ليه يدمر ليه يبيد شعبو ويكوي
حرام عليه حرام عليه
جرح الأخوة وجرح الوطن مين يشفي؟ ربي يشفي
حرام عليه حرام عليه
أعدم أطفال الأمة وطفلو بإيديه
حرام عليه حرام عليه
لم أقدر على الصمود مطولاً، وأنت المعتاد على سماع صرخات الألم من غرفة مجاورة، يتعرض أصحابها للهتك تحت أجهزة الجلادين المحدّثة والمطورة سادياً، لإشباع شبقهم المسعور بضحية جديدة أو قديمة تسقط تحت أنيابهم ومخالبهم المسمومة.
لذا بدأت منك الانسحاب البطيء ، فما كان إلا أن تلفظتَ بحرف الحاء المضمومة، والمكوّر على أوجاعه بجانبك لفظ حرف الراء المكسورة، والثالث صرخ بحرف الياء المفتوحة،
شكرا لك أيها العام الفائت، دون مرورك الموجع بسطورنا وطعامنا وطبولنا ما تذوقنا طعم المواجهة وحلاوة الرفض، دون سردك المحيي لحكايا الإنسان في دهاليز ليالينا الموحشة ما تقلدنا صد البداوة اللعينة، لولا وخزك الساحق في خاصرة الاحتمال ما بصقنا هول الفساد،وما مزقنا مساحيق التراكم العطنة وما تلاحمنا بشرفاء الوطن المصلوبين على كف الفهم دا جنب دا جنب دا جنب دا، لولا انقضاء مهمتك النبيلة ما أهديتنا عاما جديدا مشرعا أماله صوب أفاق المضي جمالا ورقيا ونضالا لا تراجع فيه لاسترداد الحياة
وأخيراً : عدم دفع الفتاة إلى التخلّص من وليدها الذي أتى من علاقة يعتبرها المجتمع غير شرعية . أي حماية الأمهات العازبات ، وإعطاء الحقّ لهنّ في رعايةِ أولادهنّ . أسمعكم تقولون: غيرُ موجوداتٍ ! هن موجوداتٌ بعددٍ لا بأسَ به يستحقُّ أن نسنّ له قانوناً .
أعرفُ أنّ البعض لن تعجبه أمانيّ ، فما زالَ يسنُّ أسنانه على تقديم ذكورته ، والدفاع عن رأيه مدعّماً بالأحاديث ، والآيات الكريمة . هذا رأيه ، وأنا أحترم الآخر لكنّني أدافع عن رأيي .
يطبّلون و يزمرون ..... كرنفال الرقص النقري على أنغام الرصاص على الصدور العارية والرؤوس المرفوعة .....ضجة الموت والحياة .... يترامون كخراف العيد، لا دمع ينزل من عين، و لا ماء تنحدر من سماء .....
إياكم أن تحسبوا أن الجفاف حلّ بنا وتقيموا صلوات الإستسقاء .....
ألم تروا بأم أعينكم تلك الأرواح تنهمر تباعاً مطراً هاطلاً بلا انقطاع ؟؟؟
أم هيثم، المرأة السورية البسيطة الممتلئة بالحب والوفاء واليقين والأمل، ومثلها الآلاف على امتداد البلاد، ينتظرن كل يوم أن يعرفن شيئاً عن مصير الأخوة والأزواج والأبناء والآباء المفقودين.. يتعرضن في سبيل ذلك للإهانة والاستخفاف والطرد من المكاتب ومن حول الأسوار والدشم الحصينة.. يتحملن الابتزاز المادي، ويقاومن النظرات والتلميحات والتصريحات المهينة لأنوثتهن وإنسانيتهن وشرفهن ووطنيتهن.. يتمسكن رغم كل المحبطات والنذر السيئة بالأمل الواهن..
هنا في هذا الفراغِ الأبديّ، ووسطَ هذا السكونِ اللامتناهيّ، وبين تلك الجدرانِ الخرساء، وتحت السقفِ المذعور، وُلِدتُ مع أوراقي ومحبرتي وطاولتي، وُلِدتُ علّني أتذكّرُ بعضَ الكلماتِ لأبدأَ بها قصّتي، قصّة معركتي مع الزمن...
معركتي مع الزمنِ هي أنَّ محنَه تُقصمُ ظهري وتُكسرُ سيفي، لاستلَّ سيفَ الوقت، وأتفاجأَ بأنَّ الساعات تطعنُني في قلبي والدقائقَ تقهقهُ ساخرةً من سيلانِ دمي، أما الثواني فتلوّحُ بيديْها لوداعي،
هيَ جدّتي لأبي؛ رَحلت عن دنيانا قبل مولد حفيدتها تلك، شيرين، بنحو ثلاث سنين.
في السيرة الذاتية نفسها، المَوْسومة، تتبدّى هذه المرأة بشخصيتها الريفية، القوية الشكيمة، بما أنها تتحدّر أصلاً من الزبداني؛ المدينة الساحرة، المُترامية باسترخاء في سفح أحد الجبال الحالقة، الفاصلة بين سورية ولبنان. ثمة، أين وادي بردى، الشاهد الأزليّ على مرور الجدول الخالد، الذي وَسَمَهُ الإغريق بـ " نهر الذهب "، بالنظر لعذوبة مياهه وصفائها
آخرُ مَرَةِ التـَقـَيتـُك ... أنكـَرتَ فيها انكَ تــُحِبـُني وأنكـَرتُ أني احبك ... وصَرَخنا كـَما يـَشتـَهي الصَوتُ العالي أن يَملأ العَتمَة ...تـَخلينا عن بَعضِنا بِكـُل شـَهية للوَحدَة والانكِسار ورَغبَة لنـُهدِي الدُنيا خـَيبَة ً جَديدة وقِصَة حُبٍ فاشِلة .. لم تـَنسَ لونـّيَ الأزرَق، نسيتَ أن تـُدَقِقَ في المَلامِح المَكسورَةِ التي تـَركـَها خـَرابُ الحَربِ البَشِع، قـُنبـُلة ً واحِدة كانت كافية ً لتـَنسِفَ عالمِي الصَغير، حالفَ الوَقتُ البـُندُقية، لم يَنجُ أي شيء حتى جَسدي
التبني ، والآن ركبَ الموجة . يحتاجونه كمكوّن مختلف ليس إلا .
- لكنك لم تبدي انفعالاً . كنتُ سأضربُه . فقط انتظرتُ أن تثوري .
- هون عليك يا رجل . هذا الكاتبُ من ضمن المعارضة الفاعلة . علينا أن ندللهم.
- لا تبدين متحمسة للكلام . هل تغيّرتِ ، ولم تعودي مع الثورة .
- حبيبي . أنا مع الثورة . لا تهتم . هؤلاء سينتهي عمرهم بعد بزوغ شمس الحريّة . الثورة تغيير في الوعي .