق السكان صبيحة الأربعاء 15/2/2011 ولم يجدوا حاجزاً واحداً من عشرات الحواجز التي كانت تفصل بين أحياء وأزقة بلدتهم "الغوطانية" المحاصرة.. المتاريس اختفت، والدُّشم أزيلتْ، والآليات العسكرية الخفيفة والثقيلة سُحبتْ، والقمامة المتراكمة بين الحارات كُشطت ورُفعت.. حتى جدران الشوارع الرئيسية المليئة بالشعارات والعبارات المؤلهة والموحِّدة والمهددة بحرق البلاد وإهلاك أهلها طُليت.. وهكذا، فجأة، لم تبق ملامح نافرة جداً يمكن أن تفضح الحصار الخانق الذي ضُرب على هذه البلدة طوال نحو شهر، والدم الذي سال فيها طوال نحو عام، إلا بعض الحواجز الثابتة الرابضة على مداخلها وعبّاراتها، وإلا وجوه الناس.. الناس الذي لم يُعتقلوا، أو يُقتلوا، أو يهجّروا قسراً من بيوتهم.. حتى ذلك اليوم على الأقل.
من المهم الانتباه إلى أن الناس هم بشر من لحم ودم وبالتالي فتصاعد الأحداث وعنف النظام فرض واقعا وهو ظهور الجيش الحر على الساحة هذا الجيش الذي قد يشكل نواة الجيش الوطني الجديد بعد سقوط النظام بالإضافة للشرفاء من الجيش الوطني وسيكون له دور حتما في ضبط الأمن بعد سقوط النظام .. للدقه الجيش الحر مؤلف من عسكريين ومتطوعين.. العسكريين هم المنشقين من الضباط والمجنديين.. أما المتطوعين فهم شبان من مختلف الفئات والمناطق..