في الدقيقة الأخيرة من العام تتعلق بعيونك أحلام صبية لفّت إزارها ولملمت شالها ليلة أمضت معك تجمع عمرها بشهقة وعام انتهى معك يبنى لها أسرة تتلهف لدقيقة قد تأتي تحت جناحك تختفي, وجُنْحِ ليل, تطوي خيبتها قبل أن ترحل.
في الثانية الأخيرة من عامٍ عامَ على قلب الأمور أوسطها لا انتهت ولا بدأت ولا لملم رمل الوديان نخيلَها ولا انثنت قامات الجبال على موعدٍ تُدَكُّ وظلم الحبيب, قسوة قربه, ونعيم رحيل
في عامودة . يسكنُ الرجالُ في المقاهي ليلاً ، وعندما يستيقظون . يتمشى الكتّاب والرسامون في شارعها الرئيسي الوحيد . أغلبيتهم عاطلون عن العمل سوى الحديث في السياسة .
يمشون في وسط الشارع ، وليس على الرصيف . تبتعدُ السياراتُ عنهم ، أو يفتح السائق نافذةَ السيارة ليطرقَ بيده على بابها كي يحيدوا عن الطريق .كلما أرى أحداً لا يمشي على الرصيف . أتوقّعُ أن يكون من عامودة
الصديقة الثامنة كانت تتهرب من كل النقاشات و الجدالات و تمتنع من أن تسمع بشكل جدي لأي من الآراء وتتلفت بشكل عشوائي، و عقلها شبه غائب عن الشلة، و إن أظهرت أيٌ من الموجودات دليلاً أو فيلماً أو صورة ما كبرهان ،على الموبايل أو الآي فون لا تقترب، و لا تحشر لا عينيها و لا أنفها بالموضوع ... الشلة في وادٍ و هي في وادٍ آخر ..... و جملتها المكرورة: ( الله يخليكن غيّرونا هاالموضوع
لا ادري إن كـُنتُ حَزينا لذلك اكتبُ عَنكِ أنتِ تـَحدِيدَا الآن، أو كـُنتُ في مَنطِقةِ اللاشـُعور، وأنتِ تـَغيبين اللهُ وَحدَه يُهَوِنُ عـَلـَي هذا الحَنين، وأنا أبني ذاكِرَتي المُضادَة، كي تـُسعِفـَني على الأقـَل للعـُبور مِن هذا المَضيق ولا احتاجُ لرَحيلٍ آخرَ لأتجَاوَزَكِ، لا أثـِقُ بـِقـُدرَتي على نِسيانِك، ولكن أثـِقُ برَغبَتـِك وشـَبقـِك للكـِتابَة، هكذا رِوايَة ٌ واحدة ٌ بَينـَنا هيَ فـَصلُ الخـَطب. سَأرَوِضُ جَسَدي أن لا يَحتاجـُكِ حتى في اشـَدِ لـَحظاتِه جـُوعا
ويستمر الحمل..
تسعة شهور مضت من دون أن تظهر أية مؤشرات نهائية على دنوّ موعد المخاض العظيم.. فهذا حمل عزيز، لا يحدث إلا مرة واحدة كل نصف قرن على الأقل!! أكثر من مائتين وسبعين يوماً، كل يوم أقسى وأطول من سابقه على الأم المشبعة بالخصوبة وحراسها العزّل الطيبين، وما يزال المولود المنتظر يعوم داخل محيط كيس الرحم بصبر يبدو لا نهائياً، منتظراً اكتمال نمو رأسه وقلبه ورئتيه وأطرافه ولسانه الطليق وبصيرته النافذة
في هذا القحط لا أعلم ما الذي يأكله الزمن كي يستمر على قيد الحياة.
(واللحظة) إن ما لم تجد ، شيئا تطحنه بفمها تلتهم نفسها
لتبدو فارغة من مضمون أو حدث، وفي عز الملل نطرح ملابس سؤال ،،، كيف الحال ؟
ويأتي الجواب مستعجلا وبشكل أتوماتيكي
ماشي الحال ...... دون أدنى شك هو ماشي بوضع حرج
أمّا حين سألته المذيعة الذكيّة عن الأمم المتحدّة و ملف جرائم حقوق الإنسان فلم يكن ردّه أقلّ ريبةٍ و سذاجة، حيث أخذ يتّهم الأمم المتحدة بعدم المصداقيّة التّامّة في حين أنهّ كان من المفترض به التحدّث بدبلوماسيّة آخذاً بعين الاعتبار فرصة المقابلة لتحسين و تلميع صورته و صورة حكمه في الإعلام الغربي ! فيقول مثلاً: " نحن نحترم هذه المؤسّسة وقراراتها إلّا أنّنا نعلم أنّها في بعض الملفّات تخضع لسياسة الانحياز لقوىً عُظمى فتصبح وسيلة للضغط بدل كونها وسيلة لإحقاق العدل
كلما سألتني مرّة أقسم لك : أنّني لا أعرف أسماء الوزراء ، ولا ألوان العلم . ولا قيمة ما يقوله الساسةُ من كلام !
اليوم فقط عرفتُ أن اسم وزير خارجية سورية هو المعلّم .عرفتُه من وصفاته التي تشبه وصفات " الملفونو " أمّا البقية فلا أعرفُ أسماءهم . فقط أتذكرُ عندما كنّا نتابعُ صدّام وموظفيه . لم نكنْ نعلّق على سياستهم . بل على نوعِ الصباغ الذي يستعملونه لشعورهم ، وشواربهم .
نفس الصبغة عادت اليوم إلى الموظفين الذين يظهرون كمحلّلين على الفضائيات .
أحياناً نفس الأشخاص ونفس الصباغ
ما اختلف علينا، هو ما اختلف على الناس جميعاً في "حرستا"، الكهرباء المقطوعة لساعات طويلة، والاتصالات المعدومة معظم الوقت، والحواجز المتعددة على امتداد الطريق، والمداهمات المتكررة للبيوت والمدارس والجوامع، وإطلاق النار ليل نهار دون أن نعلم أو نشاهد من يطلقه على من، والانتشار العسكري الكثيف في أيام الجمع.. مع فارق وحيد أن حركتنا أسهل في الدخول إلى حرستا والخروج منها، كون زوجتي سافرة، وكل الحواجز تعاملنا على أننا "مختلفون؟؟"، ولا علاقة لنا بهؤلاء "الرعاع" و"المشاغبين" و"العرعوريين" الذين يتظاهرون، بل إن بعض العناصر الواقفين على الحواجز،
القَلعةُ مليئةٌ بِالدماءِ.. مِثلَ الميدانِ تُختَرقُ الأرواحُ فيها كلَ حين حتى بعدَ المَحين
القَلعةُ مُستباحةٌ،، مِن أقصى بِلادِ الشام إلى ما وراءِ البحرِ الأَحمر
في الشـامِ استدامةُ الـيـاسَمينِ باقيةٌ، رغمً رحيق درعا المدمَجُ بالآهاتِ
في حِمص، في قاسيون يَنهَمِرُ السَقمُ.. مِنْ سماءِ الله تُسقى الأرضُ بالويلاتِ ..
مُتَوعدةٌ، مُتحلفةٌ مِثلَ الثُوارِ، مِنَ الأعماقِ